بعد أن دعا “تكتل تَمْغْرَبيتْ للالتقائيات المواطنة” المعروف اختصارا ب “تاضا تَمْغْرَبيتْ” إلى المشاركة المكثفة في الانتخابات التي جرت في المغرب الأخيرة، والتصويت ضد أحزاب “تلكّأت” في إنصاف الأمازيغية على مدى 10 سنوات الماضية؛ وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي قاد الائتلاف الحكومي المشرف على نهايته.
ورغم مرور 10 سنوات على ترسيم الأمازيغية في دستور 2011، ثم مرور سنتين على إخراج القوانين المُنظّمة الخاصة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، إلا أن الإدماج الفعلي للأمازيغية لم يتحقق بالشكل السليم إلى اليوم.
لذلك يهدف الفاعلون الأمازيغ إلى تغيير هذا الوضع، بالمشاركة السياسية، باعتباره خيارا استراتيجيا وواقعيا للدفاع عن مختلف المكاسب الوطنية التي حققتها القضية الأمازيغية في المغرب.
في هذا السياق، وفي إطار مواكبة مجريات ونتائج هذه الإستحقاقات الأخير التي مني فيها حزب “العدالة والتنمية” خسارة قاسية ومدوية، نظمت “تاضا تَمْغْرَبيتْ”، ندوتين فكريتين ناجحتين وفي مستوى الحدثين، كما أصدرت بيانا بشان “مآلات الأمازيغية والسيناريوهات المحتملة”، أياما قليلة قبل يوم الإقتراع. ولأهمية مجريات ونتائح هذه الإستحقاقات بالنسبة لتطور البناء الديمقراطي يبلادنا، ومآلات الملف الأمازيغي، تعلن “تاضا تمغربيت” للرأي العام الوطني ما يلي:
-
تسجل “تاضا تمغربيت” بكثير من الاعتزاز الظروف العامة التي مرت فيها الحملة الانتخابية رغم إكراهات الوضع الصحي الإستثنائي الذي تمر منه البلاد بسبب جائحة كوفيد 19، فقد ساد التنافس والحماس الإحتفالي في العديد من مناطق المغرب، باستثناء بعض الحالات القليلة جدا التي انحرف فيها التنافس الشريف إلى مشاجارات بين انصار بعض المرشحين.
لقد تجاوزت نسبة المشاركة أكثر التوقعات تفاؤلا، فقد وصلت 50.35% وفندت كل القراءات التي كانت تنتظرعزوفا كبيرا للناخبين، وهو ما يعني استعادة اللحظة الانتخابية لبعض من جاذبيتها وكذا توسع متدرج لدائرة الإهتمام السياسي لدى المغاربة، وقدرتهم على الـتأكيد مرة أخرى على أن الإستثناء المغربي ليس خرافة ولا أسطورة بل واقعا معاشا.
-
تعتبر “تاضا تمغربيت” نتائج هذه الانتخابات منصفة للحزب الذي عرف كيف ينصت للمغاربة، بعد اعتماده استراتيجية جديدة في العمل السياسي منذ 2017. فنتائج حزب التجمع الوطني للأحرار، كما يؤكد أغلب المتتبعين، هي نتاج عمل تواصلي بيداغوجي دام قرابة خمس سنوات، عمل تواصلي أنعش الحياة الحزبية وأخرجها من الروتين القاتل وبؤس التواصل. عمل شارك فيه شباب حزب الأحرار، الذين حققوا نتائج هامة، وفي مقدمتهم رئيس الشبيبة التجمعية، الأستاذ الحسن السعيدي، الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات على الصعيد الوطني، بحصوله على ثقة ثماني وخمسين آلف ناخب، بدائرة تارودانت الشمالية.
-
تعتبر ‘تاضا تمغربيت” اندحار حزب العدالة والتنمية، دليلا آخر عن تحول عميق في السلوك الإنتخابي عند المغاربة، فلم يعد ممكنا استمالة الناخبين بالخطب الإيديولوجية والشعارات الشعبوية، كما لم يعد مسموحا تنصل الأحزاب من وعودها. لقد اتبثت هذه الانتخابات أهمية التواصل مع الناخبين حول التدابير والإجراءات والأجندة الزمنية لتحقيق الوعود، وأهمية إشراكهم القبلي في تحديد الأولويات والخطوط العامة للبرامج الانتخابية. كما أكدت أفول زمن التضخم الإيديولوجي.
-
تعبر “تاضا تَمْغْرَبيتْ” عن ارتياحها لنجاح العديد من نشطاء الحركة الأمازيغية أو المتعاطفين مع القضية الأمازيغية في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، وبألوان سياسية مختلفة، وتتمنى أن يساهم ذلك في تفعيل حقيقي لرسمية الأمازيغية في المجال الترابي الذي سيدبرون تسييره. كما تستبشر خيرا بعدد نشطاء الحركة الأمازيغية الذين نجحوا في الحصول على مقعد بالبرلمان، وتتمنى أن يجدوا صيغة معينة للعمل المشترك التكاملي بينهم، من أجل تفعيل منصف للطابع الرسمي للأمازيغية، وتدارك التأخير الحاصل في هذا الموضوع طيلة العشر سنوات الماضية .
-
تعلن” تاضا تمغربيت ” عزمها تنظيم لقاء تشاوري بين الفعاليات الأمازيغية، يومي السبت والأحد 16 و17 أكتوبر، تزامنا مع الذكرى العشرين لخطاب أجدير، للتداول بشان مستجدات الساحة الوطنية على ضوء نتائج الأستحقاقات الانتخابية الأخيرة.