جدّدت فرنسا، دعمها المبادرة المغربية بشأن الصحراء ، والمتمثلة في الحكم الذاتي ، واعتبر المتحدثة باسم وزارة خارجية الفرنسية، أنه يمكن أن يكون “أساسا للنقاش، جادا وذا مصداقية”، من أجل تسوية النزاع حول الصحراء المغربية .
واوضح ذات المصدر ، إن الموقف فرنسا من قضية الصحراء يظل “ثابت لصالح حل سياسي عادل، دائم ومقبول لدى الأطراف، وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأكدت المسؤولة الديبلوماسية، أن “فرنسا ملتزمة بإقامة علاقات جيدة بين شركائها الأوروبيين وجيرانها على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. فمن خلال الحوار يمكن التغلب على التحديات المشتركة”.
هذا الإعلان يؤكد “دعم التكتل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل مواصلة العملية السياسية الرامية إلى التوصل لحل سياسي لقضية الصحراء؛ عادل، وواقعي، وبراغماتي، ودائم ومقبول لدى الأطراف”.
وأوضحت المتحدثة أن “أي حل ينبغي أن ينبى على أساس التوافق تماشيا مع قرارات مجلس الأمن الدولي، لاسيما القرار 2602 الصادر بتاريخ 29 أكتوبر (تشرين أول) 2021″، مشيرة إلى أنه “من المهم الحفاظ على استقرار المنطقة”.
ويأتي الإعلان الفرنسي بعد يومين من تبني إسبانيا لموقف رسمي تعترف من خلاله بأن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تشكل الأساس الأكثر جدية، واقعية ومصداقية لتسوية الخلاف حول الصحراء المغربية.
كما يأتي بعد التطور الإيجابي الذي تشهده العلاقات بين المغرب وإسبانيا.
وكان الديوان الملكي قد أشار في بيان إلى رسالة وصلت من رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله اعتبرت فيها مدريد أن مبادرة “الحكم الذاتي” المغربية المقترحة لحل نزاع الصحراء تمثل “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”.
ورحّب كتاب مغاربة بالخطوة الإسبانية واعتبروا أن مدريد وضعت حدا لأزمتها الدبلوماسية مع الرباط، وأشادوا بالدبلوماسية المغربية التي “تسلحت بالحكمة… وعدم الانجرار وراء ردود الفعل”.
وقالت جريدة “الأحداث” المغربية في افتتاحيتها: “يجني المغرب اليوم ثمرة دبلوماسيته الملكية”، مضيفة أن الأداء الدبلوماسي المغربي تميز بما وصفته بالحكمة، والثبات، والرصانة، والعمق، وعدم الانجرار وراء ردود الفعل.
واعتبرت الصحيفة أن الإعلان الإسباني يرقى إلى “الاعتراف الواضح والصريح بمغربية الصحراء”، ويتبع خطوات مماثلة من الولايات المتحدة، وألمانيا التي تقول الصحيفة إن رئيسها صرح “أن بلاده تعتبر الاقتراح المغربي للحكم الذاتي القاعدة الأكثر صلابة وجدية لحل مشكلة الصحراء”.
وتحت عنوان “العودة إلى الصواب فضيلة”، تقول حنان أتركين، عضو مجلس النواب المغربي، في موقع “هسبريس” إن “إسبانيا الرسمية تضع حدا لأزمتها الدبلوماسية مع المملكة، وتقرر إنهاء الجفاء”.
وتمتدح أتركين ما تصفه بثبات المغرب على مبدئه وسط “علاقات دولية غارقة في المنفعية والبرغماتية”.
في الموقع ذاته، ينتقد سعيد شكاك استدعاء الجزائر سفيرها لدى مدريد، ويصف الخطوة بأنها تشبه “رقصة الديك المذبوح من شدة الألم والموت السريري عوض الابتهاج والفرح”.
ويرى الكاتب أن “تشبث المملكة المغربية بخيار السلام يعد فرصة تسمح لجميع دول المنطقة بالتفكير الجدي في ما يخص قضايا العصر وتحدياته الكبرى”. ويضع الخيار المغربي في مواجهة معارضة ما وصفه بـ “القوى الأجنبية التي تعمل من جانبها على ضمان التوتر بالمنطقة”.
ويثني على الصراف في “العرب” اللندنية على الدبلوماسية المغربية والعاهل المغربي، قائلا إن إدارته لملف الصحراء “أثبتت… مرة بعد أخرى، نجاحا سوف يمجده له التاريخ”.
“لوبوان” الفرنسية : الموقف الإسباني الجديد بشأن قضية الصحراء بالتغيير “الجذري” و”المذهل” في موقفها