بعد عام من التحقيق .. تحديد أولى جلسات محاكمة محاكمة الوزير الأسبق ورئيس جماعة مبديع في تهم الفساد و«تبديد أموال عمومية»

0
335

أفادت مصادر مطلعة، أن المحكمة حددت، بعد عيد الفطر، موعدا لانطلاق أولى جلسات محاكمة الوزير الأسبق ورئيس جماعة الفقيه بنصالح، الأسبوع القادم.

وحددت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال بالمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، 27 يونيو الجاري، موعدا لانطلاق أولى جلسات محاكمة الوزير الأسبق ورئيس بلدية الفقيه بنصالح محمد مبديع.

وبدأ ملف هذه المتابعة والتحقيقات سنة 2020، حين أحال الوكيل العام للملك لدى المجلس الأعلى للحسابات (مؤسسة دستورية لمراقبة صرف أموال الدولة)، ملفات بلدية الفقيه بنصالح، التي يرأسها مبديع، إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة. ويتعلق الأمر بأفعال تهم إبرام وتنفيذ مجموعة من الصفقات العمومية، المتعلقة بالتأهيل الحضري، بما في ذلك صفقات الدراسات وصفقات الأشغال المترتبة عنها.

يذكر أن مبديع سبق له أن شغل منصب وزير الوظيفة العمومية، وإصلاح الإدارة في حكومة عبد الإله ابن كيران.

وسبق أن حذرت الجمعية المغربية لحماية المال العام من الفساد ونهب المال العام والرشوة وسياسة الريع والامتيازات التي تشكل عوامل تزيد من معاناة المجتمع المغربي وهدر حقوقه الأساسية في التعليم والصحة والسكن اللائق مسجلة استمرار ظاهرة تهريب الأموال إلى الخارج وغسيلها.

وكان القضاء المغربي قد أمر بفتح بحث قضائي أجرته الفرقة الوطنية للشركة القضائية، بناء على شكوى تقدم بها فرع “الجمعية المغربية لحماية المال العام” بجهة الدار البيضاء، في شهر يناير/ كانون الثاني من عام 2020.

إلى ذلك، وصف رئيس “الجمعية المغربية لحماية المال العام”، المحامي محمد الغلوسي، قرار قاضي التحقيق بإيداع المتهمين الرئيسيين السجن وفي مقدمتهم مبدع بأنه “جريء”، و”خطوة أولى في مسار تحقيق العدالة والتصدي للفساد والرشوة ونهب المال العام”.

وقال في تصريح صحفي سابق ، إن “جرائم الفساد ونهب المال العام تقتضي اتخاذ قرارات شجاعة وحازمة لمواجهة آفة الفساد واستهتار المفسدين ولصوص المال العام بكل القواعد القانونية والأخلاقية، ولكون المجتمع قد ضجر من الازدواجية في تطبيق القانون ويتطلع إلى المساواة والعدالة وربط المسؤولية بالمحاسبة”.

وفي وقت سابق، اعتبر الغلوسي، في تدوينة له على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، انتخاب مبدع رئيسا للجنة العدل والتشريع رسالة طمأنة لـ”كل لصوص المال العام”، داعيا في هذا الإطار إلى وقف هذه “الفضيحة” التي سيصبح المغرب بها أضحوكة أمام العالم، وفق تعبيره.

وكان مجلس النواب، قد انتخب في 17 إبريل/ نيسان الجاري، مبدع، رئيسا لـ”لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان”، خلفا لمحمد فضيلي الذي ألغت المحكمة الدستورية انتخابه بمجلس النواب.

وحصل النائب الحركي، خلال الجلسة العمومية المخصصة لانتخاب رئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان، على 250 صوتا، من مجموع الأصوات المعبر عنها والبالغة 255، في حين تم إلغاء 5 أصوات.

وتمارس المحاكم المالية رقابة شاملة ومتنوعة بهدف حماية المال العام، تخص رقابة الالتزام والرقابة المالية ورقابة الأداء أو التسيير، وتخضع لمراقبتها كل الأجهزة العمومية (مصالح الدولة – جماعات ترابية – مؤسسات عمومية ومقاولات عمومية وطنية وترابية)، وكذا أشخاص القانون الخاص الذين يتلقون دعما عموميا كالجمعيات وأحزاب سياسية.

وفي إطار حماية المال العام وفق مقاربة وقائية، أكد رضوان شكري، رئيس غرفة بالمجلس الأعلى للحسابات، أنه تم إحداث منظومة شاملة ومتكاملة للتصريح الاجباري بممتلكات المسؤولين في المؤسسات العمومية، إيمانا منها بأهمية أخلقة الحياة العامة وتكريس مبادئ الشفافية والمساءلة، مؤكدا إدراج اختصاص تلقي وتتبع ومراقبة هذا التصريح لتحقيق هذه الغاية، في إطار المهام المنوطة بالمحاكم المالية لحماية المال العام وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وكذا الوقاية من بعض أشكال الفساد.