بلاني: “لا حل للأزمة بين الجزائر وإسبانيا في وجود حكومة سانشيز سيتعيّن علينا انتظار حكومة جديدة في إسبانيا لإنهاء الأزمة”

0
222

أكد المبعوث الخاص الجزائري المكلّف بمسألة الساحل وبلدان المغرب العربي عمار بلاني، أن “التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها وزير الخارجية الإسباني خوسيه ألباريس، تدمر بشكل قاطع أي إمكانية لتطبيع العلاقات بين الجزائر والحكومة الإسبانية الحالية”.

جاءت تصريحات بلاني في حديث له لصحيفة “إل كونفيدونسيال” الإسبانية:”سيتعيّن علينا انتظار حكومة جديدة في إسبانيا لإنهاء الأزمة”.وأضاف:”إسبانيا لا تتجاهل القانون الدولي فحسب، بل هي تدوس أيضًا على القانون الأوروبي، الذي قضى بأن المغرب والصحراء إقليمان منفصلان ومتمايزان”.

وأوضح بلاني، إن “هذه الحقيقة لا يمكن أن يغيرها إنكار لإسبانيا، لأن ختم الشرعية يعود لمنظمة الأمم المتحدة ولها وحدها. والأخطر من ذلك- حسبه- أن إسبانيا لا تنتهك القانون الدولي فحسب، بل إنها تدوس على القانون الأوروبي الذي قضى بأن المغرب والصحراء هما منطقتان “منفصلتان ومتميزتان”، مما ينفي أي سيادة مغربية عليها، فكيف إذن يتم الحديث عن الحق في منح الحكم الذاتي لإقليم لا يمارس المغرب أية سيادة عليه؟” حسب قوله المضل.

وبخصوص إعلان مسؤولين في حكومة سانشيز دعم موقفه من نزاع الصحراء بدعوى أنه يحترم القانون الدولي، قال بلاني، إن “هؤلاء أظهروا انفصالا عن الواقع وعمى لأن القانون الدولي ينص على أن الصحراء هي إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي وينتظر تقرير المصير وفقًا للقرار 1514 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة. لذلك لا يزال يتعين تحديد الوضع النهائي للإقليم الذي ينتظر الحسم تحت رعاية الأمم المتحدة”.

وتابع بلاني، إنه هؤلاء المسؤولين الذين يؤكدون بسذاجة “أن هذا الموقف الذي اتخذته حكومة سانشيز ينبع أيضًا من رغبة إسبانيا في المساهمة في الاستقرار الإقليمي”، يجب تذكيرهم أن هذا الموقف، على العكس من ذلك، لن يعيق جهود المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا فحسب، بل سيشجع المغرب أيضًا على مواصلة مغامرته التوسعية الخطيرة، وما ينجر عنها من مخاطر تصعيد وتفاقم التوتر في المنطقة، وستتحمل إسبانيا أيضا المسؤولية عن ذلك.

وجاء الخلاف الدبلوماسي بين البلدين في أعقاب تغيير إسبانيا موقفها من قضية الصحراء المغربية، وهي أرض يطالب بها المغرب بينما تدعم الجزائر جماعة تسعى إلى انفصالها.

واعلنت الجزائر الاسبوع الماضي تجميد التجارة مع إسبانيا وتعليق معاهدة الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين منذ عقدين، لكنها أبقت مبدئيا على تصدير ما يمثل 47 بالمئة من احتياجات اسبانيا من الغاز.

وقالت كالبينو أنها لاحظت تقاربا متزايدا بين الجزائر وروسيا في اجتماع الربيع لصندوق النقد الدولي قبل أسابيع قليلة.

وذكرت في مقابلة إذاعية مع راديو كاتالونيا “رأيت في ذلك الوقت أن الجزائر أصبحت منحازة أكثر وأكثر لروسيا، لذلك فإن (قرار تعليق المعاهدة) لم يفاجئني”. 

وإسبانيا عضو أيضا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي العسكري، وكلاهما في طليعة المعارضة الدولية لغزو روسيا لأوكرانيا.

وحاولت مدريد إقناع الجزائر بالتراجع عن قرارها. وقالت كالبينو للصحفيين في برشلونة “آمل أن تعيد الجزائر النظر في موقفها والتصريحات التي أدلت بها”.

يأتي ذلك وسط مخاوف من أن توسع الجزائر إجراءاتها لتشمل إمدادات الغاز إلى اسبانيا وهي مسألة شديدة الحساسية بالنسبة لمدريد في هذا الظرف مع تأثير الحرب الروسية في أوكرانيا على إمدادات الطاقة والغذاء للعالم.

وفي مارس/ آذار الماضي، اعلنت إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في إقليم الصحراء، الأمر الذي رفضته الجزائر، راعية جبهة بوليساريو الانفصالية وأعلنت لاحقا استدعاء سفيرها في مدريد.

ويحشد المغرب الدعم لخطة الحكم الذاتي من الدول الغربية، منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على الإقليم في 2020.

 

“الناتو” يصف الجزائر بـ”بلد غير موثوق ويلعب بنار الغاز في جنوب أوروبا”