بنكيران تصريحات الريسوني تخصه وحده.. بعد غضب في الجزائر وموريتانيا بسبب تصريحات رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

0
211

قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية  المغربي ،عبد الإله بنكيران، بأن تصريحات رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور أحمد الريسوني ، وأحد الزعماء المؤسسين للحزب ولذراعه الدعوي حركة التوحيد والاصلاح المتعلقة بالصحراء المغربية والعلاقة مع موريتانيا والجزائر ، :” لاتعبر عن موقف حزب العدالة والتنمية”.

وأضاف بنكيران بأن المؤسسات الرسمية  للحزب المخولة هي المخول لها التصريح بموقف العدالة والتنمية .

وكانت تصريحات منسوبة لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، حول ملف “الصحراء المغربية ”. وموريتانيا، قد خلفت جدلا على المستوى المغربي و المغاربي بسبب تناقضها مع الموقف الرسمي للمملكة وتشكيكه في استقلال بلد جار لها.




ودفعت تصريحات الداعية المغربي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين البعض إلى إطلاق حملة تطالب بإقالته من منصبه في الاتحاد.

وسرعان ما انخرط في الحملة شخصيات وأحزاب تنتمي للتيار الإسلامي، الذي تربطه علاقات قوية مع أعضاء الاتحاد.

واللافت في الموضوع أن التصريحات المتداولة تعود لأكثر من أسبوعين، لكن هناك من التقطها وروج لها بحماس الآن. فما الذي تضمنته تصريحات الريسوني؟ 

بدأ الجدل بتداول مقاطع من حوار أجراه موقع إخباري محلي مغربي مع الريسوني في 29 من يوليو تموز الماضي.

وفي معرض رده على أسئلة موقع “بلانكا بريس”، حول رأيه في قضية الصحراء، قال الريسوني إن “ما يؤمن به قطعا هو أن الصحراء وموريتانيا تابعتان للمملكة”.

وأضاف الريسوني: “العلماء والدعاة والشعب المغربي” على استعداد للجهاد بالمال والنفس والمشاركة في مسيرة شبيهة بالمسيرة الخضراء والزحف بالملايين إلى الصحراء ومنطقة تندوف الجزائرية، إذا طلب العاهل المغربي ذلك”.

واعتبر الريسوني أن قضية الصحراء المغربية وموريتانيا “صناعة استعمارية”. 

وانتقد الداعية ما اعتبرها “محاولات لاستهداف الوحدة الترابية المغربية”، متهما دولا عربية وإسلامية “بالتورط في دعم وتبني تلك الصناعة الاستعمارية”.

كما تطرق الريسوني إلى العلاقات المغربية الإسرائيلية، وأدان التطبيع بين البلدين، داعيا الدولة المغربية إلى “التعويل على قوى الشعب بدلا من الاستناد إلى إسرائيل”.

وحتى كتابة هذه السطور، لم يصدر أي تعليق رسمي من موريتانيا ولا الجزائر على تصريحات الريسوني.

غير أن كثيرا من القنوات الجزائرية والموريتانية خصصت جزءا من تغطيتها للرد على تعليقات الداعية المغربي.

الريسوني يردعلى منتقديه

وبعد الحملة التي طالته، اضطر الريسوني لتوضيح تصريحاته قائلا إن “خطابه جاء في سياق تاريخي ولا علاقة له بالوضع الحالي”. وأردف في تصريح لموقع “اليوم 24” المغربي: “كنت أعبر عن آرائي بمنطق التاريخ والشرع والحضارة، بينما كانوا يردون علي بمنطق سياسي ومن مواقع سياسية”.وشدد الداعية على أن تصريحاته “لم تحمل أية أبعاد أو حسابات سياسية”، مضيفا أنه “حاليا متحرر من أي منصب سياسي، وليست لديه أية علاقة مع أصحاب المناصب”. وأكد الريسوني أن “موريتانيا حاليا دولة مستقلة وقد اعترف بها المغرب”، ولكنه استدرك قائلا: “هذا شأن السياسيين فليمضوا فيه، وأنا لا أنازعهم فيه، وهو ما تضمنته تصريحاتي”.وردا على الانتقادات التي طالته بخصوص دعوته إلى تنظيم مسيرة نحو تندوف، تساءل الداعية: “أليس من حق الشعب المغربي التواصل مع إخوانه وأبنائه المحتجزين في تندوف؟”.وختم بالتأكيد على “استعداد المغرب للتحاور مع الجزائر بما يمكنه أن ينهي النزاع المفتعل في المنطقة، وحل هذه المشكلة المصطنعة التي خلفتها الصناعة الاستعمارية”، وفق تعبيره.




ومن جهته، أصدر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، بيانا أوضح فيه موقف الاتحاد من تصريحات رئيسه.

وقال القره داغي “إن تلك التصريحات تمثل الريسوني وحده ولا تمثل رأي اتحاد علماء المسلمين”.

وقد جاء البيان، الذي نشره الاتحاد عبر موقعه الإلكتروني تحت عنوان: “توضيح حول المقابلة التليفزيونية للشيخ أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – (الصحراء المتنازع عليها)”.

ويبدو أن البيان اختزل الجدل المثار في قضية الصحراء الغربية، وهو ما أثار حفيظة البعض، إذ يرى جزائريون وموريتانيون أن المشكلة لا تتعلق بقضية سياسية، بل بتحريض للهجوم على دول مسلمة باستخدام مصطلحات مثل “الجهاد” .

وتعرف العلاقات الجزائرية المغربية توترا وصل حد القطع على خلفية قضية الصحراء المغربية حيث تدعم الجزائر جبهة البوليساريو الانفصالية. وهو أمر يعتبره المغرب تهديدا لأمنه القومي، مشددا على تمسكه بوحدة أراضيه التي تشمل الصحراء.

وتعد الولايات المتحدة حليفا رئيسيا للمغرب في هذا النزاع حيث تعترف منذ أواخر العام 2020 بسيادته على الصحراء، في إطار اتفاق ثلاثي تضمّن أيضا تطبيع المملكة علاقاتها مع إسرائيل.

ولفت الزرمديني إلى أن الجزائر تتوجس من تزايد الحضور الإسرائيلي في المنطقة و”ما قد تخفيه الزيارات المتكررة في الفترة الأخيرة  لمسؤولين إسرائيليين إلى المغرب، من مخططات قد تهدد أمن الجزائر وتعبث “بتحالفاتها الإقليمية والدولية”. 

وتفيد تقارير أن الجزائر تنسق بشكل مكثف مع روسيا والصين، وما تدريبات درع الصحراء إلا رسالة جزائرية للغرب بأنها حسمت أمرها في علاقة بتحالفاتها العسكرية. 

وافتُتحت 22 قنصلية عامة، من بلدان أفريقية وعربية ومن دول الكاريبي وغيرها، في مدينتي العيون والداخلة في الصحراء المغربية. وتُعتبر الإمارات ثم البحرين من أولى الدول العربية التي تفتتح قنصليات لها في الصحراء المغربية دعما للاعتراف الدولي بوحدة الأراضي المغربية.

وتستقبل الجزائر منذ عام 1976 في عاصمتها بعثة دبلوماسية تمثل جبهة البوليساريو تطلق عليها اسم “سفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”.

وقبيل انطلاق المناورات أفادت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية في المغرب، أن الأسد الإفريقي سيشمل تدريبات عملياتية  وتدريبات على عمليات مكافحة الجماعات الإرهابية، والتمرينات البرية والمحمولة جوا والجوية والبحرية، وإزالة التلوث النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيميائي.