بعد أشهر من الهجوم الإعلام الألماني على قطر،هل توقف حملاتها الإعلامية؟ باتفاقية تزويد ألمانيا بالغاز لمدة 15 عاما

0
227

في وقت لم تنجح فيه الضغوط الغربية في دفع قطر إلى تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي خلال هذه الفترة، أغضبت تصريحات لوزيرة الداخلية الألمانية الدوحة ودفعتها لاستدعاء السفير الألماني.

قال رئيس شركة “قطر للطاقة، سعد الكعبي، إن شركته وقعت، الثلاثاء، اتفاقا مع شركة كونوكو فيليبس لتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا لمدة 15 عاما على الأقل ابتداء من عام 2026.

وستوفر الصفقة لألمانيا مليوني طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا، تصل من رأس لفان في قطر إلى محطة الغاز الطبيعي المسال في برونسبوتل بشمال ألمانيا، وفقا لوكالة رويترز.

وقال الكعبي في مؤتمر صحفي مشترك مع كونوكو فيليبس: “ألمانيا تمثل أكبر سوق للغاز في أوروبا… ونحن ملتزمون بدعم أمن الطاقة فيها”.

وكانت الشركة القطرية قد وقعت مؤخرا اتفاقية مع شركة سينوبك الصينية لتزويدها بإمدادات الغاز الطبيعي المسال لمدة 27 عاما.

وستبلغ الإمدادات 4 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا.

ويُعد هذا العقد الأطول في تاريخ صناعة الغاز المسال، بحسب تغريدة لشركة قطر للطاقة على حسابها الرسمي في تويتر. 

ويأتي توقيع الاتفاق مع تسابق العديد الدول على تأمين احتياجاتها من الغاز بعد أن قررت أوروبا استبدال الغاز الروسي بمصادر أخرى.

وكانت قطر قد وقعت عقود عدة لتطوير حقل الشمال الشرقي وحقل الشمال الجنوبي التي من شأنها أن تعزز طاقة تسييل الغاز الطبيعي إلى 126 مليون طن سنويا بحلول عام 2027 في حين أنه يصل إلى 77 مليون طن سنويا في الوقت الحالي. 

واشتد التنافس للحصول على الغاز المسال عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، في فبراير/شباط، مع احتياج أوروبا -على وجه الخصوص- لكميات ضخمة تساعد في تعويض الغاز القادم من خط أنابيب روسي كان يشكل نحو 40%، من واردات القارة.

وقال “سعد الكعبي” الرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، في مقابلة مع “رويترز” بالدوحة قبل وقت قصير من توقيع الاتفاقية: “اليوم يعد علامة فارقة في أول اتفاقية بيع وشراء لمشروع حقل الشمال الشرقي، تبلغ أربعة ملايين طن لمدة 27 عاما لشركة سينوبك الصينية”.

وحقل الشمال هو جزء من أكبر حقل للغاز في العالم تشترك فيه قطر مع إيران، التي تسمي حصتها حقل جنوب بارس.

ووقّعت شركة قطر للطاقة في وقت سابق من هذا العام خمسَ صفقات لحقل الشمال الشرقي، الذي يمثّل المرحلة الأولى والأكبر من خطة توسعة حقل الشمال المكوّنة من مرحلتين، وتشمل ستة قطارات (مرافق تسييل وتنقية) للغاز الطبيعي المسال، من شأنها زيادة قدرة التسييل في قطر من 77 مليون طن إلى 126 مليون طن سنوياً بحلول عام 2027.

يشار إلى أن البعض، كان قد طرح تساؤلات بشأن السر وراء الهجوم الألماني على قطر مع انطلاق المونديال بشكل خاص، وإمكانية أن يكون له علاقة برفض الدوحة تزويد أوروبا بالغاز هذا الشتاء، وعن تداعيات هذا الهجوم على العلاقات الأوروبية القطرية.

صراع أمراء أبو ظبي على السلطة يشتعل.. تسريبات محمد بن زايد يضغط لتعيين نجله خالد وليا لعهد أبوظبي!

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي القطري جاسم بن ناصر آل ثاني، إن زيارة رئيس الحكومة الألمانية لدول الخليج، بشأن تأمين عقود الطاقة، حيث قال إن زيارته كانت مخيبة للآمال، أو أن نتائجها لم تتحقق، ولم يتبع ذلك أي تصريحات حكومية.

وتابع في تصريحات لموقع “سبوتنيك” الروسي: “دول الخليج مرتبطة بعقود لمدد طويلة، وتغيير أو كسر هذه الارتباطات له آثار قانونية، كما أن النفط ثروة ناضبة يجب استغلالها بما يحقق مصالح الدول المنتجة، وعندما كانت أسعار النفط منخفضة لسنوات حققت أوروبا عوائد كبيرة حيث تبيعه بعد تكريره بأسعار مضاعفة، أكثر من الدول المنتجة”. 

وأوضح آل ثاني، أنّ مسألة الطاقة وإنتاجها لا تخضع لأي ضغوط دولية، وسبق وأن هاجمت فرنسا الولايات المتحدة الأمريكية بسبب بيعها للغاز بأسعار مضاعفة عن سعره الأصلي، وهو ما لم تكترث به واشنطن، حيث نظرت إلى ما يحقق مصالحها الاقتصادية فقط. 

وفي 29 أكتوبر الماضي ، لسادعت وزارة الخارجية القطرية السفير الألماني لدى الدوحة كلاوديوس فيشباخ، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية، بخصوص تصريحات وزيرة الداخلية في بلاده حول استضافة قطر لكأس العالم المقبلة.

ولفت البيان إلى أن المذكرة عبرت عن “خيبة أمل دولة قطر ورفضها التام وشجبها للتصريحات التي أدلت بها السيدة نانسي فيزر، وزير الداخلية الألمانية، في حق استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم 2022، كما طالبت بتوضيحات بشأن هذه التصريحات”.

وطرح البعض تساؤلات بشأن السر وراء الهجوم الألماني على قطر، وإمكانية أن يكون له علاقة برفض الدوحة تزويد أوروبا بالغاز هذا الشتاء، وعن تداعيات هذا الهجوم على العلاقات الأوروبية القطرية.

في رسالة قصيرة عبر حسابها في توتير، نشرت فيزر صورة لها مع الشارة بينما كانت تقف في المدرجات، فيما بدا أنه تعبير عن التضامن مع المنتخب الوطني.

وقبل بدء المباراة، وضع لاعبو المنتخب الألماني أيديهم على أفواههم، في بادرة اعتراض على قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بعدم السماح لمنتخبات أوروبية بارتداء شارات “حب واحد”، للتعبير عن دعمهم للمثليين.

في أكتوبر الماضي، أثارت وزيرة الداخلية الألمانية أزمة بسبب تصريحاتها بشأن وضع حقوق الإنسان والموقف من المثليين، في معرض اعتراضها على تنظيم قطر بطولة كأس العالم. وتراجعت عن تصريحاتها بعد استدعاء الدوحة السفير الألماني، وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية، على ما قالته فيزر.

كانت فيزر قالت إن “حق الاستضافة هذا خادع للغاية”، وأن “هناك معايير يجب الالتزام بها وسيكون من الأفضل عدم منح حق استضافة البطولات لمثل هذه الدول”. واعتبرت المعايير يجب أن تتضمن “احترام حقوق الإنسان” و”مبادئ الاستدامة”.