بلاغ الأحرار: بين لغة التهدئة وغياب الأجوبة… هل يستمع الحزب الحاكم فعلا إلى جيل Z أم يكتفي باحتوائه؟

0
114
الصورة : موقع حزب الأحرار

أصدر المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، قائد الأغلبية الحكومية، بلاغا عقب اجتماعه يوم الأربعاء 1 أكتوبر 2025 بالرباط.

بلاغ اجتماع المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار – يوم الأربعاء 01 أكتوبر 2025

بلاغ بدا في شكله متفهما لغضب الشباب واحتجاجاتهم، لكنه في جوهره يترك فراغات كبيرة تطرح أكثر من علامة استفهام.

لغة التفاعل… لكن بلا مضمون

يتحدث البلاغ عن “التفاعل” و”الإنصات” و”النقاش”، وكأن الحزب يريد أن يرسل رسالة تطمين إلى الشارع: نحن نسمعكم. غير أن السؤال الحاد هنا: هل يكفي الإنصات؟ جيل Z الذي يملأ الشوارع والساحات الرقمية لا يبحث عن كلمات بل عن قرارات. بطالة خانقة، غلاء أسعار، تعليم مأزوم، وغياب العدالة الاجتماعية… كلها ملفات يعرفها الشباب أكثر مما يعرفها السياسيون.

الأمن في الواجهة

البلاغ لم يكتف بالحديث عن الحوار، بل خصّص فقرة للإشادة بـ”المقاربة المتوازنة للسلطات الأمنية”. هل أراد الحزب القول إن الأمن أولاً ثم تأتي المطالب ثانياً؟ أم أنه يحاول طمأنة الدولة بأن الأغلبية الحكومية تساند خيار الضبط أكثر مما تراهن على الإصلاح؟ الرسالة هنا ملتبسة، وقد تُقرأ على أنها انحياز للحل الأمني أكثر مما هي انفتاح على الحلول الاجتماعية.

أصابع الاتهام جاهزة

في خضم حديثه عن التفاعل مع الشباب، لم يتردد الحزب في اتهام “بعض الأطراف السياسية” بمحاولة الركوب على الحركة والتحريض. هكذا يتحول النقاش من جوهر الأزمة إلى معركة سياسية بين الحاكم وخصومه. لكن الشباب المحتج قد لا يهمه صراع الأحرار مع المعارضة بقدر ما يهمه سؤال المستقبل: ماذا سيتغير في حياته؟

أزمة ثقة تتعمق

البلاغ في مجمله خطاب تهدئة، لكنه يفتقد إلى الجرأة في الاعتراف بجذور الأزمة. لا وجود لأي إعلان عن إجراءات عاجلة، لا رؤية واضحة لوقف النزيف الاجتماعي، ولا خطة محددة لردم الهوة بين المؤسسات والشباب. مجرد لغة عامة فضفاضة، تصلح أكثر لإدارة الوقت منها لإدارة أزمة بحجم ما يعيشه المغرب اليوم.

الخلاصة: هل يكفي شراء الوقت؟

الشارع المغربي، بقيادة جيل Z، لم يعد يقنعه خطاب النوايا. والحزب الحاكم، رغم محاولاته التهدئة، لم يقدم في بلاغه ما يقطع الشك باليقين. هل نحن أمام بداية تحول حقيقي نحو الإصلاح عبر الحوار؟ أم أمام محاولة جديدة لكسب الوقت بانتظار أن تهدأ الموجة؟