وزير الخارجية الجزائري يؤدي زيارة إلى نيروبي بتوجيهات من تبون بالتزامن مع تحضيرات للزيارة المقررة لويليام روتو إلى الرباط. نجاح الدبلوماسية المغربية كابوس يؤرق الجزائر.
تأتي هذه الزيارة لوزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف اليوم الاثنين إلى كينيا قبل أيام من الزيارة المقررة للرئيس الكيني ويليام روتو إلى المغرب، فيما يبدو أن الجزائر تسعى إلى التشويش على العلاقات الراسخة بين الرباط ونيروبي، مدفوعة برغبتها في مجاراة نجاح الدبلوماسية المغربية.
وأفادت وزارة الخارجية الجزائرية بأن “زيارة عطاف لكينيا تأتي في إطار المساعي الهادفة لتعزيز علاقات التعاون والصداقة التاريخية بين الجزائر وكينيا وتوطيد عرى التشاور والتنسيق حول التطورات الإقليمية والدولية في ظل ما يجمع البلدين من التزام ثابت بأهداف ومقاصد الوحدة الإفريقية وبالعمل الإفريقي المشترك لرفع التحديات التي تواجه دول وشعوب القارة”.
ووصف مراقبون زيارة عطاف إلى نيروبي بـ”الملغومة” في توقيتها ومضامينها، لا سيما وأنها تتزامن مع التحضيرات للزيارة التي سيؤديها الرئيس الكيني إلى المغرب خلال الأسابيع المقبلة وينتظر أن تعطي دفعة قوية لعلاقات التعاون بين نيروبي والرباط.
وكان الكاتب الأول المكلف بالشؤون الخارجية في كينيا أبراهام كورير سينغوي قد أدى زيارة إلى الرباط في 21 مارس/آذار الماضي حاملا رسالة من الرئيس روتو إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأشار موقع “أفريكا إنتلجنس” الفرنسي إلى أن “زيارة الرئيس الكيني إلى المغرب كانت مطروحة على جدول الأعمال خلال محادثات بين الكاتب الأول المكلف بالشؤون الخارجية في كينيا ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة”.
وكشف المصدر نفسه أن “الزيارة ستتمحور حول بناء مصنع للأسمدة في كينيا”، متوقعا أن “يتم خلالها الإعلان عن هذا المشروع”.
وتابعت أن “وزير الفلاحة الكيني ميثيكا لينتوري يعمل مع نظرائه في الرباط وكذلك المكتب الشريف للفوسفاط لتحديد معالم هذه البنية التحتية المستقبلية”.
وكان الرئيس الكيني قد صرح في وقت سابق بأن “بلاده تعمل على تسريع العلاقات مع المملكة في مجالات التجارة والزراعة والصحة والسياحة والطاقة وغيرها من أجل المنفعة المتبادلة”.
وتبذل الجزائر منذ مدة مساع محمومة للتشويش على علاقات المغرب بالدول الأفريقية أكثر من عملها على تحسين علاقاتها المتصدعة مع محيطها الأفريقي، فيما أدّت المبادرة الأطلسية التي أطلقتها المملكة لتسهيل ولوج دول منطقة الساحل إلى المحيط الأطلسي إلى مزيد إرباك الدبلوماسية الجزائرية التي باتت متخوفة من تنامي نفوذ الرباط في القارة الأفريقية.
وخسرت الجزائر آخر فرصها في إيجاد حلول لانحسار نفوذها في أفريقيا بعد أن تصدعت علاقتها مع مالي إثر تدخلها في شؤونها الداخلية عقب إجرائها مباحثات مع وفد من الانفصاليين الطوارق دون إشراك السلطات المالية.
والأسبوع الماضي استدعت الجزائر سفير النيجر لديها أمينو مالام مانزو، بعد أيام من استدعاء وزارة الخارجية النيجرية السفير الجزائري، في خطوة احتجاجية إزاء ما وصفته بـ”الطريقة غير اللائقة” التي تعاملت بها السلطات الجزائرية أثناء ترحيل بعض المهاجرين من البلاد.
وترفض الجزائر الاقتناع بتراجع حضورها في أفريقيا، مقابل نجاح المغرب في تعزيز علاقاته مع الدول الأفريقية عبر إقامة جسور التواصل والدخول في شراكات اقتصادية ناجعة تقوم على أساس المنافع المتبادلة بعيدا عن المزايدات السياسية، ما يقيم الدليل على أن المملكة ترسخ مكانتها كبوابة على أفريقيا.