بنكيران في تصعيد خطير مع أخنوش: صراع النفوذ أم معركة انتخابية مبكرة؟

0
80

“بنكيران في تصعيد خطير مع أخنوش: صراع الرئاسة وحرب التصريحات النارية

في مشهد سياسي جديد يعكس طبيعة التوترات داخل المشهد الحزبي المغربي، خرج عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بتصريحات نارية حملت في طياتها هجومًا مباشرًا على رئيس الحكومة عزيز أخنوش. هذه التصريحات تأتي في سياق يبدو أنه أكثر من مجرد انتقادات عابرة، بل هو صراع مكشوف على النفوذ وإعادة التموضع داخل الخريطة السياسية للمملكة.

السياق العام: لماذا هذا التصعيد الآن؟

لا يمكن فصل هجوم بنكيران عن الظروف السياسية الراهنة، حيث تعيش الحكومة الحالية تحديات اقتصادية واجتماعية كبرى. فهل جاءت هذه التصريحات كرد فعل على ما يعتبره بنكيران “فشلًا” لحكومة أخنوش في تدبير الملفات الاجتماعية والاقتصادية؟ أم أن الأمر مجرد تمهيد لمعركة انتخابية مبكرة يسعى من خلالها بنكيران لاستعادة الزخم السياسي لحزبه بعد الهزيمة القاسية في انتخابات 2021؟

مضامين تصريحات بنكيران: انتقاد أم إعلان مواجهة؟

في خطابه، لم يكتفِ بنكيران بانتقاد سياسات الحكومة الحالية، بل أعاد استحضار مواجهاته السابقة مع حزب الأصالة والمعاصرة، متهمًا خصومه بمحاولة إقصاء حزبه سياسيًا منذ 2002. وذهب إلى حد التأكيد على أن حزب العدالة والتنمية لا يزال يشكل “خصمًا سياسيًا قويًا” رغم التراجع الانتخابي الذي شهده.

لكن، هل يمكن اعتبار هذه التصريحات مجرد تصريحات عابرة؟ أم أنها تحمل رسائل سياسية أعمق موجهة لجهات متعددة داخل المشهد السياسي المغربي؟

أخنوش في مرمى النيران: ما دلالة التركيز عليه؟

استهداف بنكيران لعزيز أخنوش بالذات ليس أمرًا اعتباطيًا، فالأخير يقود حكومة مدعومة من تحالف حزبي قوي يضم حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة. وهذا التحالف تمكن من تحقيق استقرار حكومي نسبي، مما يضعف مناورات المعارضة، خاصة العدالة والتنمية، الذي يحاول إعادة التموضع عبر معارضة شرسة.

لكن السؤال المطروح هنا: هل ينجح بنكيران في استقطاب الرأي العام من جديد عبر مثل هذه التصريحات؟ أم أن المغاربة فقدوا الثقة في الشعارات الخطابية؟

بين الماضي والحاضر: هل يعيد التاريخ نفسه؟

تعود المواجهة بين بنكيران وأخنوش إلى الفترة التي تلت انتخابات 2016، عندما كان بنكيران مكلفًا بتشكيل الحكومة، قبل أن يتم إعفاؤه وتعيين سعد الدين العثماني بدلًا منه. حينها، اعتبر بنكيران أن أخنوش لعب دورًا محوريًا في ما أسماه “البلوكاج الحكومي”. واليوم، يبدو أن الصراع يعود مجددًا ولكن هذه المرة من موقع مختلف، حيث أن بنكيران خارج السلطة لكنه لا يزال يحتفظ بثقل رمزي في المشهد السياسي.

التداعيات المحتملة: هل نحن أمام أزمة سياسية؟

مع تصاعد هذه المواجهة السياسية، يبقى السؤال مفتوحًا حول تأثيرها على الاستقرار السياسي في البلاد. فهل يمكن أن تؤدي هذه التصريحات إلى إعادة ترتيب التحالفات السياسية؟ أم أنها مجرد زوبعة في فنجان لن تؤثر على مسار الحكومة الحالية؟

في النهاية، يبقى المشهد السياسي المغربي مفتوحًا على كل الاحتمالات، وما ستكشفه الأيام القادمة سيكون حاسمًا في تحديد ملامح الصراع بين بنكيران وأخنوش، وهل سيبقى هذا التصعيد مجرد ورقة ضغط سياسي أم أنه سيتحول إلى مواجهة حقيقية على مستقبل السلطة في المغرب؟