سعت حكومة رجل الأعمال “عزيز أخنوش” الجمعة لتهدئة الغضب في الداخل والخارج بعد أن أقدم مسؤولان في حزب أخنوش ” التجمع الوطني للأحرار” الحاكم بالمتاجرة في 13 ألف تذكرة مجانية الخاصة بالجماهير المغربية المتواجدة بقطر، وذلك لحضور مباراة نصف نهائي كأس العالم 2022، التي تجمع بين “أسود الأطلس” وفرنسا، في حين رأى مسؤول بالحزب المغربي الحاكم أن الإصرار على الإحالة على لجنة التأديب(..).
وفي أول تعليق على الموضوع ، على ما هو مبين ، ورّط النائب البرلماني عن دائرة آسفي المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ورئيس فريق أولمبيك آسفي، محمد الحيداوي، نفسه في قضية أخرى تتعلق بـ”إخراج أموال كبيرة من المغرب بطريقة غير قانونية”، بعدما صرح بعظمة لسانه أنه صرف أزيد من 60 مليون سنتيم بقطر، خلال مدة لا تتجاوز شهرا واحدا.
تصريح النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، من أجل دفع شبهة بيع التذاكر 13 ألف تذكرة مجانية، لم تكن موفقة، إذ أراد أن يوضح للرأي العام بأنه ليس في حاجة لعائدات بيع التذاكر، لكن وضع نفسه أمام تهمة أخرى جرت عليه انتقادات ومطالب بتدخل النيابة العامة من أجل إجراء بحث شامل ومعمق في الموضوع.
من جهته ، قال المحامي والحقوقي، محمد الغلوسي، إنه تصريح الحيداوي بصرفه مبلغ 600.000 ألف درهم، أثناء إقامته بقطر، يطرح سؤلا حول “كيفية تمكنه من إخراج كل هذا المبلغ خارج أرض الوطن، والحال أن مكتب الصرف لا يسمح للشخص الواحد سوى بمبلغ 100 ألف درهم سنويا”.
وأضاف رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، أن هذا الوضع يتطلب من النيابة العامة إصدار تعليماتها إلى الشرطة القضائية المختصة قصد إجراء بحث معمق وشامل حول ظروف وملابسات الاتجار في التذاكر الخاصة بالمونديال وكشف كافة الأطراف التي يشتبه في تورطها في ذلك، وكذا الكشف عن ملابسات إخراج مبلغ كبير (60 مليون سنتيم) خارج أرض الوطن، خلال مدة لا تتجاوز شهر خارج الضوابط القانونية”.
وأكد محمد بودريقة، عضو الاتحاد المغربي لكرة القدم، عبر “تدوينة” نشرها في صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، أن عملية توزيع التذاكر ستنطلق الثلاثاء عند الساعة العاشرة صباحا في ملعب “الجنوب”.
وشدد بودريقة على ضرورة إحضار بطاقة “هيا” وجواز السفر من أجل تسلم التذاكر، مع ضرورة احترام التدابير الأمنية.
وأفاد موقع “هسبورت”، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن الاتحاد المغربي لكرة القدم، سيوزع ما يناهز 13 ألف تذكرة على الجماهير المغربية لمتابعة مباراة المغرب وفرنسا.
وأكدت المصادر نفسها أن الاتحاد سيوزع 13 ألف تذكرة، بالمجان، على الجماهير المغربية المتواجدة في قطر، التي ستحط الرحال في الدوحة خلال الساعات القليلة المقبلة.
إلا أن النائب البرلمان ذ. بوعيدة عن الأقاليم الجنوبية للمملكة له رأي أخر ، حيث قال : ” حْنا ما نهزمناش في الملاعب.. حْنا هومونا اخوتنا خارج الملاعب في قطر” .
الجمعة الماضية، أصدر المكتب السياسي للحزب الحاكم “التجمع الوطني للأحرار”، قرار إحالة البرلماني محمد الحيداوي على أنظار اللجنة الجهوية للتأديب والتحكيم بجهة مراكش أسفي، عملا بأحكام المادة 32 من النظام الأساسي للحزب، لتنظر في المنسوب للمعني بالأمر بعد واقعة تسجيلات إعادة بيع تذاكر المونديال.
وبحسب بلاغ حزب رجل الأعمال “عزيز أخنوش”، على “إثر تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتسجيل صوتي من المحتمل أنه منسوب للسيد محمد الحيداوي عضو الحزب، ومضمونه بيع تذاكر لحضور مباراة في كرة القدم، ونظرا لما لهذا السلوك في حالة ثبوته من إساءة للصورة الباهرة التي بصم عليها منتخبنا الوطني”.
وانتشرت تسجيلات صوتية على لرئيس أولمبيك أسفي، محمد حيداوي، وهو برلماني أيضا باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، حيث دخل هو الآخر على خط التلاعب بتذاكر لقاء أسود الأطلس والديكة، بعدما وثقت هذه التسجيلات تورط البرلماني المذكور في إعادة بيع التذاكر بأثمنة خيالية.
وأثبتت التسجيلات أن رئيس أولمبيك أسفي “كان يساوم” أحد الراغبين في اقتناء تذكرة لمباراة فرنسا والمغرب، بعد حصوله عليها مجانا من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في وقت عاشت فيه الجماهير المغربية ساعات عصيبة بمطاري محمد الخامس بالدار البيضاء وحمد الدولي بالدوحة بعد نفاذ التذاكر وإلغاء مجموعة من الرحلات.
وكان توزيع التذاكر المجانية على المشجعين المغاربة قبيل مباراة أسود الأطلس مع المنتخب الفرنسي قد عرفت حالة من الفوضى، في ظل وجود تأكيدات بأن هناك مسؤولون تاجروا في هذه التذاكر، ما حرم المئات من المغاربة من دخول الملعب رغم تنقلهم إلى قطر لهذا الغرض.
وخلف هذا الأمر استنكارا واسعا، وسط تعالي الأصوات المطالبة بالتحقيق ومحاسبة المتورطين في هذه المهزلة.