“تحذيرات أمنية: الجزائر قد تصبح مصدرًا رئيسيًا للإرهاب الموجه ضد إسبانيا”

0
215

تحليل معمق: تحول الجزائر إلى مصدر تهديد إرهابي محتمل لإسبانيا – دلالات وأبعاد

تتنامى المخاوف في الأوساط الأمنية الإسبانية بشأن تحول الجزائر إلى مصدر رئيسي للإرهاب الذي يهدد إسبانيا، وهو تطور لافت في خريطة المخاطر الأمنية، يعكس تغيرًا محتملاً في مراكز التهديد الإرهابي داخل المنطقة المغاربية.

فقد سلطت وسائل إعلام إسبانية الضوء على  تقريرا نشره الصحفي ميلشور سايز باردو، والذي أشار إلى أن المفوضية العامة للمعلومات (CGI) التابعة لوزارة الداخلية الإسبانية، حذرت من إمكانية تحول الجزائر إلى مركز رئيسي للإرهاب، ما يعيد توجيه الأنظار بعيدًا عن التركيز التقليدي على المتطرفين من أصول مغربية.

الجزائر كمصدر جديد للتهديدات الإرهابية: أسباب ومبررات

تشير المعطيات الجديدة إلى أن قادة الأمن الإسباني باتوا يرون في الجزائر تهديدًا أمنيا محتملاً، ليس فقط بسبب الوضع الداخلي المتوتر، ولكن أيضًا بسبب التطورات الجيوسياسية الأخيرة. ويبدو أن هذه المخاوف تعززت بعد ترحيل المعارض الجزائري والضابط العسكري السابق محمد بنحليمة إلى بلده، والذي وصفته وزارة الداخلية الإسبانية بأنه خبير في استخدام الأسلحة والتكتيكات العسكرية. ورغم تحذيرات المنظمات الدولية من تعرضه للتعذيب، إلا أن إسبانيا قامت بترحيله، مبررة ذلك بمخالفته الجسيمة لقانون الهجرة ومشاركته في أنشطة معادية للأمن الوطني.

هذا التحول في تركيز التهديدات الإرهابية نحو الجزائر، يتزامن مع تراجع نفوذ المنظمات الإرهابية متعددة الجنسيات مثل القاعدة وداعش، ما يترك فراغًا قد تسعى خلايا إرهابية جديدة لملئه. ويرى مراقبون أن هذه الخلايا قد تجد في الجزائر بيئة مناسبة للنمو والتوسع، خاصة في ظل التوترات الداخلية والانقسامات السياسية التي تشهدها البلاد.

الأبعاد الجيوسياسية: علاقة التوتر بين الجزائر وإسبانيا

لا يمكن قراءة هذا التحول بمعزل عن الأزمة السياسية التي اندلعت بين الجزائر وإسبانيا عقب إعلان الأخيرة دعمها لمغربية الصحراء. فقد أثار هذا الموقف ردود فعل غاضبة من الجزائر، التي كانت تعول على الحياد الإسباني في هذه القضية الحساسة. وترى بعض التحليلات أن ترحيل بنحليمة قد يحمل في طياته بعدًا سياسيًا، حيث يُنظر إليه كجزء من مقايضة سياسية بين الطرفين، تهدف إلى تهدئة الأوضاع المتوترة بينهما.

انعكاسات على سياسات مكافحة الإرهاب في إسبانيا

في ضوء هذه التطورات، يبدو أن أجهزة مكافحة الإرهاب الإسبانية قد تجد نفسها مضطرة إلى إعادة النظر في استراتيجياتها. فالتركيز التقليدي على المشتبه فيهم من أصول مغربية قد يتراجع لصالح رصد وتتبع الأنشطة الإرهابية المحتملة المرتبطة بالجزائر. هذا التغيير في الاستراتيجية يعكس إدراكًا متزايدًا لتعدد مصادر التهديد الإرهابي في المنطقة، وهو ما قد يفرض على إسبانيا تعزيز تعاونها الأمني مع دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة هذه التحديات المستجدة.

ختاماً: الجزائر تحت المجهر

يضع هذا التقرير الجزائر تحت المجهر الدولي كعامل جديد محتمل في تهديد الأمن الإقليمي والدولي. ومع تصاعد المخاوف من تحولها إلى مصدر رئيسي للإرهاب، ستواجه الجزائر تحديات كبيرة في إثبات قدرتها على ضبط الوضع الداخلي ومنع تصدير أي تهديدات إلى الخارج. ويبقى السؤال الأهم: هل ستنجح الجزائر في تجنب هذا المصير المحتمل؟ أم أن الأوضاع ستزداد تعقيدًا، مما يعزز المخاوف الإسبانية ويدفع إلى تصعيد إضافي في التوترات الإقليمية؟ فقط المستقبل كفيل بالإجابة على هذه التساؤلات.