بعد توتر شاب العلاقات لأشهر.. عودة الدفء للعلاقات المغربية الألمانية في ضوء المتغيرات العالمية

0
223

رأى خبراء ومحللون أن المتغيرات العالمية في الفترة الأخيرة تدفع الجمهورية الألمانية والمملكة المغربية الشريفة إلى تصفية الخلافات وإنهاء التوترات بينهما، اتفقا وزيرا خارجية المغرب وألمانيا خلال مباحثات عبر تقنية الاتصال المرئي “على ضرورة استئناف التعاون ليشمل جميع المجالات وإطلاق حوار جديد يهدف إلى تجاوز سوء الفهم الطارئ وكذلك تعميق العلاقات الثنائية”.

الرباط – أكّد وزيرا خارجية المغرب وألمانيا في بيان مشترك الأربعاء أنهما اتفقا على “تجاوز سوء الفهم” الذي توترت بسببه العلاقات بين البلدين على مدى أشهر العام الماضي، مرحّبين بعودة السفيرة المغربية إلى برلين وقرب وصول سفير ألماني جديد إلى الرباط.

وقال البيان المشترك إنّ وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك اتفقا، خلال مباحثات عبر تقنية الاتصال المرئي “على ضرورة استئناف التعاون ليشمل جميع المجالات” و”إطلاق حوار جديد يهدف إلى تجاوز سوء الفهم الطارئ وكذلك تعميق العلاقات الثنائية متعدّدة الأوجهّ”.

وهذا أول لقاء رسمي بين المسؤولين الدبلوماسيين في البلدين بعد فتح قنوات الاتصال المباشر والعودة إلى العلاقات الدبلوماسية الكاملة.

وأضاف البيان أنّ الوزيرة الألمانية “رحّبت بعودة سفيرة صاحب الجلالة إلى برلين، مؤكّدة على الوصول القريب للسفير الجديد لجمهورية ألمانيا الاتحادية إلى المغرب”.

وكانت السفارة الألمانية في الرباط قد كشفت في وقت سابق أن المغرب وافق على تعيين سفير ألماني جديد معتمد لديها خلفا للسفير الألماني السابق غوتز شميدت بريم وذلك بعد انتهاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين التي استمرت أشهرا.

وجاء في البيان أيضا أنه “سيتم تحديد الخطوط العريضة الرامية إلى تجديد وتعميق الحوار، والتعاون للمواجهة المُستقبلية للتحديات الإقليمية والشاملة”.

وكانت العلاقات الثنائية المستقرة تاريخيا شهدت توترا منذ مارس/اذار عندما قرّرت الرباط تعليق كلّ أشكال التواصل مع السفارة الألمانيّة في المغرب، في خطوة أتت ردا على انتقاد برلين لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه أواخر العام 2020، وفق ما أوضح مسؤول مغربي حينها.

وفي مايو/ايار، استدعت الرباط سفيرتها في ألمانيا للتشاور، بعدما اتُهمت برلين خصوصا بـ”أعمال عدائيّة”، لكنّ علاقات البلدين انفرجت في الفترة الأخيرة إذ أعلنت الخارجية المغربية أواخر العام الماضي عزمها على استئناف علاقات دبلوماسيّة “طبيعيّة” مع ألمانيا.

وأتى الإعلان يومها غداة نشر الخارجية الألمانية تصريحا أكّدت فيه أنّ موقف برلين من نزاع الصحراء “لم يتغيّر منذ عقود”.

كما دعا الرئيس الألماني فالتر شتاينماير العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى القيام بزيارة دولة “لإرساء شراكة جديدة بين البلدين”، وفق ما أعلن الديوان الملكي المغربي في يناير/كانون الثاني.

وتعدّ ألمانيا من أهم الشركاء الاقتصاديين والتجاريين للمغرب، إذ تنشط حوالي 300 شركة ألمانية في هذا البلد، فضلا عن كونها من أبرز مانحيه في برامج تعاون ثنائي.