تحليل الاستجابات الإقليمية والدولية لصفقة شراء قمر صناعي استخباراتي تجسسي من إسرائيل بقيمة مليار دولار للمغرب

0
313

في الأيام الأخيرة، تناولت العديد من التقارير الإعلامية والمصادر العبرية موضوعاً حساساً يتعلق بصفقة استحواذ المغرب على قمر صناعي استخباراتي من إسرائيل، بقيمة تقدر بمليار دولار. يُعد هذا الاتفاق الذي تم توقيعه في نهاية عام 2023 خطوة استراتيجية بالغة الأهمية، مما يثير تساؤلات حول الأبعاد الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية لهذه الخطوة.

الصفقة تتضمن توريد قمر تجسسي من طراز “أوفيك 13” الذي سيحل محل قمرين صناعيين حاليين من إنتاج “إيرباص” و”تاليس”، ومن المتوقع تنفيذها على مدى خمس سنوات.

ويعكس الشراء المحتمل لقمر صناعي استخباراتي من إسرائيل بقيمة مليار دولار جزءًا من التقارب الاستراتيجي بين المغرب وإسرائيل، حيث يُنظر إلى هذه الصفقة على أنها خطوة استراتيجية تعزز القدرات الأمنية والاستخباراتية للمملكة، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في القطاعات التكنولوجية والعسكرية.

  1. الجوانب الاستراتيجية والأمنية: صفقة شراء القمر الصناعي الإسرائيلي تعكس التعاون الاستراتيجي بين المغرب وإسرائيل في مجال الأمن والاستخبارات. هذا التعاون يأتي في سياق تبادل المعلومات الاستخباراتية ومكافحة التهديدات المشتركة، مثل الإرهاب والأنشطة غير القانونية.

  2. الأبعاد الاقتصادية: بالرغم من أن الصفقة تمثل نفقة كبيرة بقيمة مليار دولار على المغرب، إلا أنها تعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين. قد تؤدي هذه الصفقة إلى تعزيز الصناعات التكنولوجية والفضائية في البلدين وتوفير فرص عمل في القطاعات ذات الصلة.

  3. الأبعاد السياسية والدبلوماسية: قد تثير هذه الصفقة ردود فعل دولية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية القائمة في المنطقة. قد تكون للمغرب أوجه استراتيجية لهذه الصفقة تتعلق بتعزيز موقعه الإقليمي وتعزيز الشراكات الاستراتيجية.

  4. الجوانب الداخلية: قد تواجه الحكومة المغربية انتقادات داخلية حول هذه الصفقة، خاصة فيما يتعلق بتكلفتها واستخدام الأموال العامة في ظل التحديات الاقتصادية الداخلية.

بشكل عام، تعتبر هذه الصفقة جزءًا من استراتيجيات الأمن الوطني والتعاون الاقتصادي الإقليمي، وتبرز التحديات والفرص التي تواجه البلدين في هذا السياق.

بدأ المغرب في تطبيع علاقاته مع إسرائيل خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث وضعت حكومته خطوطًا عريضة لهذه الخطوة في إطار اتفاقيات أبراهام 2020، التي شملت أيضًا البحرين والإمارات. امتد التقارب المغربي الإسرائيلي من التمثيل الدبلوماسي في ديسمبر 2020 إلى التعاون الثقافي والاقتصادي والعسكري فيما بعد. تأكد هذا التقارب القوي من اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في يوليو 2023.

أما شعبيًا، فإن موقف المغاربة من القضية الفلسطينية يبدو واضحًا، إذ خرجوا في مظاهرات حاشدة لدعم الفلسطينيين وللمطالبة بوقف التطبيع، خاصة مع ارتفاع عدد الضحايا والدمار الهائل في غزة نتيجة الهجمات الإسرائيلية. ردت الحكومة المغربية بشدة على هذه الأحداث، حيث أصدرت وزارة الخارجية بيانًا في نوفمبر الماضي يعبر عن قلقها من التصعيد الإنساني في غزة.

الموقف الشعبي المغربي وتدهور الأوضاع الإنسانية في غزة قد يؤثر مؤقتًا على التقارب العسكري والأمني بين المغرب وإسرائيل، والذي شمل بيع طائرات بدون طيار وبرامج تجسس، بالإضافة إلى التعاون الأكاديمي والعلمي.