بينهم قاصرون.. مئات المغاربة يحاولون دخول سبتة المحتلة سباحة وسط الضباب: إخفاق حكومي في حماية أرواح الشباب

0
211

تستمر مشاهد محاولات الهجرة غير النظامية للشباب المغربي إلى مدينة سبتة المحتلة، حيث استغل المئات منهم، بينهم قاصرون، الضباب الكثيف الذي يغلف المنطقة للسباحة حول حاجز تراخال، في محاولة يائسة للوصول إلى الضفة الأوروبية.

في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، شهدت المنطقة قفز مئات المغاربة إلى البحر، محاولين تجاوز الحاجز أمواج تراخال رغم المخاطر الهائلة. في المقابل، كثف الحرس المدني الإسباني وقوات الأمن المغربية من جهودهم لمنع هذه المحاولات، حيث تم نشر تعزيزات أمنية كبيرة في كلا الجانبين لمراقبة الحدود البحرية والبرية.

تزايدت حالات المهاجرين الذين يبلغ ذووهم عن اختفائهم، بينما يتم انتشال جثث بعض الشباب من البحر بعد فشلهم في الوصول إلى الثغر المحتل.

ما يضاعف حجم المأساة هو التقارير التي تشير إلى أن العديد من هؤلاء المهاجرين كانوا منهكين تمامًا، مما جعلهم عرضة للغرق أو التقاطهم من قبل الدوريات الساحلية بعد ساعات طويلة من الصراع مع الأمواج.

بينما تم تسليم العديد من المهاجرين البالغين إلى السلطات المغربية بعد إنقاذهم من البحر، تعاني مراكز حماية القاصرين في سبتة من الاكتظاظ الشديد بسبب استمرار تدفق القاصرين من الجانب المغربي.

ويعبر حقوقيون عن قلقهم إزاء تزايد محاولات الهجرة في صفوف الشباب المغربي، وخاصة في مناطق الشمال، حيث يلجأ هؤلاء الشباب إلى السباحة لمسافات طويلة قد تصل إلى 15 ساعة، متحملين مخاطر كبيرة على حياتهم.

إن هذه الظاهرة، التي تتزايد بوتيرة مقلقة، تضع الحكومة المغربية في موقف حرج، حيث تُظهر مدى فشلها في توفير الحماية لهؤلاء الشباب الذين يدفعهم اليأس والضائقة الاجتماعية والاقتصادية إلى المخاطرة بحياتهم.

الحكومة، التي تبدو عاجزة عن تقديم حلول فعالة لتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير فرص الشغل، تساهم بشكل مباشر في تفاقم هذه الأزمة الإنسانية.

إن استمرار هذه المشاهد المأساوية يعكس استهتار الحكومة بأرواح الآلاف من الأطفال والشباب المغاربة الذين يرون في الهروب إلى أوروبا آخر ملاذ لهم للهروب من واقعهم المرير. وبدلاً من معالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة، تكتفي السلطات بإجراءات أمنية تزيد من تعقيد الموقف دون أن تقدم حلولاً حقيقية لتحسين الظروف التي تدفع هؤلاء الشباب للمخاطرة بحياتهم.

إن التصدي لهذه الأزمة يتطلب جهوداً شاملة تتضمن تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية في المناطق المهمشة وتوفير بدائل حقيقية للشباب، من أجل ثنيهم عن المجازفة بحياتهم بحثاً عن مستقبل أفضل على الضفة الأخرى.