بنكيران في يوم العمال: النقابات لعبة في يد “الباطرونا” وأخنوش جاء بالمال وبمباركة السلطة

0
294

أكد عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية (معارض) في كلمة خلال التظاهرة: “هذا الشعب بعماله ورجاله ونسائه وأغنيائه وفقرائه وفلاحيه يريدون المعقول والصدق”.

وقال بنكيران، وهو رئيس حكومة سابق، في كلمة له، إنّ “النقابات أصبحت تفرط في عيدها العمالي، وتعتذر عن الاحتفال بسبب تزامنه مع عيد الفطر”، معتبراً ذلك “هشاشة أصابت النقابات الكبرى، ودفعتها إلى عدم الاحتفال بعيد العمال”.

وأضاف بنكيران، إن الاقتراح الذي قدمه للنقابات خلال رئاسته للحكومة المغربية أفضل وأحسن من الاتفاق الذي وقعته حكومة الملياردير “عزيز أخنوش” أمس السبت.

وتساءل: “ما هذه الهشاشة التي أصبحت عليها النقابات؟ وما المانع أن نحتفل يوما قبل عيد الفطر أو حتى يوم عيد الفطر؟”، قبل أن يضيف ساخرا: “يبدو أنهم قرروا صوم 29 يوما فقط”.

وقال: “هذا ليس شعب عادي بل شعب رجولة وشهامة وشجاعة وكرامة، ولا يمكن أن تنطلي عليه تلاعبات الحكومة”.

وأكد بنكيران بأن حكومة  الملياردير عزيز أخنوش وصلت لسدة الحكم في البلاد بالمال والنفوذ وتوصيات بعض رجال السلطة والكذب والخداع، مسجلا أن المغرب كانت تحكمه الشخصيات السياسية والثقافية والعلمية، واليوم يحكمه أشخاص نتساءل عن سر ثرواتهم الفاحشة، أشخاص يتم تسهيل الأمور والقروض لهم ويحتكرون، وأغنياء تتضاعف ثرواتهم في وقت الشدة، في حين أن المواطنين يرزحون تحت غلاء الأسعار.

وأضاف: أن جلالة الملك رفض أن تمس الانتخابات في أكثر من مرة، وعاد ليتساءل “هل يعقل أن يكون حزب العدالة والتنمية ممثلا ب13 برلمانيا، نعم درنا أخطاء نعترف بها، لكن هادشي بزاف.. وعطيتونا 3 برلمانيين في مجلس المستشارين ماشي ديالنا، من بعد ما أخذتم ديالنا.. خذوهم ماقابلينهمش”..

وقال: “أريد أن أقول للمنخرطين في هذه النقابات فِيقُوا من الڭلْبة، إن هذه النقابات أصبحت تتعاون مع كبار الباطرونا”.

اعتبر بنكيران أن ما يشتكي منه المغاربة ليس غلاء الأسعار، لأن “الأسعار يمكن أن ترتفع، ولا نعرف ما الذي نحن مقبلون عليه، لكن المغاربة يشتكون من الظلم وعدم العدل”.

وأضاف: “إذا كان الخير يجب أن نوزعه بنوع من العدل، أما إذا كانت الظرفية صعبة، فإن المغاربة عاشوا بالخبز وأَتايْ ومستعدون للعيش به مرة أخرى، لكن يجب أن توزع الخيرات بعدل كذلك”.

وشكّك بنكيران إلى  في النتائج التي حصل عليها حزبه في الانتخابات الأخيرة، معتبرا أن 13 مقعدا لا تعكس حجمه.

وقال بنكيران نعم “ارتكبنا أخطاء، لكن 13 مقعد بالبرلمان  بْزّافْ”، مشيرا إلى أن أعضاء الحزب تعرضوا للتضييق بعد الانتخابات في مختلف الإدارات، وكل من تشتم فيه رائحة العدالة والتنمية يتم إبعاده من المسؤولية.

واستنكر بنكيران الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين بالمسجد الأقصى ومدينة القدس، قائلا: “أنتم (إسرائيل) تقتلون إخواننا في فلسطين وتريدون منا الترحيب بكم في المغرب”.

واعترف بنكيران بالأخطاء التي وقع فيها حزبه وهو يترأس الحكومة، ومنها الموقف من اللغة العربية والتطبيع وقانون الكيف.

وتابع متحدثا عن خصوم حزبه دون تسميتهم، قائلا: “حاولوا الايقاع بيننا وبين جلالة الملك، لكن جلالة الملك عاقل ويعرف مصلحة البلد”، متسائلا عن سر تواري متصدري المشهد السياسي حاليا سنة 2011، قائلا: “أين اختبأتم سنة 2011 حينما كان المغرب مهددا؟ لم تتحلوا بالرجولة آنذاك”.

ولفت بنكيران إلى أنه كانت في الحزب أصوات تنادي بالخروج من العمل السياسي وإغلاق الحزب، وأضاف “غادي ننزل للمعركة وإذا مت فيها سأكون سعيدا لأنني سأموت شهيدا”.

ونبه  بنكيران إلى  هؤلاء الذين هم اليوم في الحكومة كانوا مختبئين في 2011 منهم من غادر المغرب، “ودبا عاد ولات الرجلة، الرجلة ماغاتجيكمش إذا شريتو بعض وسائل الإعلام والمواقع الاجتماعية للتطبيل”.

وكشف بنكيران بأنه اليوم يتم ملاحقة حزبه في الإدارات العمومية، وإذا شمت السلطات في مسئوول “فيه ريحة” انتمائه لحزب العدالة والتنمية يزيلونه من المسؤولية، وتساءل “علاش.. آش دارت لكم العدالةوالتنمية، ساعداتكم فالظروف الصعبة، وبقيتو جالسين فالفيلات ديالكم والمتع ديالكم”.

واعتبر الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل، عبد الإله الحلوطي، أنّ قبول النقابات بهذا الاتفاق الذي تكرر رفضه سابقاً، يطرح أسئلة كثيرة حول السياق، منتقداً “محدودية مضامين هذا الاتفاق التي لم ترق إلى تطلعات الشغيلة ومطالبهم العادلة”.

وقال الحلوطي، خلال المهرجان الخطابي، إنّ “الاتفاق لم يستحضر ما تراكم من إشكالات اجتماعية نتيجة الجائحة، وما بعدها، والتي مست الواقع الاجتماعي للشغيلة بشكل مباشر، خصوصاً في ظل الارتفاع المتتالي للأسعار، وانهيار القدرة الشرائية لعموم المغاربة”، داعياً الحكومة إلى “مراجعة جذرية لسياستها الاجتماعية، والمبادرة إلى حماية الشغيلة، وعموم المواطنين من ارتفاع أسعار المحروقات، وغلاء تكلفة المعيشة عبر إجراءات لدعم الفئات الهشة المتضررة، والعمل على الزيادة الفورية للأجور والمعاشات”.

ولم تنظم نقابة الاتحاد المغربي للشغل (أكبر النقابات العمالية) تظاهرات ميدانية باليوم العالمي للعمال “لتزامنه مع طقوس عيد الفطر والخشية من تفشي فيروس كورونا”.

والسبت، أعلنت الحكومة المغربية، توقيع اتفاق اجتماعي وميثاق وطني للحوار الاجتماعي مع النقابات يشمل تحسين شروط العمل وزيادة الأجور، وذلك عقب اجتماع عقدته اللجنة العليا للحوار الاجتماعي.

وحسب البيان، وقع الاتفاق كل من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب (أكبر تجمع للشركات بالمغرب) شكيب لعلج، ورؤساء نقابات عمالية أخرى.

 

 

 

أكبر نقابة مغربية تَفضح محاولة حكومة “أخنوش” رشوة النقابات العمالية ..ثمن تخفيف الاحتقان إسكات النقابات العمّالية