بين الواقع والصورة: قراءة نقدية لدور المغربية للألعاب والرياضة في دعم الرياضة الوطنية

0
32

في سياق حديثنا عن دور المؤسسات الاقتصادية في دعم المجتمع، يبرز اسم “المغربية للألعاب والرياضة” كشركة تسعى إلى تقديم نفسها كمؤسسة داعمة للرياضة والثقافة في المغرب. يأتي هذا في إطار إصدارها مؤخرًا لمؤلف بعنوان “الرياضة بالمغرب.. إنجازات وأساطير”، والذي يُبرز منجزات الرياضة المغربية ويسلط الضوء على دور الملك محمد السادس، أمير المؤمنين وحامي الملة والدين، في تعزيز هذا القطاع. لكن، وسط هذا السرد البراق، تُثار أسئلة هامة حول طبيعة هذه المبادرات وما يخفيه هذا الدور المعلن.

الوجه الظاهر: دعم الرياضة والثقافة

“المغربية للألعاب والرياضة”، المعروفة أساسًا بتقديم ألعاب القمار والمراهنات، تبدو وكأنها تحاول تغيير الصورة النمطية عنها من خلال الترويج لدعمها للرياضة والثقافة الوطنية. إصدار هذا الكتاب يأتي كجزء من سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى إبراز الدور الإيجابي للشركة في المجتمع المغربي. وهي محاولة من الشركة لتوجيه الأنظار نحو مساهماتها في تمويل الجامعات الرياضية وتكريم الأبطال الرياضيين، مما يخلق انطباعًا بأنها تلعب دورًا حيويًا في النهوض بالرياضة الوطنية.

ما وراء الأكمة: تحليل التناقضات

رغم الإيجابيات التي تبدو ظاهرة على السطح، لا يمكن تجاهل طبيعة عمل “المغربية للألعاب والرياضة” التي تعتمد بشكل أساسي على عائدات القمار والمراهنات. هذا يطرح تساؤلات جوهرية حول مدى توافق هذه الأنشطة مع دورها المعلن في دعم المجتمع. يمكن اعتبار هذه الجهود جزءًا من استراتيجية لتحسين صورة الشركة وإضفاء الشرعية على أعمالها في ظل الانتقادات التي تواجهها أنشطة القمار من الناحية الأخلاقية والاجتماعية.

قراءة في النوايا: بين الترويج والواقع

المؤلف الصادر عن الشركة يهدف إلى تعزيز الاعتراف بمساهماتها في الذاكرة الوطنية الجماعية من خلال الرياضة. لكن من المهم أن ندرك أن هذه الخطوات قد تكون محاولة لتوجيه الرأي العام نحو تجاهل الجوانب السلبية لأعمالها. فالتركيز على الإنجازات الرياضية والشخصيات البارزة يمكن أن يُنظر إليه على أنه جزء من حملة علاقات عامة واسعة تهدف إلى تحسين صورة الشركة وإلهاء الجمهور عن التبعات الاجتماعية السلبية لنشاطها الأساسي.

التحديات الأخلاقية: مسؤولية اجتماعية أم تلميع صورة؟

في الوقت الذي تسعى فيه “المغربية للألعاب والرياضة” إلى ترسيخ وجودها كداعم رئيسي للرياضة الوطنية، يجب على المجتمع النظر بعين ناقدة إلى التناقضات المحتملة في هذا الدور. هل يمكن حقًا اعتبار الشركة داعمًا للمجتمع في ظل النشاط الأساسي الذي قد يتسبب في مشاكل اجتماعية مثل الإدمان والديون؟ وكيف يمكن أن تؤثر هذه الأنشطة على الفئات الهشة في المجتمع؟ هذه الأسئلة يجب أن تكون في صلب النقاش العام حول الدور الحقيقي لهذه المؤسسة.

نحو فهم أعمق: ما الذي يريده الجمهور؟

في النهاية، على الجمهور أن يدرك السياق الكامل لمثل هذه المبادرات، وأن ينظر إليها بعين ناقدة تأخذ في الاعتبار التناقضات المحتملة بين نشاط الشركة الأساسي ومبادراتها المجتمعية. فهم هذه الديناميات يمكن أن يساعد في تشكيل وعي مجتمعي أعمق حول طبيعة العلاقات بين الشركات والمجتمع، ويؤدي إلى تعزيز المسؤولية الاجتماعية الحقيقية بعيدًا عن محاولات التلميع أو التغطية.

خاتمة:

إن دعم الرياضة والثقافة الوطنية هو هدف نبيل، ولكن يجب أن يكون هذا الدعم نابعًا من نوايا صادقة ومتسقة مع القيم الاجتماعية والأخلاقية. يتطلب الأمر من الجميع – سواءً كانوا أفرادًا أو مؤسسات – النظر بعين فاحصة إلى التناقضات المحيطة بمثل هذه المبادرات، والعمل على تعزيز الشفافية والمساءلة في كل ما يتعلق بالدور الاجتماعي للشركات.