“بين احتفال رأس السنة الأمازيغية ونضال جمال السوسي: قضية هوية وكرامة وحين تتحول الهوية إلى لعنة “

0
254

“إيض يناير”.. عيد أم فرصة لإعادة التفكير؟

تزامنًا مع احتفال المغاربة برأس السنة الأمازيغية “إيض يناير”، الذي يرمز إلى الاعتزاز بالهوية والتراث، تظهر قصص فردية تُلقي بظلالها على المعنى الأعمق لهذه الاحتفالات.

جمال السوسي، الناشط الرياضي والصحفي البارز، يجسد واحدة من هذه القصص التي تتقاطع فيها قضايا الهوية بالنضال من أجل العدالة والإنصاف.

رمزية الاحتفال وأبعاد الإقصاء

“إيض يناير” ليس مجرد مناسبة فرجوية؛ إنه احتفاء بالعمق الثقافي والتاريخي للأمازيغية. ومع ذلك، يبدو أن الاحتفال بالهوية لا يزال في بعض جوانبه شكليًا، خاصة عندما نرى شخصيات كجمال السوسي تعاني من التهميش الممنهج لأسباب ترتبط مباشرة بهويتها الأمازيغية.

كيف يمكن أن نتحدث عن تعزيز الأمازيغية بينما تُحارب كفاءات من نفس الجذور؟

حين تتحول الهوية إلى لعنة والإبداع إلى تهمة

في كل قصة ظلم هناك صوت صامت، وفي قصة الصحفي والناشط الرياضي جمال السوسي، يتحول هذا الصوت إلى صرخة تدوي في وجه التهميش والإقصاء الممنهج.

جمال السوسي، الذي حمل همّ تطوير الرياضة المغربية، وجد نفسه محاصرًا من جهات نافذة وأفراد يدّعون أنهم يتحركون وفق “تعليمات عليا”.

هؤلاء لم يكتفوا بمحاربته شخصيًا، بل أداروا حربًا ضد الجامعة الملكية للجيوجيتسو البرازيلي وفنون القتال المختلطة التي يرأسها منذ سنوات.

تاريخ من التحديات المؤلمة

منذ تأسيس الجامعة الملكية بقرار وزاري، ووفقًا للقانون 30/09 الخاص بالتربية البدنية والرياضة، واجه السوسي عراقيل متعددة. بالرغم من أن كل الوثائق والقوانين كانت تُظهر مطابقة الجامعة للشروط المطلوبة، إلا أن القطاع الوصي على الرياضة تعامل مع هذا الإنجاز بازدراء مريب، متذرعًا بتعليمات غامضة. كيف يمكن تفسير هذا السلوك سوى باعتباره هجومًا ممنهجًا؟

“لن تكون رئيسًا وأنت سوسي”

في موقف يتحدى كل قيم العدالة والمساواة، يروي السوسي أن وزير الشباب والرياضة السابق واجهه بعبارة صادمة: ما دمت حيًا، لن تكون رئيسًا لجامعة ملكية وأنت سوسي.”

هذه الكلمات ليست مجرد إهانة لرجل، بل صفعة على وجه كل من يحمل حلمًا في وطن يرفع شعارات العدالة والكرامة.

هل يعقل أن تكون الهوية الأمازيغية عائقًا أمام طموحات الإنسان؟ وهل يمكن للوطن أن يُعاقب أبناءه بدلًا من أن يحتفي بهم؟

حرب ضد الرياضة وضد الحلم

الهجوم على جمال السوسي لم يتوقف عند شخصه، بل امتد ليشمل الجامعة التي أسسها من أجل تطوير رياضات الجيوجيتسو وفنون القتال المختلطة.

عوض أن تلقى هذه الرياضة الدعم الذي تستحقه لتزدهر، وجدت نفسها محاصرة بعراقيل إدارية وقانونية ممنهجة، رغم الالتزام الكامل بالمتطلبات القانونية.

انتخاب جمال السوسي رئيساً للجامعة الملكية المغربية للجيوجيتسو البرازيلي والرياضات المشابهة لولاية ثانية

ما الرسالة التي يُرسلها هذا التهميش للشباب المغربي؟ وهل يمكن لمجتمع أن يتقدم إذا كان يقتل طموحات أبنائه بدلًا من أن يدعمهم؟

دعوة للتأمل والمحاسبة

قصة جمال السوسي ليست مجرد قصة شخصية؛ إنها مرآة تعكس واقعًا مريرًا يعيشه العديد من الكفاءات المغربية.

إنها دعوة لكل مواطن ومسؤول للتفكير في مصير الوطن إذا استمرت هذه السياسات التي تقتل الأمل وتُقصي المبدعين.

هل سنظل نتفرج على هذه المآسي دون أن نحرك ساكنًا؟

هل سيبقى صوت العدل مكممًا في وطن يحتاج لكل طاقاته؟

إنها ليست فقط قضية جمال السوسي، بل قضية وطن يبحث عن الإنصاف.