“تاراغونا الإسبانية تحتفل بالهوية الأمازيغية: جهود القنصلية المغربية والجمعيات الثقافية لتعزيز الروابط مع الوطن الأم”

0
118

احتفلت مدينة تاراغونا الإسبانية، يوم الأحد الماضي، بالسنة الأمازيغية الجديدة “إض يناير” 2975، في أمسية ثقافية حافلة غنية بالموروث الأمازيغي المتنوع.

هذا الحدث البهيج تم تنظيمه بفضل جهود مشتركة من الجمعيات الثقافية الفاعلة التي ساهمت في إعداد هذا الاحتفال من دون أي دعم خارجي، وبشراكة متميزة مع القنصلية العامة للمملكة المغربية في تاراغونا.

شهد الحدث حضور شخصيات إسبانية بارزة، من بينها رئيس بلدية إل فيندريل ورئيس ميناء تاراغونا، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني وعدد كبير من أفراد الجالية المغربية في المنطقة، الذين عبروا عن فخرهم بالهوية الثقافية المغربية وثرائها.

تسليط الضوء على ثقافة الهوية المغربية: القنصلية المغربية وجمعية قوس قزح

لقد كانت القنصلية المغربية في تاراغونا لها دور بارز في تنظيم هذه الفعالية، حيث قدمت نماذج من الثقافة الأمازيغية عبر عروض للأزياء التقليدية، معرض للصناعة التقليدية، وعروض موسيقية أمازيغية، بالإضافة إلى تذوق الأطعمة التقليدية التي تشتهر بها المنطقة الأمازيغية.

تألّق الحاضرون في الاحتفالية باكتشاف التنوع والغنى الثقافي للأمازيغية المغربية من خلال عروض فنية متنوعة شملت الأزياء التقليدية التي تعكس جمال التراث، ومعارض للصناعات التقليدية التي أبرزت مهارات الحرفيين، بالإضافة إلى عروض موسيقية أصيلة أضفت أجواءً احتفالية مميزة.

ولم تكتمل التجربة دون تذوق الأطباق التقليدية التي تعكس غنى المطبخ الأمازيغي وأصالته، مما جعل المناسبة فرصة للاستمتاع بمزيج متناغم من الثقافة والفن.

إلى جانب القنصلية، كانت جمعية قوس قزح لتنمية الكفاءات، التي تشرف عليها مليكة لعبود، حاضرة بقوة في هذه الاحتفالية، حيث أضافت لمستها الثقافية والتوعوية من خلال تنظيم ورشات فنية وحرفية تهدف إلى تعزيز التراث الأمازيغي في الجالية المغربية، خاصة في المدن الإسبانية.

دور جمعيات مثل “عيون يما” في تعزيز الهوية الثقافية

من جانب آخر، كانت جمعية “عيون يما” (Les yeux de yemma) حاضرة، وهي من الجمعيات التي تسعى إلى تعزيز الثقافة الأمازيغية في مختلف الفئات العمرية والجغرافية، لا سيما في الأوساط الشبابية.

من خلال أنشطتها التثقيفية والفنية، تلعب هذه الجمعية دورًا محوريًا في الحفاظ على الهوية الثقافية المغربية وتعليم الجيل الجديد في المهجر عن التراث الغني لوطنهم الأم.

أمينة السودي: نموذج رائد في دعم الجالية المغربية في أوروبا

ومن بين الشخصيات التي كان لها حضور فعال في الاحتفالات، تبرز السيدة أمينة السودي، الناشطة الثقافية والاجتماعية المقيمة في بروكسل، التي قدمت دعمًا كبيرًا لهذه الفعالية.

حيث تكبدت عناء السفر من بلجيكا إلى إسبانيا لتكون حاضرة في هذا الحدث، وهي التي تسعى بشكل دائم إلى تعزيز الفعاليات الثقافية المغربية في أوروبا من خلال جمعياتها المختلفة.

أمينة السودي تمثل جسرًا ثقافيًا بين الجالية المغربية في الخارج وموطنها الأم، وتعمل على تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية التي تساهم في الحفاظ على الهوية المغربية في المهجر.

السيدة نجاة فخور: رائدة في تعزيز التراث الثقافي المغربي بالمهجر

من بين الشخصيات التي ساهمت بشكل بارز في إنجاح هذا الحفل المتميز، السيدة نجاة فخور، رئيسة جمعية رائدة في مجال الثقافة والفن الأصيل المغربي ببروكسيل، في الديار البلجيكية. بفضل جهودها الدؤوبة وخبرتها في تنظيم الفعاليات الثقافية، كان لها دور محوري في تعزيز الروابط بين أفراد الجالية المغربية، وإبراز التراث المغربي بأبعاده الفنية والثقافية، مما أضاف للحفل طابعاً مميزاً يعكس الهوية المغربية في المهجر.

حنان إحديثن بوعزة، المستشارة القانونية والوسيط الثقافي، أضافت لمسة خاصة للحفل من خلال تنشيطه بأسلوب احترافي يعكس عمق التراث المغربي وتنوعه، مؤكدة على أهمية هذه المناسبات في تعزيز الروابط الثقافية بين الجالية المغربية ودول الاستضافة.

في الختام، تم تكريم عدد من الفعاليات المدنية التي كانت لها إسهامات بارزة في مجال الثقافة والمجتمع المدني، السيدة نادية الشرقاوي، إبنة مدينة القصر الكبير، اللتان تم تكريمهما على جهودهما المستمرة في خدمة المجتمع المغربي في الخارج.

من خلال هذه الفعاليات والمبادرات الثقافية، يتأكد لنا أن الجالية المغربية في المهجر تبذل جهدًا مستمرًا للحفاظ على تراثها وهويتها الثقافية، وهي تعد مصدر فخر للمغرب ولتقاليده العريقة.

في ختام هذا الحفل البهيج الذي شهدته مدينة تاراغونا الإسبانية، لا يمكننا إلا أن نثمن جهود العديد من الشخصيات والجمعيات التي ساهمت بشكل كبير في إنجاح هذا الحدث الثقافي المميز.

فاطمة آيت علي، رمز الهوية الأمازيغية، قدمت دعمها المتواصل بفضل شغفها وإيمانها بضرورة إحياء التراث الأمازيغي وإبرازه بشكل يليق بتاريخ وثقافة المغرب.

في ختام هذا الحفل البهيج الذي أقيم بمدينة تاراغونا الإسبانية، لا يسعنا إلا أن نقدم خالص الشكر والامتنان للسيد التازوي نورالدين رئيس جمعية اتحاد إخوة العالم بمدينة كفا الإسبانية، على جهوده الكبيرة التي أسهمت في نجاح هذا الحدث الثقافي المميز. بفضل تفانيه والعمل الجاد الذي قام به مع جمعيات أخرى، تمكنا من إحياء سنة أمازيغية جديدة وسط أجواء مليئة بالفخر والاعتزاز بالهوية المغربية.

إن دعم السيد التازوي ومساهماته الفعالة في تنظيم هذا الحدث الثقافي، بالإضافة إلى التعاون المثمر بين الجمعيات المشاركة، ساهمت في جعل هذا الحفل حدثًا مميزًا يعكس وحدة المغتربين المغاربة وحرصهم على الحفاظ على التراث الثقافي الأصيل.

كما كان لـ Imensy Event، المؤسسة القادمة من بلجيكا، دور بارز في دعم وتمويل هذا الحدث، مما يعكس روح التعاون بين الجالية المغربية في أوروبا والمؤسسات العالمية لنشر ثقافة الأصالة المغربية.

على صعيد آخر، أسهم أحمدة جدعون، رئيس الجمعية الثقافية والرياضية بمدينة بندريل الإسبانية، بجهود مميزة في تنسيق الأنشطة المختلفة وتوحيد الجهود لضمان تقديم الحفل بأفضل صورة.

كما لعب الحسين بوتكريشت، ممثل الأكاديمية الإفريقية للفلاحة، دورًا مهمًا في إبراز البعد التنموي والبيئي في هذا الحدث، مما يعكس العلاقة الوثيقة بين الثقافة والفلاحة في تشكيل الهوية المغربية.

وفي الختام، كرمت الاحتفالية السيدة نادية الشرقاوي من مدينة القصر الكبير، اعترافًا بجهودهما المميزة في دعم الثقافة المغربية وتعزيز الروابط المجتمعية.

“أخنوش بين الاحتفال والسؤال: هل يرفع رأس السنة الأمازيغية قضايا السوسيين أم يظل صامتا أمام معاناتهم؟”

هذا الحفل هو شهادة حية على قدرة الجالية المغربية على التمسك بتراثها ونقله للأجيال القادمة، مؤكدة أن احتفالات “إض يناير” ليست فقط مناسبة للفرح، بل أيضًا فرصة للتلاحم وتعزيز الهوية الثقافية في مختلف بقاع العالم.

“جمال السوسي: هل هو ضحية تهميش دائم أم أن معركته لم تبدأ بعد؟! – المستقبل المجهول لأبناء سوس”