“تحديات 55.1% من الأسر المغربية في ظل البطالة وغلاء الأسعار: السياسات الحكومية ودورها في مواجهة تدهور مستوى المعيشة”

0
310
A man shops for vegetables at a weekly Berber weekly market in Asni, a small town in the High Atlas region, near Marrakech, Morocco, Saturday, Nov. 12, 2016. (AP Photo/Mosa'ab Elshamy)

كشفت نتائج البحث الدائم حول الظرفية لدى الأسر، الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط، عن تدهور مستمر في مستوى معيشة الأسر المغربية. يشير البحث إلى تحسن طفيف في مؤشر ثقة الأسر، لكنه يظل في مستوى منخفض. أظهرت البيانات أن 82.6% من الأسر صرحت بتدهور مستوى معيشتها خلال الـ 12 شهراً الماضية، مع توقعات متشائمة بشأن المستقبل.

أشارت المندوبية إلى أن 82,6% من الأسر المغربية صرحت بتدهور مستوى معيشتها خلال الـ 12 شهراً الماضية، بينما اعتبرت 13% أن مستواها مستقر و4,4% قالت إنه تحسن. أما بشأن توقعات مستوى المعيشة خلال الـ 12 شهراً المقبلة، فتوقعت 55,1% من الأسر تدهوره، و35,9% استقراره، و9% تحسنه.

وتوقعت 82,8% من الأسر ارتفاع مستوى البطالة خلال الـ 12 شهراً المقبلة، مقابل 6,6% فقط توقعوا انخفاضها. واعتبرت 78,9% من الأسر أن الظروف غير ملائمة لشراء السلع المستديمة، بينما رأى 9,5% عكس ذلك.

وفيما يخص الوضعية المالية، أفادت 55,8% من الأسر أن مداخيلها تغطي مصاريفها، بينما استنزفت 42,1% من مدخراتها أو لجأت إلى الاقتراض، وفقط 2,1% تمكنت من ادخار جزء من مداخيلها. وصرحت 56,5% من الأسر بتدهور وضعها المالي خلال العام الماضي، بينما توقعت 16,7% تحسنها و52,7% استقرارها و30,6% تدهورها خلال الـ 12 شهراً المقبلة. كما أفادت 9,8% من الأسر بقدرتها على الادخار خلال الفترة المقبلة.

وأوضحت المندوبية أن 96,4% من الأسر صرحت بارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال الـ 12 شهراً الماضية، بينما توقعت 82,1% استمرار ارتفاعها، و14,9% استقرارها، و3% انخفاضها.

“أخنوش يناقش الزلزال بمنظور سياسي: ماذا تقول التقارير الميدانية عن التحديات الإدارية والواقع المعاش؟”

البطالة تُعَدّ أحد الأسباب الرئيسية لهذا التدهور، حيث كشف رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، رضا الشامي، عن وجود 4.3 ملايين شابة وشاب غير منخرطين في التعليم أو العمل أو التدريب. كما أن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود يزيد من الأعباء المالية على الأسر، حيث صرحت 96.4% من الأسر بارتفاع أسعار المواد الغذائية.

أوصى الخبراء باتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة هذه القضايا، مثل إعادة تشغيل مصفاة سامير لتخفيض أسعار الوقود، وتحديد سقف لبعض السلع، وتعزيز السياسات الاجتماعية لدعم الأسر الفقيرة وتحسين القدرة الشرائية.

تحليل أسباب الوضع الكارثي في المغرب وأسباب تدهور معيشة 55% من الأسر المغربية

1. اتساع دائرة البطالة

  • الشباب العاطل: كشف رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، رضا الشامي، أن 4.3 ملايين شابة وشاب مغربي تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة، غير منخرطين في التعليم، العمل، أو التدريب، مما يزيد من البطالة والهشاشة الاجتماعية والاقتصادية.

  • تأثير البطالة على الأسر: 48.5% من الأسر المغربية صرحت أن مداخيلها تغطي نفقاتها، بينما استنزفت 47.4% مدخراتها أو اضطرت للاقتراض. كما أكدت 56.9% من الأسر تدهور وضعها المالي خلال الاثني عشر شهراً الماضية، مع توقع 86.1% عدم قدرتها على الادخار في الفترة المقبلة.

2. ارتفاع أسعار الغذاء

  • ارتفاع الأسعار: 98.1% من الأسر تعتقد أن أسعار السلع الغذائية شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال الاثني عشر شهراً الماضية، وتوقع 76.9% استمرار هذا الارتفاع في الأشهر المقبلة.

  • التضخم: وفقاً للمندوبية السامية للتخطيط، قفز التضخم إلى 3.6% في نهاية شهر مارس 2023، وهو مستوى غير مسبوق منذ 41 عاماً. ويتوقع البنك المركزي أن يرتفع التضخم إلى 4.7% بنهاية العام الحالي، مما يؤثر على القدرة الشرائية للأسر.

3. غلاء الوقود

  • ارتفاع أسعار الوقود: ارتفع سعر السولار من 10 إلى 14.30 درهماً منذ بداية مارس 2023. وتدعو جهات متعددة، بما فيها جبهة الدفاع عن مصفاة سامير، إلى إعادة تشغيل المصفاة لتخفيض الأسعار.

  • السياسات الحكومية: وزيرة الطاقة المغربية ليلي بنعلي تعتبر أن تشغيل المصفاة لن يفضي إلى تراجع الأسعار، بينما يرى خبراء وأحزاب عكس ذلك. رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات حماية المستهلك يقترح تحديد سقف لبعض السلع أو التخلي عن بعض الإيرادات الضريبية للسلع مثل الوقود.