بدعم امريكي، انطلاق مشروع ترميم فسيفساء مدينة وليلي الأثرية شمالي المغرب

0
268

انطلق الخميس مشروع ترميم الفسيفساء الروماني للمدينة الاثرية وليلي الواقعة شمالي مدينة مكناس شمالي المغرب، والمصنفة “تراثا انسانيا عالميا” من قبل منظمة اليونسكو حيث ادرجت بالقائمة عام 1997، وأفاد موقع “هسبرس” ان افتتاح المشروع اجري بحضور وزير الشباب والثقافة المغربي محمد المهدي بن سعيد، والقائم بالأعمال لدى السفارة الامريكية بالمغرب ديفيد غرين. 

وبحسب “سفارة واشنطن” بالعاصمة الرباط ، فان الولايات المتحدة ساهمت بتمويل مشروع ترميم الفسيفساء من خلال مشروع السفراء للحفاظ على التراث الثقافي للسفارة الامريكية في المغرب، والمشروع يعتبر ثمرة شراكة بين قطاع الثقافة في المغرب وجمعية “إفكر” ووزارة الخارجية الامريكية بمنحة مالية قيمتها 190 ألف دولار. 

وفي كلمته اعرب الوزير المهدي بن سعيد عن تقديره للعلاقات الاستراتيجية التي تربط المغرب والولايات المتحدة، موضحا ان الاعتراف الامريكي بالسيادة المغربية على الصحراء هو دليل على متانة وقوة هذه العلاقات على المستوى السياسي، واضاف ان الشراكة تمتد ايضا في مجالات اخرى، من بينها مجال التراث والذي هو قطاع له اهميته 

وأكد المسؤول الامريكي ديفيد غرين في كلمته على اهمية المشروع الثقافي، وصرح لهسبرس ان المساهمة الامريكية في المشروع والتي تصل الى مليوني درهم (190 الف دولار) “تهدف بالاضافة للمحافظة على التراث الثقافي، ايضا الى توفير فرص اقتصادية لسكان المنطقة من خلال مشاركة الحرفيين في الترميم، ومنحهم مهارات يمكن استغلالها مستقبلا في مناطق اخرى في المغرب”. 

https://www.youtube.com/watch?v=ifd5fRLI4Ao

وليلي أو مدينة وليلي.. موقع أثري يعد من أقدم المواقع الرومانية ليس في المغرب فقط ولكن في شمال أفريقيا كلها، الحسناء وليلي رمز مدينة مكناس العريقة وأحد أهم معالمها التاريخية والسياحية.

تاريخ مدينة وليلي ومن بناها؟

المدينة الأثرية التي يعود تاريخها إلى الحقبة الرومانية وما بعدها، وصولا إلى المرحلة الإسلامية في منطقة شمال أفريقيا، لاتزال مآثرها العمرانية شاهدة بشموخها على حضارة عمرت لعقود طويلة في المنطقة.

كما وتتميز هذه المدينة أو المنطقة الأثرية بجمال طبيعتها ورونقها حيث يلفت نظر الزائر لها المنظر الطبيعي الخلاب الذي تتوسطه المأثر العمرانية للمدينة، من أعمدة أثرية كتب على بعضها أحرف بالرومانية ومنازل ومعابد، وأقواس ولوحات فسيفسائية محاطة بسور كبير.

أثبتت التنقيبات الأثرية التي تم الشروع فيها منذ بداية القرن العشرين على أن أصول مدينة وليلي تعود على الأقل إلى القرن الثالث قبل الميلاد.

وكشفت هذه الحفريات عن العديد من المقتنيات الأثرية التي تعكس صورة وطبيعة الحياة في ذلك الزمان، فعثر على الأواني والقطع النقدية والمنحوتات والتماثيل، والعديد من المنازل الأثرية ذات المساحة الواسعة والمزينة باللوحات الفسيفسائية، كمنزل فينيس، منزل أعمال هرقل وقصر كورديان.

قوس النصر وليلي

وتزخر وليلي بالعديد من الأبنية العمومية نذكر منها معبد الكابتول الشهير، وقوس النصر والمحكمة والساحة العمومية وكذلك العديد من آثار المطاحن، ومعاصر الزيتون والحمامات وبقايا الأسوار.

تكفيك جولة ليوم واحد بين أرجائها للوقوف على منازل قديمة اتُخذت أسماء عديدة تعود لفترة ما قبل الحكم الروماني وما بعده..

إذ تتوفر هذه المنازل على باحات معمدة وغرف وقاعات استقبال وأكل، وحمامات صغيرة وأخرى عمومية.

كما يزخرف أغلب باحاتها أعمدة ملساء أو حلزونية وفسيفساء عبارة عن لواحات فنية جميلة تعبر عن مواضيع مختلفة.

السياحة في مدينة وليلي

يتصل بمنازل الواجهة الشمالية والجنوبية بواسطة أروقة وشوارع ثانوية ويشكل خط مستقيما يمتد إلى قوس النصر، حيث توجد في أعلاه صور منقوشة للإمبراطور كراكالا، بني على شرف هذا الأخير عام 217 ميلادي.

إن زيارة السياح لهذه المدينة التاريخية، تبقى خالدة في أذهانهم لأنها تمنحهم فرصة التعرف على حضارات البحر المتوسط التي تعد وليلي أحد معالمها الخالدة..

كما توفر لزوارها الاستمتاع بجمال بطبيعتها الخلابة والاستمتاع بهدوء وسكينة هذا المكان المسمى وليلي.