بعد عودة سيف الإسلام القذافي وعبدالحميد الدبيبة لسباق الرئاسة بقرار قضائي أبطل الطعون في ترشحهما، قضت محكمة استئناف طرابلس الاثنين ببطلان حكم استبعاد اللواء المتقاعد خليفة حفتر من السباق الرئاسي وأعادته للمنافسة في الانتخابات المزمع إجراؤها في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وفق إعلام محلي.
طرابلس – رفضت محكمة استئناف طرابلس، اليوم الاثنين، حكم الطعن الصادر ضد المرشح الرئاسي خليفة حفتر من محكمة الزاوية الابتدائية “لعدم اختصاصها المكاني في النظر بالدعوة”، وأعادته إلى السباق الرئاسي، المقرر يوم 24 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وفق ما ذكرته وسائل إعلام ليبية، نقلا عن قناة “ليبيا تنتخب”.
وقالت قناة ‘ليبيا الأحرار’ المحلية الخاصة، إن “محكمة استئناف طرابلس أبطلت حكم محكمة الزاوية (غرب) باستبعاد خليفة حفتر من السباق الرئاسي وأعادته إلى المنافسة”.
https://twitter.com/libyaalahrartv/status/1467844086572863489
وكان حفتر قد أعلن منتصف الشهر الماضي ترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيا، ووعد الليبيين في كلمة متلفزة بـ”الدفاع عن الثوابت الوطنية وأهمها وحدة البلاد وسيادتها واستقلالها”، وأن “لدينا أفكار لا تنضب وقادرون على تحسين حياة الليبيين”، كما دعا الليبيين “للمساعدة في العمل على بناء ليبيا المزدهرة المستقرة”.
وعلق قائد الجيش الليبي مهامه العسكرية رسميا، في 22 من أيلول/سبتمبر الماضي، وأعلن تكليف رئيس أركان الجيش الفريق عبد الرازق الناظوري بمهام القائد العام لمدة 3 شهور، وجاء إعلان ترشحه بعد أسبوعين من إقرار قانون انتخابي يتيح له الترشح، ثم تولي منصبه العسكري مجددا في حال عدم انتخابه.
وكانت محكمة الزاوية، قد أصدرت في 30 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حكمًا باستبعاد حفتر من قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية، بعدما قبلت الطعن المقدَّم ضده.
وأعادت محكمة استئناف طرابلس، اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة، إلى قائمة مرشحي الانتخابات الرئاسية، وأصدرت حكما بذلك، بعد رفضها طعنين بحقه، وأكد محامي الدبيبة عبد الرؤوف قنبيج، أن “الحكم نهائي وغير قابل للطعن”.
كما قبلت لجنة الطعون الانتخابية الابتدائية بمدينة سبها جنوبي ليبيا، الخميس، طعن سيف الإسلام نجل الزعيم الراحل معمر القذافي ضد قرار المفوضية العليا للانتخابات باستبعاده من قائمة المرشحين الأولية للانتخابات الرئاسية.
وكان استبعاد مفوضية الانتخابات لسيف الإسلام القذافي وبقية مرشحي النظام السابق مثل محمد أحمد الشريف وزير التعليم الأسبق وبشير صالح المدير السابق لمكتب القذافي، متوقعا لأسباب سياسية أكثر منها قانونية، خاصة بعد إبداء الولايات المتحدة الأميركية تحفظها على هذا الترشح.
إلا أن طعن القذافي الابن أمام محكمة مدينة سبها (جنوب) تصدت له قوة مسلحة تابعة لحفتر، حيث طردت القضاة وموظفي المحكمة وحاصرت مقرها، لمنع إصدار الحكم.
ورد أنصار القذافي بالتجمهر أمام المحكمة كما أدانت روسيا استبعاد القذافي الابن من السباق الرئاسي وانتقدت حكومة الوحدة عرقلة العملية الانتخابية.
ولم تنسحب القوة المسلحة إلا بعد انتهاء الآجال القانونية للطعن ومع ذلك انعقدت المحكمة وأصدرت حكما بقبول الطعن، ما أعاد سيف الإسلام القذافي إلى السباق الرئاسي.
وبحسب عبدالباسط الحداد المحامي المعتمد لدى المحكمة العليا، فإن حكم محكمة سبها ابتدائي وليس نهائيا وقابل للاستئناف من مفوضية الانتخابات خلال 72 ساعة من تاريخ صدور الحكم.
ويتوقع الحداد، أن تصدر محكمة الاستئناف حكما ببطلان الحكم بصدوره بعد الميعاد المحدد وفق الجدول الزمني الموضوع.
ومشاركة سيف الإسلام القذافي في الانتخابات من شأنه أن يعيد رسم خارطة التحالفات ويقلبها رأسا على عقب، فالقذافي الابن تُرشحه عدة استطلاعات رأي.
ومنذ 2014، تحالف أنصار القذافي مع حفتر وانخرطت بقايا الكتائب الأمنية للنظام السابق ضمن قوات شرق ليبيا وقاتلت إلى جانبه في معركة طرابلس وقبلها في القواعد الجوية ببراك الشاطئ والجفرة وتمنهنت بالجنوب.
لكن ترشح سيف الإسلام للانتخابات الرئاسية ومحاولة حفتر قطع الطريق عليه ومنعه من الطعن في قرار استبعاده من السباق الرئاسي، أحدث شرخا بين الطرفين يصعب جبره.
لذلك إذا تمكن كل من حفتر وسيف الإسلام من تجاوز مرحلة الطعون وصعد الأخير إلى الدور الثاني من الرئاسيات فقد تتشكل تحالفات غريبة وغير منطقية.
وإلى جانب حفتر وسيف الإسلام والدبيبة وباشاغا، يسعى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بدوره ليكون رقما صعبا في معادلة الانتخابات التي يبدو مسارها ملغوما وشديد التعقيد.
زعيمة حزب معارض وبرلمانية مواصلة منعي من دخول البرلمان تعسف وعبث كبير