اعتبر عبد الله بوانو رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، أن النتيجة التي حصل عليها حزب “العدالة والتنمية” في الانتخابات الثلاثية الأخيرة ساهمت فيها خمس عوامل خارجية، انطلاقا من البلوكاج، وما سماه بالاستهداف الإعلامي لحزبهم واستهداف لأعضاء الحزب والراغبين في الترشح لصالح ، وإغراق الساحة الانتخابية بالأموال الضخمة ”، ثم هناك عوامل داخلية أجملها في تأثيرات ما بعد البلوكاج الذي أدى إلى إعفاء بنكيران.
وقال بوانو، في حوار صحفي مع موقع “اشكاين”، أن خرجات الأمين العام الحالي للحزب، عبد الإله بنكيران، كانت من بين هذه العوامل التي أثرت على الحزب وساهمت في النتيجة التي حصل عليها خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة.
وأضاف: “أنا غير متفق مع خرجة سي عبد الإله بنكيران بتلك الطريقة، فهو له تأثير لا ينكره أحد، وخرجاته زادت من تعميق الهزات التي كان يعيشها الحزب منذ البلوكاج”.
ويؤكد القيادي عبد الله بوانو أن من الأمور التي كانت قاضية على حزب العدالة والتنمية، ” تمرير بعض القوانين من قبيل القانون الإطار وقانون تقنين زراعة القنب الهندي إضافة إلى توقيع الاتفاق الثلاثي، هزت كيان العدالة والتنمية، وأثرت عليه بشكل كبير وهو ما انعكس سلبا على نتائجه الانتخابية”.
وجدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية مني بهزيمة ثقيلة بعد أن حل ثامنا في الاستحقاقات التشريعية الماضية بحصوله على 13 مقعدا برلمانيا بعدما حقق سن 125 مقعدا سنة 2016.
عودة بنكيران تمّت باكتساحه انتخابات مؤتمر حزبه الاستثنائي، حيث حصد 1012 صوتاً مقابل 221 صوتاً لمنافسه الأول عبد العزيز العماري و15صوتاً لمنافسه الثاني عبد الله بوانو. وقال في كلمة له بمناسبة هذا الفوز إنّ العدالة والتنمية “يمرّ بمرحلة صعبة ودقيقة جداً، ولكن يسّر الله في أن نتجاوزها، ونحن محافظون على مبادئنا وعلى أنظمتنا وعلى قوانينا، وأعطينا درساً في الديمقراطية للعالم”.
ومع وعود بنكيران لحزبه بالعمل على إصلاح ما جعله ينهار في الانتخابات الماضية، ولملمة شعور الخيبة التي سادت قواعد الحزب وقياداته بعد تلك النتائج التي وُصفت إعلامياً بـ”الكارثية”. وهذا ما برز في لائحة بنكيران التي قدَّمها لشغل منصب مكتب الأمانة العامة للحزب، حيث جمعت بين أسماء موالية ومعارضة لبنكيران داخل الحزب.
فيما هي عودة “طبيعية”، يقول الصحفي المغربي أسامة باجي في حديثه لـTRT عربي، بحكم أنّ “صراع الأجنحة داخل حزب العدالة والتنمية كانت قاب قوسين أو أدنى من الانفجار، وبالتالي هم في الحركة الإسلامية كانوا دائماً ما يحاولون إعطاء أهمية وأولية لجمع الشتات ولمّ الشمل”، في إشارة إلى تقديم بنكيران كشخصية توافقية بين مجموع تلك التيارات بعد “الشرخ الذي بدأ منذ أن أُعفي عبد الإله بنكيران بعد البلوكاج (الانسداد)، حيث كان عزيز أخنوش وقتها فاعلاً فيه، مروراً بأزمات داخلية أتت على الحزب كالتطبيع والحركة التصحيحية التي قادها بعض أعضاء الشبيبة”.
ويضيف باجي: “لحلّ هذه الأزمة كان لا بدّ من عودة خطٍ سياسي داخل العدالة والتنمية يروّج بأنه خطٌ ممانع يحاول إعادة الحزب إلى ما قبل عهد السقوط، أي عهد تولّي سعد الدين العثماني قيادة سفينة الحزب ورئاسة الحكومة المغربية، إلى جانب الخطّ النقيض المعروف بالركوض والتراجع والقبول بكلّ التراجعات والتي كانت سبب ما عاشه الحزب”.
من جانبه، المحلل السياسي والباحث في العلوم السياسية، المهدي الإدريسي، اعتبر في تصريح لـ TRT بأنّ عودة بنكيران “من الناحية النفسية” تفيد طمأنة أعضاء الحزب الذين عندهم “إحساس كبير بالهزيمة والضعف لدرجة أنّ مناضليه لم يستطيعوا تفسير ما حدث” وبالتالي فهي ستؤدي “من الناحية النظرية” إلى الحفاظ عن وحدة الحزب.
ويقابل بنكيران أولى تحدياته الداخلية عبر المعارضة الكبيرة للائحته بالنسبة للأمانة العامة، حتى من أقرب المقربين له، ابنته سمية بنكيران التي نشرت على صفحتها بـ”فيسبوك” قائلة: “مع حبي و تقديري لوالدي، أعتقد أن العديد من اختيارات الأمانة العامة غير صائبة”. وأضافت مهددة باستقالتها من الحزب: “أعتقد أني سأجعل بقرار الاستقالة الذي طالما أخرته..”.
أنه من صالح الدولة عودة بنكيران، لأنّه يُعطي للحياة السياسية نكهة معينة وطابعاً خاصاً، لكنّه منسجم مع توجه الدولة الحالي”. ومن جهة أخرى، فإنّ بنكيران “يُتقن خطاب المعارضة والمظلومية والمرحلة تتطلب ذلك نظراً لتموقع الحزب خارج إطار الحكومة”.
كما من صالح الدولة كذلك، أنها “تحتاجه في خلق توازن سياسي مقابل القوى (أحزاب الأغلبية الحكومية) التي تعتقد أنها اكتسحت اللعبة الانتخابية بأهداف نظيفة ولم تستطع لحدود الساعة إنتاج خطاب سياسي واحد منبثق عن حملاتها السابقة”. وبالتالي “لا بد من وجود خطاب سياسي شعبوي” يحتوي المعارضة في الشارع، في إشارة إلى قدرات بنكيران الخطابية.
وفد اعلامي مغربي يبدأ زيارة لاسرائيل غذا الأحد بدعوةٍ من الخارجيّة بهدف تحسين صورة سفيرها بالرباط؟!