قرّرت محكمة الاستئناف في مدينة الدار البيضاء، صباح اليوم الخميس، مرة أخرى تأجيل النظر في قضية الصحافي سليمان الريسوني، رئيس تحرير صحيفة “أخبار اليوم” المغربية، إلى غاية 18 مايو/ أيار المقبل.
وجاء قرار محكمة الاستئناف في مدينة الدار البيضاء، في ثالثة جلسة لمحاكمة الصحافي الريسوني، بناءً على طلب تقدمت به هيئة دفاعه من أجل البثّ في طلب السراح المؤقت، وسط تزايد المطالب بالإفراج عنه وتمتيعه بشروط المحاكمة العادلة، وعلى رأسها احترام قرينة البراءة.
وتميزت جلست اليوم بحضور الريسوني إلى قاعة المحكمة وهو في إضراب مفتوح عن الطعام، بدأه منذ أسبوع احتجاجا على اعتقاله التعسفي.
وقالت المحامية سعاد البراهمة في تصريح لموقع “لكم” إن أثر الإضراب عن الطعام الذي يخوضه الريسوني، والإضراب عن الماء الذي خاضه لأيام، بدا واضحا عليه.
وأكدت البراهمة أن الريسوني لم يستطع الوقوف، وظل جالسا من شدة العياء والتأثير السلبي لمعركة الأمعاء الفارغة التي يخوضها، كما أنه يعاني من الدوار المتكرر.
ويأتي إعلان رئيس تحرير جريدة” أخبار اليوم” عن خوض إضراب مفتوح عن الطعام، بعد إضرابين إنذاريين احتجاجاً على اعتقاله منذ تاريخ 22 مايو/أيار الماضي.
ولا تزال الأصوات تتزايد وطنيا ودوليا للمطالبة بالإفراج الفوري عن الصحافي سليمان الريسوني ومعه الصحافي عمر الراضي المضربين عن الطعام بسجن عكاشة بالدار البيضاء، مع الدعوة إلى وقف التضييق الذي باتت تعيشه حرية الصحافة والتعبير بالمغرب.
وكان القضاء المغربي قد قرر، الخميس الماضي، الإبقاء على اعتقال الريسوني، بعد رفض محكمة الاستئناف بالدار البيضاء التماساً لإطلاق سراح مؤقت تقدمت به هيئة دفاع الصحافي المتابع بتهمة “هتك العرض بالعنف والاحتجاز”، انطلاقاً من عدد من الضمانات المتعلقة بتوافره على سكن، فضلاً عن أنه متزوج وأب لطفل عمره سنة، وهو المعيل الوحيد لأسرته.
ويأتي رفض إطلاق السراح المؤقت بعد يومين على قرار غرفة الجنايات في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء تأجيل محاكمة الريسوني حتى 15 إبريل/ نيسان الحالي، من أجل إعداد الدفاع، بعد تسجيل عدد من المحامين الجدد لمؤازرته.
وكان القضاء المغربي قد قرّر، في 25 مايو/ أيار الماضي، ملاحقة رئيس تحرير صحيفة “أخبار اليوم” بتهمة “هتك العرض بالعنف والاحتجاز”. كذلك أمر قاضي التحقيق في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء بإيداع الريسوني في السجن، “مع إخضاعه للاستنطاق التفصيلي بشأن التهمة التي وجهت إليه”.
وأوقفت الشرطة المغربية بأمر من النيابة العامة رئيس تحرير “أخبار اليوم”، في 22 مايو/ أيار الماضي، أمام مقر سكنه في الدار البيضاء، ووضعته تحت تدابير الحراسة النظرية (الاعتقال الاحتياطي)، على خلفية شكوى قُدمت ضده من قبل شاب يتهمه بالاعتداء الجنسي عليه داخل بيته. كذلك فتّش عناصر الشرطة القضائية المكلفة البحث في القضية بيت الريسوني، وحققوا مع زوجته.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، أطلقت أكثر من 130 شخصية حقوقية وسياسية مغربية نداءً من أجل إطلاق سراح رئيس تحرير صحيفة “أخبار اليوم”.