بوتين يعين سفير جديد في المغرب ويعزل سفير روسيا بالجزائر لدعمه لموقف جبهة البوليساريو المصنفة إرهابية

0
319

تفاعل مغردون مغاربة بشكل كبير مع قرار بوتين إقالة سفير روسيا في الجزائر، واستبداله بسفير موسكو في المغرب.

فلادمير بايباكوف هو السفير الجديد لفيدرالية روسيا في المغرب، خلفا لفاليريان شوفايف ، والذي تم نقله للجزائر.

وجاء قرار الرئيس الروسي بعد أقل من 48 ساعة على تصريحات لسفير روسيا المقال بالجزائر “ايغور بيليايف”، عن ملف الصحراء المغربية ودعمه لموقف جبهة البوليساريو المصنفة إرهابية لدى الرباط. الأمر الذي لم يرق للمملكة المغربية الشريفة، لتبادر روسيا بهذه الخطوة.

القرار الذي تم الكشف عنه أمس الجمعة ، تم نشر المراسيم  الخاصة به على الموقع الرسمي للمعلومات القانونية.

ويأتي التعيين في وقت تشهد فيه العلاقات بين المغرب وروسيا، مرحلة جديدة من التقارب وأيضا التقرب، بسبب الموقف من الحرب الروسية الاوكرانيا. 

خطأ السفير الروسي المغرر به في الجزائر،  دفع عدداً من المدافعين عن القضية الوطنية الأولى الصحراء المغربية لانتقاد هذه الخطوة الغير محسوبة والتي أثارت الجدل.

وفي هذا السياق علق “أيمن أمين” بنبرة تهكم: “سكان زريبة الجزائر أشعلوا الحماسة في سفير روسيا في الزريبة ليطلق تصريحات معادية للمغرب.”.

وأضاف: “لم تمض 48 ساعة حتى اعطى الرئيس الروسي فلاديمير أوامره بإقالة السفير من منصبه و تعويضه بسفير روسيا الفدرالية بالرباط. ”

وعبر  ناشط آخر عن اعتقاده بأن خطوة إقالة بوتين لسفيره في الجزائر . وتعويضه بسفيره الذي كان في المغرب، تبعث على الارتياح في المستقبل  “ولو اجتمعت الإنس والشياطين فالحق يضل حق”.

وتابع “أن روسيا الحليف الرئيسي للجزائر يقلب الطاولة عليه في الثواني الأخيرة.”

وبدوره رأى ” راموك الحسن” أن نقل السفير من المغرب الى الجزائر تأكيد على “مواقف روسيا الحيادية من علاقتنا مع “بلاد هوك”. ورسالة للكابرانات بعدم إقحام سفراء روسيا في الموضوع.”

الشاعرة المغربية “تليلة الرازي” علقت على الخبر قائلة: “المهم عمي بوتين جاب لينا الجديد وعطا للقوة الضاربة السفير اللي شاط علينا”.

وشهدت العلاقات التجارية بين البلدين أيضا، انتعاشا مهما في ظل العقوبات الاقتصادية الاوربية على روسيا، اذ تم تسجيل رغبة مستثمرين روس في الاستثمار في مجالات متعددة بالمملكة المغربية.

يشار الى أن المغرب، لم يدن الحرب الروسية على أوكرانيا، ودعا الى الحوار، ومتشبثا بموقف حياد ،يحافظ على علاقاته مع كلا البلدين. 

وفي أغسطس/آب الماضي قطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب بسبب ما سمته “حملة عدائية” وحظرت بعدها تحليق الطيران المغربي في أجوائها كما لم يتم تجديد عقد خط أنابيب الغاز المار عبر أراضيها وصولا إلى إسبانيا.

وحينها رفضت الرباط الاتهامات الجزائرية واعتبرتها “مبررات زائفة وعبثية” ومرتبطة بالاعتراف الدولي المتزايد بخطة المغرب لحل أزمة الصحراء، وهو محور الخلاف مع الجزائر التي تسلح جبهة بوليساريو الصحراوية التي تنادي بالانفصال.

وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة السبت إن قطع بلاده علاقاتها مع المغرب لا يحتمل وساطات “لا بالأمس ولا اليوم ولا غدا”.

وأكد في تصريحات نقلها التلفزيون الجزائري الرسمي أن “الموضوع (قطع العلاقات مع المغرب) لا يحتمل وساطات وليس فيه وساطة بغض النظر عن الجهة التي ربطت بها أجهزة إعلامية هذه الفكرة”.

وأضاف ان “الموقف الجزائري واضح وهو أن قطع العلاقات الدبلوماسية جاء لأسباب قوية وليُحمّل الطرف الذي أوصل العلاقات لهذا المستوى السيئ المسؤولية كاملة غير منقوصة”.

وتابع أن بلاده “لديها من المصالح المشتركة والتوافقات مع السعودية والدول الأخرى العربية أو الإفريقية أو غيرها ما يجعلنا نلتقي مع زملائنا ونتحاور ونعقد الاتفاقات ونركز على مصالحنا واهتماماتنا دون أن يتدخل موضوع من هذا النوع في جدول أعمالنا”.

ويحشد المغرب منذ سنوات الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي الموسع. وفي 2020 اعترفت الولايات المتحدة بسيادة الرباط على اقاليمه الصحراوية.

وفي مارس/اذار، اعلنت اسبانيا ان مبادرة المغرب بمثابة الأساس “الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” من أجل تسوية الخلاف، وهو ما اثار غضب الجزائر وأدى الت توتر علاقاتها مع مدريد.

وفي مايو/ايار، انضمت هولندا إلى صفوف عدد متزايد من الدول الغربية والعربية والأفريقية في التعبير عن دعمها للمبادرة التي قدمها المغرب في 2007 بخصوص  لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود.