من الطبيعي أن يتم تقدير الإنجازات والفشل في الحكومات بشكل مختلف بين الأفراد والأطراف المختلفة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تصادم وجهات النظر. من الضروري أن يكون النقاش حول أداء الحكومات بناءً على الحقائق والبيانات الموثقة، وأن يكون مبنيًا على الحوار المفتوح والمسؤولية المشتركة.
في هذا الصدد، قرّر عبدالاله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ( معارضة) الذي قاد الحكومة في مناسبتين في العشرية الأخيرة وخرج من السلطة بهزيمة في الانتخابات التشريعية 2021، إلى استباق عرض رئيس الحكومة بتقرير للأخير عن حصيلة نصف الولاية الحكومية.
ويأتي تقرير بنكيران على حكومة أخنوش استباقا على ما يبدو لتحميل الأخير حكومتي البيجيد السابقتين المسؤولية عن تراكمات أثرت على الأداء في بعض الملفات وهي اتهامات أطلقتها قبل فترة شخصيات سياسية وحزبية.
وحملت تلك الشخصيات حكومتي حزب العدالة والتنمية السابقتين المسؤولية عن بعض الملفات منها ملف أزمة المياه بعدم مضيها في خطط ومشاريع لبناء السدود طيلة عقدين من حكم العدالة والتنمية وغيرها من الملفات مثل ملف قطاع التعليم.
ويعتزم عزيز أخنوش غدا الأربعاء تقديم حصيلة نصف ولاية حكومته والتي يفترض أن تشمل تقييما لأداء الفريق الحكومي، بينما يتردد في الوقت ذاته احتمال إجراء تغيير وزاري تماشيا مع طبيعة المرحلة واستحقاقاتها السياسية.
واعتبر بنكيران أن حكومة أخنوش خالفها النجاح وأن وزراءها يجتهدون في تعليق الفشل على الحكومات السابقة، في إحالة على ما يبدو لاتهامات سابقة طالت العدالة والتنمية.
وقال في ندوة صحفية عقدت الثلاثاء بالرباط “الجميع يعلم المسار الذي أدى إلى تكوين هذه الحكومة والمؤامرات التي أدت إلى أن يهوي حزب العدالة والتنمية لهذه المرتبة”، مضيفا أن انتقال ‘البيجيدي’ وهي التسمية المختصرة بالفرنسية للحزب، من 125 إلى 13 نائبا “لم يمنعنا من لملمة جراحنا”.
وأشار إلى أنه رفض سابقا دعوات لرحيل حكومة أخنوش لأنها “ستكون ظلما للحكومة، وقلنا إنه إذا نجح رئيس الحكومة سيكون ذلك لفائدة الوطن، لكن يبدو أن النجاح لم يكن والاستفادة الشخصية هي التي كانت”.
وأوضح بنكيران بأن حزبه لم يعمل على عرقلة عمل الحكومة وأنه حاول تجنب الصدام معها مع الحفاظ على معارضة محدودة في البرلمان وذلك من أجل اتاحة الفرصة لها للعمل، مضيفا لكن “التوفيق خالف هذه الحكومة، فلا الوعود أوفوا بها ولا الشرح والتواصل نجحوا فيه“.
كما اتهم الحكومة بالفشل في الوفاء بوعودها وبأنها لم تحسن تدبير الشأن العام ولا حل المشاكل كتلك المتصلة بقطاع الصحة والتعليم، مضيفا أن هناك “خيبات أمل متتالية والوزراء عدد منهم غير معروف، رغم ما قيل عن أنهم كفاءات دون أن يظهر ذلك”.
واختار الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الهجوم على الحكومة بينما يذكر أن حزظب العدالة والتنمية استعادة ثقة قاعدته الناخبة وأصبح جاهز للعودة للساحة السياسية فعد فشل الحكومة الوفاء بوعودها وكانت السبب الرئيس في ضنكة عيش المغاربة.
ويُعتقد أن تركيز بنكيران على إثارة ملفات فشلت حكومته وحكومة سلفه سعدالدين العثماني خلال ما يزيد من عقد من حكمهما (سابقا)، محاولة للتملص من المسؤولية عن “خيبات” تلك الفترة وإلصاقها بالحكومة الحالية.
ونجح بنكيران في التركيز على ما الفشل في عهد أخنوش، ويعتبر لحزب “البيجيدي” تحقيق نقاط سياسية واستعادة ثقة المغاربة مجدداً في حزب “العدالة والتنمية” وتأليب الشارع على الائتلاف الحكومي.
وأظهرت الظروف الصعبة التي توالت على حكومة عزيز أخنوش مهامها والتي أثقلت كاهلها أزمات متتالية بينها أزمة تفشي كورونا وتداعياتها الاقتصادية ولاحقا زلزال الحوز الذي طرح تحديات جديدة بينها إعادة الاعمار والتكفل بالعائلات المتضررة ثم توالي سنوات من الجفاف، فشل حكومة الكفاءات في تدبيرها ووضع خطط استباقية.
وقال الثلاثاء في كفاءة الفريق الحكومي، إن وزراء هذه الحكومة “اجتهدوا في تعليق الأخطاء على مشجب الحكومتين السابقتين وإذا افترضنا أننا كنا حكومتين فاشلتين فأنت كنت جزءا أساسيا منا وخصوصا الحكومة الثانية التي كان لك فيها القدح المعلى”.
وخلص إلى القول بأن أعضاء حزب العدالة والتنمية ومنذ سمعوا بأن رئيس الحكومة سيقدم الحصيلة قبل ستة أشهر شرعوا في التحضير للرد، مضيفا أنه تم تشكيل لجنة أنتجت وثيقة وصفها بـ ““مفخرة من مفاخر العمل السياسي فقررنا استباق عرض رئيس الحكومة، وهذا لا يجب أن يضايق أحد” لأن هذا إبداع وليس بدعة”.