بدأت تلوح في الأفق بوادر أزمة جديدة بين إسبانيا المحتلة والمملكة المغربية الشريفة، بعد أن أمهلت إسبانيا، اليوم الأربعاء، السلطات المغربية بإزالة “مزرعة أسماك “، بالقرب من الجزر الجعفرية المغربية المحتلة والمتنازع عليها بين البلدين، المملكة الاسبانية عبرت عن غضبها وقدمت احتجاجا رسميا، ضد المملكة المغربية، ووصفت الوضع “بالاحتلال الغير الشرعي للمياه الإقليمية الإسبانية” ، بحسب صحيفة “إلباييس”، الاسبانية
ونقلت صحيفة “إلباييس“ الإسبانية عن مصادر دبلوماسية قولها إن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس قدم، الأسبوع الماضي، مذكرة احتجاج إلى السفارة المغربية في مدريد بسبب هذا الموضوع.
وتعتبر إسبانيا المحتلة أن إقامة المغرب مزرعة لتربية الأسماك بالقرب من سواحل مدينة الناظور شمال شرق المغرب بمثابة إجراء ينطوي على ”احتلال غير شرعي“ للمياه الإقليمية للاحتلال الإسباني، ومن الطبيعي أن المملكة المغربية لا تعترف بسيادة إسبانيا على جزر مغربية محتلة.
ومنحت الشركة الكتالونية، وهي تابعة لمجموعة نرويجية، 20 يومًا لإزالة الأقفاص إذا لم ترغب في متابعتها بتهمة تثبيتها دون إذن، مشيرة إلى أن“مدريد قدمت احتجاجا رسميا إلى سفارة الرباط في مدريد.
وشددت المصادر ذاتها على أن “وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، لا يريد فتح هذه الجبهة”؛ لكنه لا يستبعد أن تكون هذه الخطوة “تنطوي على احتلال غير قانوني للمياه الإقليمية الإسبانية، وخطرا على سلامة الملاحة وتهديدا للبيئة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسبانية وبعد مشاورات مع وزارات الدفاع والبيئة والزراعة والنقل، وبتنسيق من وزارة الخارجية، قررت العمل على جبهة مزدوجة، بتقديم احتجاج إلى المغرب وفتح ملف لدى الشركة، من منطلق أن عدم القيام بذلك يعني التسليم بأن المياه مغربية وأن الجزر ليست لديها مياه إقليمية.
وكان البرلمان المغربي قد صادق قبل سنتين على مشروعيْ قانونين لترسيم الحدود البحرية للمملكة، وهي الخطوة التي ترفضها إسبانيا بشدة.
ووفقا لمصادر دبلوماسية تحدث إلى جريدة “إلباييس” فقد حاولت الحكومة الإسبانية، في الأشهر الأخيرة، تفادي الاحتكاك مع المغرب، بهدف تجاوز تبعات الأزمة الدبلوماسية التي لم تنته بعد.
ومن جهته المغرب لا يعترف بسيادة إسبانيا على الجزر الجعفرية، وأيضا بالمياه الإقليمية للمدينتين المحتلتين (سبتة ومليلية)؛ لكن إسبانيا تعتبر المياه المحيطة بها تحت سيادتها.
ونشرت الجريدة الرسمية المغربية، في 7 مارس/آذار المنصرم، منح رخصة إقامة المزرعة السمكية لشركة “ميديترينيان أكوافارم المغربية ش.م”.. وخلال الصيف، بدأ تركيب الأقفاص، وهي نوع من الفخاخ حيث تحاصر الأسماك. في بداية هذا الشهر، تم بالفعل تركيب 16 قفصًا، وفقًا لصحيفة El Confidencial.
وتحاول الحكومة الإسبانية في الأشهر الأخيرة تفادي أي خطوة للتصعيد مع المغرب؛ بهدف تجاوز أزمة دبلوماسية حادة لم تنتهِ بعد، خصوصا وأن سفيرة المغرب في مدريد، كريمة بنيعيش، لم تعد إلى منصبها بعد.
ويخشى مراقبون أن تكون المزرعة سببا جديدا في اندلاع أزمة جديدة بين البلدين.
المفتش العام الجنرال دوكور دارمي الفاروق قائد “إقليم الصحراء” يستقبل وزير الأمن الإسرائيلي