هل سيتفيد رئيس الوزراء الجديد من الدرس السابق مع الرباط ورأب الصدع بعد أزمة التأشيرات التي تسبب بها ؟.
باريس – يطرح اختيار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للسياسي الشاب غابرييل أتال ليكون رئيسا للوزراء خلفا لإيليزابيث بورن، التساؤل حول الدور الذي سيقوم به بالنسبة للعلاقات مع المغرب بعد الأزمة التي تسببت فيها تصريحاته في سبتمبر/أيلول من سنة 2021، حين كان ناطقا رسميا باسم الحكومة، وكُلف بإعلان تطبيق قرار خفض التأشيرات للمواطنين المغاربة والجزائريين والتونسيين.
"غابرييل أتال" رئيساً للحكومة الفرنسية |
– رئيس الوزراء الجديد قد يستفيد من الدرس السابق ومحاولات بلاده الحثيثة لتحسين العلاقات مع الرباط ورأب الصدع بعد أزمة التأشيرات التي تسبب بها. pic.twitter.com/sdT5TVpQb9— المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) January 10, 2024
ويثير تعيين أتال التكهنات بأنه قد يعيد العلاقات بين المغرب وفرنسا إلى مربع الأزمة بعد أن لاحت في الافق انفراجة، إذ ساهم بشكل واضح في التأثير سلبا على العلاقات الفرنسية المغاربية، حين أعلن تقليص التأشيرات إلى النصف بالنسبة لمواطني المغرب والجزائر، وبنسبة 30 في المئة بالنسبة لتونس التي ينتمي إليها والده بسبب “عدم تعاون” حكومات تلك الدول في ملف ترحيل المهاجرين غير المرغوب فيهم من طرف فرنسا.
وما عقَّد الأمر أكثر، هي التصريحات العلنية لأتال التي وصف فيها القرار حينها بـ”الصارم وغير المسبوق والضروري، لكون تلك الدول ترفض استعادة مواطنيها الذين ترفض فرنسا استقبالهم”، وأضاف بأن مواقف الدول الثلاث “تبطئ فعالية” عمليات الترحيل من الأراضي الفرنسية عند صدور قرارات في هذا الصدد. وتابع “حصل حوار ثم وجهت تهديدات. اليوم ننفذ التهديد”.
ليرد عليه وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بالقول إن هذا الأمر “غير مبرر” وأن حججه “غير حقيقية”، مشددا على أن الرباط “لن تغير قوانينها” إرضاء للحكومة الفرنسية.
وكانت تلك التصريحات فاتحة أزمة غير مسبوقة بين الرباط وباريس استمرت لسنتين، ولم تنجح حتى زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، إلى المملكة في ديسمبر/كانون الأول من سنة 2022، في طيها رغم إعلانها اعتماد الإجراءات الضرورية لإعادة الوضع الطبيعي بخصوص قضية التأشيرات، واتخاذ قرار إعادة النشاط القنصلي العادي على أن تشرع السلطات الإدارية عملها كما في السابق.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من سنة 2023، وخلال مشاركته في برنامج إذاعي عبر “راديو 2M، أعلن السفير الفرنسي بالرباط، كريستوف لوكورتيي أن بلاده رفعت جميع القيود التي سبق أن فرضتها على إصدار التأشيرات لصالح المواطنين المغربة لطي هذا الملف بشكل نهائي، لكنه أبدى أسفه على هذا القرار الذي قال إنه كان “خسارة” لبلاده باعتراف الرئيس إيمانويل ماكرون، وأضر كثيرا بصورتها، وأوضح أن علاقة وطيدة مثل تلك التي تجمع بين باريس والرباط لا تتم إدارتها عبر الإحصائيات فقط.
واعتبر لوكورتيي حينها أن “للقلب قواعد لا يدركها العقل”، والقرار الفرنسي بخصوص التأشيرات “مس القلب”، مبديا اقتناعه بأن الأمور ستعود إلى مجاريها مع مرور الزمن، لأنه كفيل “بمحو كل تلك الفوضى والإهانات” مشددا على أن بلاده قررت منح التأشيرة لجميع الأشخاص الذين يتقدمون للحصول عليها إلى ما استوفوا الشروط المطلوبة دون أي قيود مسبقة.
وللإشارة فإن ماكرون باختياره لأتال رئيسا للحكومة، عين لأول مرة في هذا المنصب شخصا من ذوي الميول الجنسية المثلية كان على علاقة مع عضو البرلمان الأوروبي ستيفان سيجورني رئيس مجموعة “رينيو” الذي كان مهندس قرار المؤسسة التشريعية الأوروبية بإدانة المغرب بخصوص قضايا تتعلق بحرية الصحافة.
وسيجورني اسم مقرب كثيرا من ماكرون، وهو جزء من الأغلبية الداعمة لهذا الأخيرة، وكان المحرك الرئيس للحملة التي استهدفت الرباط داخل البرلمان الأوروبي، بخصوص مزاعم التجسس عبر برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي، التي سبق للرباط أن نفتها رسميا، وكان من بين أسباب الفراغ الدبلوماسي الطويلة في سفارة المغرب في باريس، كعنوان على أزمة غير مسبوقة بين البلدين.
Madame la Première ministre, chère @Elisabeth_Borne, votre travail au service de notre Nation a été chaque jour exemplaire. Vous avez mis en œuvre notre projet avec le courage, l’engagement et la détermination des femmes d’État. De tout cœur, merci. pic.twitter.com/G26ifKfKzj
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) January 8, 2024