أكبر عملية نصب في تاريخ المغرب: مليارات السنتيمات في مهب الريح: كيف تمكنت “مجموعة الخير” من خداع ضحاياها؟
في واحدة من أكبر عمليات الاحتيال التي شهدها المغرب، تمكنت ما تُعرف باسم “مجموعة الخير” من الإيقاع بآلاف الضحايا داخل البلاد وخارجها. فخلال سنتين فقط، جمعت الشبكة عشرات المليارات من السنتيمات من المواطنين المغاربة والمغتربين في أوروبا وأمريكا الشمالية. وعلى الرغم من توقيف العقل المدبر، ما زال التحقيق مستمرًا للكشف عن باقي المتورطين وأبعاد القضية التي وصفت بأنها “الأكبر في تاريخ المغرب”.
توقيف زعيمة “مجموعة الخير”
بعد أسابيع من الفرار، تمكنت الشرطة القضائية بمدينة طنجة من توقيف “يسرى”، المعروفة بـ”كريمة”، العقل المدبر للشبكة، في محطة القطار بمدينة طنجة. وتُعد كريمة الشخصية الأبرز في هذه الشبكة، والتي قادت عملية نصب متقنة استهدفت آلاف الأشخاص من مختلف المدن المغربية، وأيضاً مغاربة مقيمين بالخارج.
وفقًا لمصدر أمني، فإن كريمة متورطة في استلام مبالغ مالية ضخمة، حيث سقط مئات الضحايا في شراكها بعد أن وعدتهم بعوائد استثمارية مغرية عبر “التبرع لأعمال الخير” و”الاستثمار في حقائب مالية”. وقد جرى اعتقالها تحت إشراف النيابة العامة بطنجة، وما زالت التحقيقات مستمرة لكشف جميع جوانب القضية.
كيف سقط آلاف الضحايا؟
بدأت عملية النصب بشكل بسيط، إذ كانت “مجموعة الخير” تعمل عبر منصات التواصل الاجتماعي وتديرها نساء مغربيات تحت مظلة “مساهمات خيرية”، حيث تعتمد على نموذج يشبه النظام التقليدي المعروف في المغرب بـ”دارت”. استقطبت الشبكة ضحايا من المغرب وخارجه، وبدأت بإغراء المستفيدين الأوائل بتعويضات مالية صغيرة لإضفاء المصداقية على نشاطها. مع الوقت، تضاعفت المبالغ وتوسع نطاق الضحايا ليشمل مدنًا مثل طنجة وتطوان والقنيطرة والدار البيضاء، وأيضًا مغاربة مقيمين في بلجيكا وإسبانيا وهولندا.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف تمكنت هذه الشبكة من العمل بهذه الحرية لفترة طويلة دون تدخل الجهات الرقابية؟ وهل كانت هناك إشارات تحذيرية لم يتم الالتفات إليها في وقت مبكر؟
سيول المغرب تعيد فتح ملف “صفقات البنية التحتية” غير المدعومة بالمتابعة الحكومية