توسعت الانتقادات الموجهة إلى الحكومة في المغرب من أحزاب المعارضة، وأطياف المجتمع المدني، والهيئات الحقوقية والمدونين، لتشمل الأحزاب المكونة للحكومة نفسها، في خطوة غير مسبوقة تؤشر على وجود “أزمة صامتة“، داخل التشكيلة الوزارية التي تضم أحزاب التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال.
يبدو أن الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي في المغرب قادرة على الحكم بلا عقبات. لكن المعارضة حالة صحية وليست مجرد عقبة.
الرباط – اتهم عبد الله بوانو رئيس المجموعة النيابية لحزب “العدالة والتنمية” الحكومة بالتهرب من الحضور في البرلمان، وتفضيل الأجوبة الكتابية ضدا على الدستور والقانون التنظيمي الخاص بشؤون الحكومة.
وقال في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، الاثنين، إنه على الحكومة احترام المؤسسة التشريعية، معبرا عن أمله في أن تتعامل الحكومة بإيجابية مع البرلمان.
وأشار أن وزراء في الحكومة يتهربون من المثول في البرلمان، ويفضلون التعامل بالأجوبة الكتابية.
ولفت إلى أن القانون التنظيمي لشؤون الحكومة، ينص أن هذه الأخيرة تشارك في مقترحات ومشاريع القوانين.
من جانبه، قال مصطفى بايتاس الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان إن الحكومة تفاعلت مع أزيد من 21 مقترح قانون بشكل إيجابي.
واعتبر أن الأجوبة الكتابية هي ممارسة تم التعامل بها حتى في الحكومات السابقة، مسجلا أن الحكومة تتملك إرادة كبيرة للتعاطي إيجابا مع كل المقترحات.
في المشهد السياسي المغربي، بالرغم من ان غالبية قوى المعارضة تمارس دورها في إطار الالتزام بالدستور كما أنها معارضة للحكومات وبرامجها وليس للنظام والدولة، إلا أنها ضرورية لترسيخ واستمرارية المسار الديمقراطي أو ما يُطلق عليه أحيانا اللعبة الديمقراطية. وحاجة المغرب لمعارضة برلمانية قوية لا تقل عن حاجته لحكومة قوية، وغياب او ضعف المعارضة البرلمانية مؤشر على وجود خطب ما في النظام السياسي.