بيراميدز يحلّق في سماء إفريقيا… ويتوّج بالسوبر على حساب نهضة بركان

0
278

بيراميدز يعتلي عرش السوبر الإفريقي: لقب أول يطرح أسئلة كثيرة حول مستقبل كرة القدم القارية

في ليلة كروية استثنائية احتضنها ملعب 30 يونيو بالعاصمة المصرية القاهرة، توّج نادي بيراميدز المصري بلقب كأس السوبر الإفريقي، عقب فوزه الصعب والمستحق على فريق نهضة بركان المغربي بهدف دون رد. وبهذا الانتصار، يكتب النادي المصري فصلاً جديدًا في تاريخه القاري، محققًا أول ألقابه في هذه المسابقة، ليعزز حضوره المتصاعد في خارطة الكرة الإفريقية.

لكن، هل هو مجرد تتويج؟ أم أنه إعلان رمزي لتحول موازين القوى في الكرة الإفريقية؟

شوط أول تكتيكي: بين الحذر والانضباط

عرف الشوط الأول نوعًا من التكافؤ الميداني، حيث تبادل الفريقان السيطرة والفرص، لكن دون فعالية تُذكر. فهل يعود ذلك إلى الحذر المبالغ فيه من الجانبين؟ أم أن الرهبة من النهائي كانت أقوى من الطموحات الهجومية؟

غياب التركيز في اللمسة الأخيرة من الطرفين طرح تساؤلات حول مدى جاهزية الخط الأمامي في كل فريق، وخصوصاً أن لاعبين بحجم الشيبي والكرتي في بيراميدز، ومجموعة متمرسة من نهضة بركان، لم ينجحوا في خلق الفارق خلال النصف الأول.

شوط ثانٍ مختلف: بيراميدز يضغط، وبركان يتراجع

مع انطلاق الشوط الثاني، بدا بيراميدز وكأنه فريق آخر: أكثر جرأة، أكثر تنظيماً، وأكثر انسجاماً. فهل كان ذلك نتيجة خطة مدروسة من مدرب الفريق؟ أم أنه استفاد من ضعف بدني أو تراجع معنوي لدى الفريق المغربي؟

الضغط العالي، السيطرة على وسط الميدان، والاستحواذ الواعي كلها عوامل مكّنت بيراميدز من فرض إيقاعه على اللقاء. ويبدو أن نقطة التحول كانت في الهدف الحاسم الذي سجله المهاجم الكونغولي فيستون مايلي في الدقيقة 75، بعد استغلال مثالي لعرضية مركزة داخل منطقة الجزاء.

ولكن، كيف سمح دفاع نهضة بركان بهذه المساحة؟ وهل يعكس ذلك خللاً تكتيكياً أم افتقاداً للتركيز في لحظة حاسمة؟

بركان يرد… ولكن دون فعالية

لم يستسلم الفريق المغربي بعد تلقيه الهدف، بل اندفع في محاولة يائسة للتعديل. لكنه اصطدم بتنظيم دفاعي صلب لبيراميدز، بالإضافة إلى تسرع هجومي واضح حال دون استثمار الفرص. وهنا يطرح السؤال: هل افتقد الفريق البركاني لبدائل هجومية قادرة على إحداث الفرق؟ أم أن الجانب الذهني كان السبب الأبرز في غياب الفعالية أمام المرمى؟

بين الواقع والطموح: ماذا يعني هذا التتويج لبيراميدز؟

تتويج بيراميدز بلقب السوبر الإفريقي ليس مجرد فوز رياضي، بل هو رسالة واضحة: النادي الذي كان يُنظر إليه قبل سنوات قليلة كـ”مشروع طموح” بات الآن قوة قارية حقيقية. وبهذا اللقب، بعد تتويجه السابق بدوري أبطال إفريقيا، يدخل بيراميدز نادي الكبار، متجاوزًا مرحلة الشك إلى مرحلة التكريس الفعلي لهيمنته القارية.

لكن، هل هذا الصعود السريع للنادي يعكس تحولًا استثماريًا وهيكليًا حقيقيًا في الكرة المصرية؟ أم أن النجاحات مرتبطة بعناصر بشرية استثنائية قد ترحل في أي لحظة؟

نظرة مغربية: ماذا بعد لنهضة بركان؟

ورغم الخسارة، لا يمكن إغفال الأداء الرجولي لنهضة بركان الذي أظهر شخصية تنافسية قوية، لكن النتائج لا تعترف بالنوايا. فهل يحتاج الفريق إلى إعادة تقييم في خط الهجوم؟ وهل افتقد النهج الفني للمرونة المطلوبة في التعامل مع اللحظات الحاسمة؟

ختامًا: أبطال جدد، وقارة تتغير

فوز بيراميدز بالسوبر الإفريقي يعيد طرح تساؤلات أعمق:

  • هل نشهد بداية عصر جديد تهيمن فيه الأندية حديثة التكوين المدعومة ماليًا؟

  • هل تنجح الفرق التقليدية في مجاراة هذه التحولات؟

  • وماذا عن تطور المنافسة على المستوى الفني؟ هل تتجه الكرة الإفريقية نحو جودة أعلى أم تفاوت أكبر؟