عاد عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المغربية السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، (الحزب الرئيسي بالحكومة) إلى موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، لكشف المستور ومهاجمة خصومه ، ورداً على الاتهامات التي وجهها رئيس الحكومة الملياردير عزيز أخنوش لحزبه بإخفاء معلومة إيقاف الجزائر العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي.
وحملت كلمة بن كيران التي بثها مساء أمس الثلاثاء هجوما شرسا على رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، وبعث إشارات مطمئنة عن نواياه المستقبلية بتأكيد أنه حريص على التوازن، والثوابت المغربية، وعلى رأسها الملكية وقال إنه لا يدعو إلى استقالته، “اتهمت الحزب بإخفاء خبر إيقاف الجزائر العمل بأنبوب الغاز، العقد كان سينتهي يوم 31 أكتوبر، وهل المغرب لم يكن يعلم بذلك، هذا خبر سيادي ينبغي أن نخبر به أولا سيدنا (الملك)، وبأي صفة سنخبرك أنت هل بصفتك بائعا للغاز لترتب أمورك”.
واكد ابن كيران أنه : “الأمور ليست سهلة وغير مقبولة، خصوصا في السياسة الخارجية”.
وتابع: “الملك كان يتابع الموضوع ولما علم أن الجزائريين سيقطعون الغاز أصدر تعليماته واطمأن على أن الأمر لن يؤثر”.
وقال إن : هذا كلام صعب إما قلته من تلقاء نفسك، أو أن من أشار عليك به شخص أحمق، لأن هذه أمور سيادية.. وكيف حتى تفاجأت بانقطاع الغاز وظلت الأمور عادية والكهرباء موجودة ولم تنقطع”.
و شكك ابن كيران في سلامة الفواتير التي كانت تقدمها شركات المحروقات لصندوق المقاصة للاستفادة من الدعم، وأضاف، “لم تكن لدينا كحكومة الوسيلة للتحقق من أسعار شرائكم للبترول كنتم تعطوننا فاتورة ونمنحكم الدعم”.
وقال بنكيران: “تصريحات رئيس الحكومة أعطت من خلال هذه الاتهامات فرصة لخصومنا لاستغلالها، وهل من أجل تصفية حسابك مع حزب العدالة والتنمية”.
كما اتهم بنكيران أخنوش بالسعي إلى الانتقام منه، وبأنه صعد إلى الحكومة باستعمال المال وقفف رمضان متسائلا، عن كيف ارتفعت عدد أصوات حزبه من 300 ألف إلى أكثر من مليوني صوت، وأضاف “أعطيت وعودا غير صادقة للناس وربما وزعت بعضا من المال والقفف للوصول إلى الحكومة.
وزيرة الانتقال الطاقي: مخزون المحروقات في المغرب يكفي لشهر .. اليمني: رفض أخنوش تأميم “لاسامير” !؟
وواصل بنكيران هجومه على أخنوش قائلا، “بقا فيك الحال لأن بوانو تحدث عن غياب قفف “جود” هذه السنة… هذا هو وقت القفة وليس وقتها في الانتخابات”.
وذكر بنكيران بتصريحات سابقة لرئيسة المكتب الوطني للطاقة والمعادن قالت فيها: “كنا نتوقع القرار الجزائري ومستعدون له والموقف الرسمي للمغرب هو أن هذا التغيير لن يكون له إلا تأثير ضعيف”.
وقرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مطلع نوفمبر الماضي، عدم تجديد عقد توريد الغاز إلى إسبانيا عبر أنبوب يمر بالأراضي المغربية، على خلفية توتر سياسي مع الرباط.
وكان هذا العقد موقع بين شركة “سوناطراك” الجزائرية والمؤسسة المغربية للكهرباء والماء منذ 2011، وانتهى في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكان المغرب يستفيد من هذا الأنبوب في شكل عائدات مالية كحقوق عبور، إضافة لكميات سنوية من الغاز الطبيعي يتم استخدامها في تشغيل محطتين لتوليد الكهرباء شمال وشرق البلاد.
وتشهد العلاقات بين المغرب والجزائر أزمة دبلوماسية حادة، عقب قرار الأخيرة في أغسطس/آب الماضي قطع علاقتها مع الرباط بسبب ما اعتبرته “توجهات عدائية” منها.
بالمقابل، أعلن المغرب، رفضه القاطع للمبررات “الزائفة و العبثية” التي بنت عليها الجزائر قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة.