بعد سنتين من الانتظار.. احتجاج المغاربة العالقين في جيب سبة المحتل أمام مقر وفد الحكومة الإسبانية

0
200

مع استمرار إغلاق الحدود البرية بين المغرب واسبانيا أكثر من سنتين على التوالي جراء فيروس كورونا، وفي ظل غياب أي مؤشرات بخصوص إعادة فتحها، تتصاعد مشاعر الغضب والتنديد في صفوف العمال المغاربة الذين خرجوا مرارا في احتجاجات متكررة للمطالبة بإعادة فتح هذه الحدود للعودة لذاويهم وأسرهم، وهو ما تقابله السلطات المغربية من جهتها بـ”المنع” و”التجاهل”.

تظاهر عشرات المغاربة أمام مقر وفد الحكومة الإسبانية بالمدينة (المحتلة)، شمال المغرب للفت الانتباه إلى الوضع المزري الذي يعيشونه،بعد سنتين من إغلاق الحدود بسبب احتواء فيروس كورونا.

واختار العمال المغاربة الذين يحتجون منذ أسابيع، خوض وقفتهم اليوم بشكل صامت، بعدما لم تتم الاستجابة لمطالبهم رغم الصراخ والتصريحات والتفاوض مع وفد الحكومة بسبتة، وعبروا عن احتجاجهم بإغلاق أفواههم، وبوضع حاجز أمامهم يرمز للحاجز الحدودي الذي يفصلهم عن عائلاتهم منذ أزيد من عام.

ولم يجد العمال المغاربة الذي لا يزالون عالقين بسبتة القدرة على العودة للمغرب، مخافة فقدان عملهم في ظل إغلاق الحدود لوقت غير محدد، ويطالبون بفتح الممر الحدودي في وجههم ليتنقلوا بين عملهم وأسرهم، مع حقهم في تحديث الوثائق، ويطالبون بتمكينهم من الرجوع لأسرهم دون فقدان عملهم.

ويصر العمال العالقون على إيجاد حل لمشكلهم، خاصة وأن حصارهم يخفي خلفه قصصا من المعاناة، في الوقت الذي أكدت فيه مندوبة الحكومة الإسبانية سلفادورا ماتيوس أنه لا وجود لحل لهؤلاء العمال، وعليهم الانتظار إلى حين فتح الحدود من أجل العبور للمغرب.

ومن جهة أخرى، لا يزال المهاجرون المغاربة غير النظاميون الموجودون في سبتة، يحاولون الهجرة من المدينة المحتلة إلى إسبانيا، عبر القوارب والشاحنات، وكل الوسائل التي تمكنهم من إكمال طريقهم نحو القارة الأوروبية غير آبهين بالمخاطر.

ويقدر ضحايا إغلاق الحدود البرية المغربية الإسبانية، الذين وجدوا أنفسهم عالقين في المغرب منذ ما يقارب الستة أشهر بينما لقمة عيشهم في واحدة من المدينتين المحتلتين بحوالي 8900 مواطن ومواطنة يشتغلون بسبتة في مهن حرة من قبيل التجارة والنظافة، والنجارة.

 في حين يبلغ عدد عمال مدينة مليلية العالقين في مدينة الناظور 7500 عامل مغربي عاطلين عن العمل، منهم 3200 لديهم تصريح عمل في المدينة المحتلة، وهو ما دفعم إلى توجيه مراسلات إلى الملك محمد السادس و الحكومة المغربية لمناشدتهم بفتح الحدود ولو “استثناء” لكن دون أن تستجيب الحكومة إلى مطالبهم.

وتسبب إغلاق المغرب لحدوده مع مدينة سبتة في تراجع نشاطها الاقتصادي بنسبة 40 في المئة، بحسب ما صرح به أخيرا خوان فيفاس الحاكم الاسباني لمدينة سبتة المحتلة من طرف اسبانيا.

قال مصدر مسؤول إسباني في تصريح للإعلام الاسباني المحلي، أن “تراجع النشاط الاقتصادي للمدينة حقيقة مخيفة في حد ذاتها، لذلك يتم العمل على إيجاد نموذج بديل، كما أنه لا يوجد موعد لفتح الحدود التي تفصل سبتة عن المغرب”، مشيراً الى أن “المعيار الصحي يجب أن يسود عند تقييم أي فتح للحدود، مؤكداً أن مدينة سبتة تمثل الحدود الجنوبية لأوروبا وبالتالي يجب أن تكون هناك معاملة بالمثل مع المغرب”.

من جانبه اعتبر رئيس مدينة مليلية، إدواردو دي كاسترو، إن إغلاق المغرب لحدوده مع مليلية، هو “جزء من عدة إجراءات أخرى تهدف إلى خنق اقتصاد هذه المدينة”، موضحا أن هذه الإجراءات مرت بمراحل مختلفة، وبدأت قبل عامين بإغلاق الجمارك التجارية واستمرت بإغلاق الحدود وضبط البضائع وحظر استيراد البضائع التي تديرها شركات من مليلية. 

في الفترة الممتدة من 17 إلى 20 أيار/مايو 2021، دخل حوالي 10 آلاف شخص، معظمهم من الشباب المغربي المستعدين للمخاطرة بحياتهم على أمل مستقبل أفضل، إلى جيب سبتة المحتل بدون عوائق. وأُعيد معظم المهاجرين على الفور إلى المغرب، لكن ظل فيها حوالي 1500 قاصر، وفقاً للسلطات الإسبانية، و2000 قاصر بحسب منظمة العفو الدولية. وبحسب جمعيات مغربية غير حكومية، يبلغ عدد القاصرين المغاربة في أوروبا، من المهاجرين بطريقة غير قانونية، نحو 20 ألف شخص، معظمهم في فرنسا وإسبانيا. 

وحتى قبل الأزمة الأخيرة في سبتة، كانت قضية القاصرين المغاربة في كل من إسبانيا وفرنسا، تثير العديد من المشاكل بين الرباط من جهة، ومدريد وباريس من جهة أخرى. ففي شباط/فبراير الماضي، استدعت الخارجية المغربية، السفير الإسباني لديها، ريكاردو دييز هوشلايتنر، احتجاجاً على اعتداء شرطة بلاده على قاصرين مغاربة، فيما قادت القضية نفسها، وزير العدل الفرنسي، إريك ديبون موريتي، إلى الرباط في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

تقوم إسبانيا، بحسب تصريحات رسمية، بإيواء المهاجرين القاصرين غير المصحوبين بذويهم في مراكز تديرها السلطات المحلية التي يجب أن تدرس كل حالة على حدة لتقرر ما إذا كانت ستعيد الشخص إلى المغرب أو تبقيه في إسبانيا. ورغم أنه يتم تسجيل أولئك الموجودين في المراكز ويُقدم لهم الطعام واللباس وأماكن للنوم بعد إخضاعهم لاختبار كوفيد-19، إلا أن كثيرين غيرهم ينامون جوعى في العراء في الحدائق أو في مداخل الأبنية، كما أفاد مسؤولون في سبتة.

واعترف مسؤولون في سبتة بأن استقبال عدد كبير من القاصرين يتجاوز قدراتهم، مطالبين مناطق إسبانيا السبع عشرة الأخرى بإظهار التضامن معهم. ووافقت مناطق إسبانية بعد ذلك على استقبال 200 قاصر غير مصحوبين بذويهم ممن كانوا موجودين في سبتة لتوفير مساحة للوافدين الجدد.

ما سبب رغبة الشباب المغاربة بالهجرة إلى أوروبا؟

يعد الانقطاع عن الدراسة معضلة كبيرة في المغرب، إذ طال أكثر من 300 ألف تلميذ العام الماضي، وفق أرقام رسمية. وعموماً يجد غالبية الشباب بين سن 15 و34 عاماً أنفسهم على “هامش النمو الاقتصادي”، وفق تقرير رسمي صدر عام 2018 أشار إلى أن 82 بالمئة منهم لا يمارسون أي نشاط.

 

 

 

 

 

 

 

فيدرالية اليسار تدين”مهزلة”التزوير الفاضح في نتائج الانتخابات بمجالس الجماعات والمقاطعات