تتويج للا جمالة العلوي “سفيرة العام 2023” في واشنطن تتويج للدبلوماسية المغرببية الفاعلة

0
373

واشنطن – اختارت غرفة التجارة الوطنية الأميركية العربية سفيرة العاهل المغربي الملك محمد السادس لدى الولايات المتحدة للا جمالة العلوي “سفيرة العام 2023″ تقديرا لمساهمتها الاستثنائية في تطوير العلاقات التجارية الأميركية العربية.

وأكد رئيس غرفة التجارة الوطنية الأميركية العربية ديفيد حمود في بيان، أن للا جمالة العلوي ساهمت تحت قيادة الملك محمد السادس، “في النهوض بشكل أكبر بالعلاقات بين المغرب والولايات المتحدة”.

وأشار حمود إلى أن “التزامها بتعزيز التفاهم الدولي ساعد الأميركيين على تقدير أكبر لدور المغرب الذي يعد أحد أقدم حلفاء أميركا”، مسلطا الضوء على الخصال المهنية والإنسانية للسفيرة.

وتستثمر الدبلوماسية المغربية الإصلاحات التي تقوم بها المملكة تحت قيادة الملك محمد السادس التي لم يقتصر تأثيرها على المستوى الوطني فقط بل كان لها كذلك أثر على المستوى الدولي في مجال مكافحة التطرف والإرهاب والمجال البيئي، والهجرة.

وقدم المغرب إجابات شافية لإشكالات دولية وهي ما أعطت الدبلوماسية المغربية مصداقية في مقاربة مواضيع حساسة على الصعيد الدولي، وساهمت في إثراء تجربة للا جمالة.

وانضمت الأميرة الحاصلة على الإجازة في التاريخ والعلوم السياسية من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، إلى طاقم السفراء الذين صادق عليهم مجلس وزاري ترأسه الملك محمد السادس بمدينة العيون في العام 2016، في إشارة إلى تكريس العمل الدبلوماسي على قضية الوحدة الترابية للمملكة بكل الوسائل، وكانت لذلك آثار إيجابية توّجت بإعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء.

وصدر الأمر الملكي بنقل للا جمالة من سفارة المملكة في لندن الى واشنطن، بعد الكثير من الإنجازات التي حققتها طيلة فترة ولايتها، ونجحت في استقطاب مستثمرين بريطانيين، وفي إقامة مجموعة واسعة من الفعاليات للتعريف بمؤهلات المغرب الاقتصادية والاستثمارية.

ففي سنة 2004، أحدثت كرسيا جامعيا يحمل اسم الملك محمد السادس للدراسات المغربية والمتوسطية بكلية سانت أونتونيس التابعة لجامعة أوكسفورد.

وساهمت تجربتها الدبلوماسية السابقة في بريطانيا في تعميق علاقاتها داخل العاصمة الأميركية، لبناء قنوات ممتدة إلى مؤسسات الدولة الفيدرالية من البيت الأبيض وحتى الكونغرس ومؤسسات الإعلام، لخلق جسر تواصل مباشر وقوي بين الرباط وواشنطن.

وتربط المغرب بالولايات المتحدة علاقات عريقة مدعومة بشراكة استراتيجية تشهد تطورا حثيثا في جميع المجالات. وهذه الرؤية المشتركة التي تستشرف المستقبل ساهمت بشكل خاص، في اعتراف واشنطن التاريخي في 2022، بسيادة المملكة الكاملة والتامة على مجموع ترابها بما في ذلك أقاليمها الجنوبية.

وقبل انتقالها إلى الولايات المتحدة درست العلوي أدق التفاصيل المتعلقة بموقف واشنطن من نزاع الصحراء وعمل المنظمات الحقوقية هناك، وقد كانت العلاقات التاريخية الراسخة بين الرباط وواشنطن هي الأساس، لكن السفيرة عززت تلك القاعدة بعناصر أخرى آنية وضرورية، فاستثمرت أدواتها المعرفية في التاريخ والعلوم السياسية التي نالتها باستحقاق من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن.

وتمكنت من أن تبرز للمجتمع السياسي الأميركي مدى أهمية الاستقرار في المغرب والأدوار التي يلعبها لمحاربة الإرهاب والتطرف الديني، وكان لأسلوبها بالغ الأثر في تدعيم آلية التعاون الأميركي المغربي القائم على الشراكة عسكريا وأمنيا. ولهذا فقد أسهمت في صناعة قرار ترامب بسيادة المغرب على الصحراء، وكان الثقل الكبير على كاهلها ومجموعة عملها.

وجذبت للا جمالة الأضواء خلال تكليفها بتقديم “الوسام المحمدي”، وهو جائزة لا تمنح سوى لرؤساء الدول كهدية من الملك محمد السادس إلى ترامب؛ بالإضافة إلى جائزتين سلمتهما لكبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر ومبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط.

وتم إحداث الجائزة التي حظيت بها سفيرة المغرب، في عام 2004، ويتم منحها سنويا لأحد أعضاء السلك الدبلوماسي العربي المعتمد لدى الولايات المتحدة، تقديرا لمساهمته الاستثنائية في تطوير العلاقات التجارية الأميركية العربية.

وتهدف غرفة التجارة الأميركية العربية إلى تعزيز ودعم وتقوية التعاون التجاري والاقتصادي بين الولايات المتحدة وبلدان العالم العربي.

وتؤكد الأوساط الدبلوماسية أن السفيرة الأميرة التي ولدت بالرباط عام 1960، عرفت ببراعتها في عملها الذي شمل الاهتمام بشؤون الجالية المغربية المقيمة بالخارج دون تمييز ومن ضمنها اليهود المغاربة، كما نجحت في تسويق صورة المغرب من خلال التعريف بالمملكة ومؤهلاتها، وإطلاع صاحب القرار في المغرب على دقائق ما يدور في الولايات المتحدة والدول الكبرى، فالمرحلة الدقيقة التي تجتازها قضية الصحراء والتي اتخذت منحى حقوقيا وإعلاميا ودبلوماسيا داخل وخارج واشنطن تتطلب عملا حثيثا ومضنيا لتثبيت هذا المكتسب والإفادة منه.