بايتاس يدافع عن حكومة أخنوش: هل يمكن تبرير الفشل الفاضح في مواجهة أزمة الهجرة الجماعية؟

0
128

الهجرة الجماعية من الفنيدق: قراءة نقدية وردود الفعل الحكومية

شهدت مدينة الفنيدق في الأيام الماضية محاولات هجرة جماعية نحو مدينة سبتة المحتلة، أثارت الكثير من الجدل والانتقادات تجاه الحكومة المغربية، خصوصًا بسبب ما اعتبره البعض صمتًا حكوميًا حول الحادثة. الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، خرج في ندوة صحفية ليتناول هذا الموضوع، مؤكدًا أن ما حدث في الفنيدق ليس ظاهرة مغربية فحسب، بل يتكرر في العديد من دول العالم.




تصريح بايتاس: هل التبرير كافٍ؟

في رده على أسئلة الصحفيين، قال بايتاس إن محاولات الهجرة غير القانونية التي حدثت في الفنيدق تمت تحت تحريض “جهات غير معروفة”، وجرى تقديم 152 شخصًا إلى العدالة بسبب تحريضهم على الهجرة غير القانونية. ورغم أن الحكومة قامت بإفشال محاولات هجرة جماعية لـ3 آلاف شخص، إلا أن هذا التصريح أثار تساؤلات حول مدى فعالية التدخل الحكومي في معالجة الأسباب الجذرية للهجرة.

سؤال مهم يطرح هنا: هل يكفي الإشارة إلى أن الهجرة غير القانونية ظاهرة عالمية لتبرير عجز الحكومة عن حل مشكلات البطالة والفقر التي تدفع الشباب إلى الهجرة؟

دور وسائل التواصل الاجتماعي والتحريض

أشار بايتاس إلى أن التحريض تم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يفتح النقاش حول دور التكنولوجيا في تسهيل أو تأجيج الهجرة غير القانونية. ومع ذلك، لم يقدم الناطق الرسمي أي تفاصيل حول الجهات التي تقف خلف هذا التحريض، مما يطرح علامات استفهام حول قدرة الحكومة على تحديد ومعالجة هذه الجهات بشكل فعال.

وهنا يبرز سؤال آخر: ما هي التدابير التي يمكن للحكومة اتخاذها لتقليل تأثير التحريض عبر الإنترنت، وكيف يمكن تحسين التواصل مع الشباب الذين يشعرون بالإحباط ويبحثون عن الهجرة كحل؟

توقيف رئيس مقاطعة طنجة و3 نواب له: تداعيات الفساد الإداري على الحياة السياسية

القوات الأمنية و”المهنية الكبيرة”

بايتاس أشار إلى “المهنية الكبيرة” التي أظهرتها القوات العمومية المغربية في التعامل مع محاولات الهجرة، مؤكدًا أن هذه القوات عملت على احترام الضوابط القانونية وضمان سلامة المهاجرين. وعلى الرغم من هذه التصريحات، لا يمكن تجاهل الصور التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تظهر مهاجرين في أوضاع غير إنسانية، مما دفع السلطات القضائية إلى فتح تحقيق في القضية.

هنا، يجب التساؤل عن الشفافية ومدى قدرة الحكومة على معالجة هذه التجاوزات المحتملة بشكل علني، وعن الإجراءات التي سيتم اتخاذها لمنع حدوث حالات مشابهة في المستقبل.

الانتقادات الموجهة للحكومة

تعرضت حكومة عزيز أخنوش لانتقادات واسعة بسبب صمتها إزاء ما جرى في الفنيدق، ما جعل الكثيرين يعتبرون أن الحكومة بعيدة عن هموم الشعب، خصوصًا في ظل ارتفاع معدلات البطالة والفقر التي تعتبر من بين الأسباب الرئيسية التي تدفع الشباب للمخاطرة بحياتهم في محاولات الهجرة غير القانونية.

السؤال المطروح هنا: ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه الحكومة في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للشباب، خصوصًا في المناطق الحدودية مثل الفنيدق، لتقليص دوافع الهجرة؟

الخاتمة: هل يمكن للحكومة أن تتجاوز هذه الأزمة؟

الحكومة المغربية تواجه تحديًا كبيرًا في التعامل مع ملف الهجرة غير القانونية، وخصوصًا في ظل الانتقادات المتزايدة حول تعاطيها مع الأزمة في الفنيدق. رغم تصريحات بايتاس التي تشير إلى المجهودات الأمنية في إحباط محاولات الهجرة، فإن السؤال الأساسي يبقى: ما هي الاستراتيجيات المستقبلية لمعالجة الأسباب العميقة التي تدفع الشباب إلى الهجرة؟ وهل تستطيع الحكومة توفير بدائل اقتصادية واجتماعية تساهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين؟

هذه الأسئلة تظل معلقة، وتحتاج إلى إجابات حقيقية وإجراءات ملموسة تتجاوز مجرد التصريحات.