باتت فرنسا بحاجة ماسة إلى المغرب الذي يعتبر أول شريك تجاري لها في أفريقيا، ويقوم بتأمين منفذ إلى أفريقيا جنوب الصحراء حيث يمارس بصورة ناشطة “القوة الناعمة” اقتصاديا منذ 2010.
باريس – أقامت السيدة الأولى الفرنسية بريجيت ماكرون ، مساء اليوم، مأدبة عشاء رسمية بقصر الإليزيه بباريس، على شرف شرف الأميرات الجليللات، شقيقات صاحب الجلالة الملك المفدى الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه.
وحسب قصاصة عممتها وكالة الأنباء الرسمية، فإن الأميرات المغربيات مريم، وأسماء، وحسناء لبين الدعوة التي أقيمت في قصر الإليزي، بتعليمات من الملك محمد السادس.
وأضاف نفس المصدر الرسمي أن “هذه المأدبة تندرج في إطار استمرارية علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية”.
وتأتي هذه الدعوة يومين فقط بعد تأكيد السفير الفرنسي في المغرب، كريستوف لوكورتيي، على أهمية تجديد العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن العلاقة الفرنسية المغربية تعد مهمة وقديمة، مشددًا على ضرورة التعاون في مواجهة التحديات الحديثة.
وشهدت العلاقات المغربية الفرنية تحسنا في الشهور الماضية بعد أكثر من سنتين من التوتر لأسباب عدة منها ما هو مرتبط بقضية برنامج بيغاسوس الذي اتهمت وسائل إعلام ومنظمات الرباط باستخدامه ضد شخصيات منها شخصيات فرنسية رفيعة من بينها الرئيس الفرنسي، وقضية التأشيرات إلى فرنسا التي خفضتها باريس إلى الحد أدنى أثار غضبا شعبيا ورسميا ضد فرنسا في المغرب، وأضفى موقف فرنسا من قضية الصحراء، وخاصة عدم اتخاذ باريس إجراءات ملموسة تدعم موقف المغرب في هذا النزاع، فضلاً عن اتهامات من وسائل إعلام مغربية لباريس بالمساهمة في توتر المغرب مع جهات أوروبية كالبرلمان الأوروبي، والتأثير على قراراته الأخيرة المتعلقة بـ”مزاعم رشاوى مغربية”، وجاء زلزال الحوز في المغرب ليزيد من توتر العلاقات بين البلدين خصوصاً بعد عدم تجاوب الرباط مع المساعدات التي أعربت باريس عن استعدادها لتقد يمها للمغرب.
وتدرك الشخصيات السياسية في الحكومة الجديدة، أن عليها العمل على المضي قدما لتحسين العلاقات الثنائية مع الرباط، لاسيما أن فرنسا تعيش بشكل عام علاقات متشنجة مع عدد من مستعمراتها السابقة في إفريقيا، وهي بأمس الحاجة إلى علاقة وطيدة مستقرة مع المغرب.
وكشفت صحيفة “أفريكا انتليجنس” المتخصصة في الشؤون الإفريقية بان ماكرون يستعد لزيارة الرباط مشيرة إلى أن الرئاسة الفرنسية تخطط لإطلاق صفحة جديدة في العلاقات الثنائية وإعطاء دفعة إيجابية في العلاقات بين البلدين، لذلك تحرص على تكثيف جهودها الدبلوماسية لبعث رسائل إيجابية والإعراب عن رغبتها بتحسين العلاقات مع الرباط ودفعها للأمام، بتأكيدها أن الشخصيات السياسية الموجودة في الحكومة والتي اتخذت سابقا مواقف عدائية ضد المملكة، تحرص أشد الحرص على فتح صفحة جديدة وتحقيق التقارب مع الرباط.
وربما يكون رئيس الوزراء الجديد غابريال أتال الذي عرف هو الآخر بمواقفه العدائية تجاه المغرب، قد استفاد من الدرس السابق ومحاولات بلاده الحثيثة لتحسين العلاقات مع الرباط نظرا لأهميته وموقعه الاستراتيجي في المنطقة، لاسيما أنه يعتبر أول شريك تجاري لفرنسا في أفريقيا، ويقوم بتأمين منفذ إلى أفريقيا جنوب الصحراء حيث يمارس بصورة ناشطة “القوة الناعمة” اقتصاديا منذ 2010.