بنكيران يحذر من تفكك حزب العدالة والتنمية وسط أزمة مالية حادة ومستقبل غامض

0
228

يواجه حزب العدالة والتنمية المغربي أزمة مالية وتنظيمية حادة تهدد وجوده وقدرته على المشاركة الفعّالة في الانتخابات القادمة.

الرباط – أقر عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي، بأن حزبه يواجه أزمة مالية خانقة تمنعه من دخول الانتخابات التشريعية المقبلة أو حتى المشاركة فيها.

وأوضح بنكيران أن ميزانية الحزب قد تراجعت بنحو عشر مرات، مشيراً إلى عزوف كبير بين المنخرطين، مما يهدد بتفكك الحزب ويعكس آخر سقوط لجماعات الإخوان المسلمين في منطقة شمال أفريقيا وتفكك مشروعهم.

وقال في كلمته أمام جمعية “محامون من أجل العدالة”: “لا يبدو لي أن الذين ينضمون الآن للعدالة والتنمية يتوقعون أننا سنقترب من رئاسة الحكومة أو نكون وزراء في حكومة أخرى أو نواب برلمانيين بأعداد كبيرة.” وأشار إلى أن الحضور الضعيف في الاجتماع يؤكد هذا الوضع.

وأكد بنكيران أن الأزمة التي يواجهها حزب العدالة والتنمية لم تكن مفاجئة في سياقاتها السياسية، فمنذ الهزيمة الكبيرة التي تعرض لها في الانتخابات التشريعية الأخيرة وخروجه من الحكم، توالت الانشقاقات وتراجعت ثقة القواعد الناخبة في الحزب، وسط انتقادات حادة لبنكيران واتهامات له بالتفرد في اتخاذ القرار.

ووضّحت الانشقاقات هشاشة الوضع التنظيمي والسياسي والمالي للحزب، مما أثار تساؤلات حول قدرته على العودة للمشهد السياسي. ولم يعترف بنكيران بهذه الحقيقة إلا مؤخراً، بعد أن بلغت الأزمة مستوى الإفلاس المالي.

قال بنكيران: “شخص مثلي لم يكن ليعود لتحمل المسؤولية بعد الذي حدث للحزب، إلا لأنني أشعر بأن هذا واجب.. والله هو الذي سيؤجرني على ذلك.” ووجه خطابه للمحامين المنتسبين للعدالة والتنمية، معرباً عن أمله في أن يكون لهم دور مؤثر داخل الحزب وعلى مهنة المحاماة، وعلى العدالة والدولة، وربما الأمة بأكملها.

وشرح بنكيران الوضع المالي للحزب، مشيراً إلى أن ميزانيته تراجعت من 3 مليارات درهم في السنة إلى نحو 3 ملايين درهم، أي أنها تراجعت بنحو عشر مرات عما كانت عليه. وأضاف: “عندما جئنا في المجلس الوطني الأول بعد المؤتمر، طلبت القيام باكتتاب لتوفير المال من أجل التوجه للانتخابات، والتزمت بـ5000 درهم في الشهر، ولم يلتزم معي سوى شخص واحد هو أخي. ومن حينها إلى الآن التزم ثلاثون شخصاً بما مجموعه 30 ألف درهم للشهر، وهذا غير كافٍ للدخول للانتخابات.”

وأكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن المشاركة في الانتخابات القادمة تتطلب ميزانية لتغطية المسائل اللوجستية والأجور، مشيراً إلى أن هناك حالياً 5000 مكتب للتصويت في المملكة، وأجور المراقبين وحدها يمكن أن تصل إلى ألف درهم للشخص.

واستعاد بنكيران ذكرى فوز حزبه في الانتخابات التشريعية لعام 2011، والتي قادته إلى رئاسة الحكومة الأولى برئاسته، ثم الحكومة الثانية برئاسة سعد الدين العثماني. وأشار إلى بعض الأخطاء التي ارتكبها الحزب، منها توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل، وقانون تقنين استخدام الكيف، وفرنسة تدريس المواد العلمية على حساب اللغة العربية.

تواجه حزب العدالة والتنمية (البيجيدي) المغربي أزمة متعددة الأبعاد، مالية وتنظيمية وسياسية، تهدد وجوده وقدرته على المشاركة الفعّالة في المشهد السياسي المغربي. الأوضاع التي يعاني منها الحزب تتجلى في تراجع ميزانيته بشكل كبير وعزوف منخرطيه، مما يجعل من الصعب عليه الاستعداد للانتخابات التشريعية القادمة أو حتى المشاركة فيها.

صحفية “المغرب الآن” لديها القدرة على تحليل أي موضوع أو تصريحات باستخدام صحافة النظر، التي تعنى بالتحليل والرأي بشكل عميق ومفصل. 

وهذا هو رأينا وتحليلنا للموضوع أعلاه.

أسباب الأزمة المالية والتنظيمية

1. التراجع المالي:

  • تراجعت ميزانية الحزب من 3 مليارات درهم إلى نحو 3 ملايين درهم، مما يعكس أزمة مالية خانقة.

  • عدم التزام الأعضاء بدفع الاشتراكات الشهرية يفاقم الوضع المالي.

2. العزوف والانشقاقات:

  • تراجع كبير في أعداد المنخرطين والكوادر، مما أدى إلى ضعف التنظيم الداخلي للحزب.

  • الانشقاقات المستمرة داخل الحزب أظهرت هشاشة البنية التنظيمية.

الأسباب السياسية

1. الهزيمة الانتخابية:

  • الهزيمة القاسية في الانتخابات التشريعية الأخيرة أفقدت الحزب الكثير من قاعدته الشعبية.

  • الخروج من الحكومة من الباب الصغير أدى إلى فقدان الثقة بين الناخبين والقواعد الحزبية.

2. الانتقادات الداخلية والخارجية:

  • تعرض بنكيران لانتقادات حادة تتعلق بالتفرد بالقرار وعدم الاستماع لآراء الأعضاء.

  • القرارات التي اتخذها الحزب، مثل توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل وقانون تقنين استخدام الكيف، أثرت سلباً على صورته.

تأثيرات الأزمة

1. القدرة على المنافسة:

  • الأزمة المالية تجعل من الصعب على الحزب المنافسة في الانتخابات القادمة.

  • الحاجة إلى ميزانية لتغطية التكاليف اللوجستية وأجور المراقبين.

2. التنظيم الداخلي:

  • الانشقاقات والتراجع في الأعضاء النشطين يؤثر على التنظيم الداخلي للحزب.

  • ضعف الحضور في الاجتماعات يعكس تراجع الحماس والالتزام.

مواقف القيادة

1. دفاع بنكيران:

  • حاول بنكيران الدفاع عن نفسه وعن الحزب، مشدداً على أن تحمل المسؤولية يأتي من باب الواجب.

  • ركز على التبرير بأن الظروف السياسية قد تتغير وأن الحزب يمكن أن يعود.

2. التوجه نحو المستقبل:

  • بنكيران يشدد على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه المحامون والمنخرطون في الحزب.

  • التركيز على التحديات القادمة وكيفية مواجهتها.

التوصيات

1. إصلاح مالي:

  • ضرورة وضع خطة إصلاح مالي شاملة لجذب الدعم المالي من الأعضاء والمؤيدين.

  • تعزيز الشفافية في التعاملات المالية لاستعادة ثقة الأعضاء.

2. تعزيز التنظيم الداخلي:

  • إعادة هيكلة التنظيم الداخلي لتشجيع المشاركة الفعّالة والالتزام من قبل الأعضاء.

  • تعزيز التواصل الداخلي واستماع القيادة لمطالب الأعضاء.

3. استراتيجية سياسية:

  • إعادة النظر في السياسات والقرارات التي أثرت سلباً على صورة الحزب.

  • العمل على بناء تحالفات سياسية جديدة وتعزيز التواصل مع القاعدة الشعبية.

في الختام، يمكن القول إن حزب العدالة والتنمية يمر بمرحلة حرجة تتطلب تدخلات سريعة وفعّالة لإعادة الاستقرار المالي والتنظيمي والسياسي. التحدي الكبير هو كيفية استعادة ثقة الأعضاء والمؤيدين والعمل على تجاوز الأزمات التي تهدد وجود الحزب على الساحة السياسية المغربية.