تشهد قضية الصحراء المغربية تحولات عميقة في المواقف الدولية، مع انسحاب تدريجي للداعمين التقليديين لجبهة البوليساريو وارتفاع موجة التأييد لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. في هذا السياق، أعلنت بنما مؤخرًا تعليق علاقاتها مع البوليساريو، مشيرة إلى أن هذا القرار يأتي استجابة لمصالحها الوطنية ورغبتها في تعزيز التعاون مع المغرب.
هذا الموقف يعكس انكشاف المغالطات التي روجتها البوليساريو والجزائر لعقود طويلة حول النزاع المفتعل، والذي تم تصويره على أنه قضية تحرر وطني، في حين أن الوقائع التاريخية والديمغرافية تثبت أنه نزاع مصطنع يهدف لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
الدبلوماسية المغربية لعبت دورًا حاسمًا في تغيير مواقف العديد من الدول عبر توضيح حقيقة ارتباط الصحراء بالمغرب تاريخيًا وإبراز النجاحات التنموية التي حققتها المملكة في الأقاليم الجنوبية. بنما ليست الدولة الوحيدة التي أعادت النظر في موقفها، بل تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من التحولات في دول أميركا الجنوبية والوسطى، حيث باتت تلك الدول تعي حجم التضليل الذي مارسته البوليساريو وحاضنتها.
على سبيل المثال، أشاد رومينيو بيريرا، الكاتب المكلف بالعلاقات الدولية في حزب العمال البرازيلي، بمبادرة الحكم الذاتي، مؤكدًا أنها الحل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء هذا النزاع وتحقيق التنمية المستدامة لسكان المنطقة.
هذا التحول الإقليمي يعكس قناعة متزايدة بأن جبهة البوليساريو ليست سوى ميليشيا تحتجز آلاف الصحراويين في ظروف إنسانية مأساوية، بينما ترفض أي محاولات لإجراء إحصاء دقيق لهؤلاء المحتجزين خشية كشف ضعف التأييد الشعبي لها. في المقابل، تعمل المملكة المغربية على تعزيز التنمية والاستقرار في أقاليمها الجنوبية، ما جعل مبادرة الحكم الذاتي تحظى بدعم متزايد من دول أوروبية وخليجية وأفريقية.
ومع إعلان بنما عن رغبتها في دعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي دائم وعادل، يبدو أن المجتمع الدولي يتجه نحو تبني موقف موحد يضع حدًا لهذا النزاع المفتعل.
المغرب، الذي نجح في فتح العديد من القنصليات في مدينتي العيون والداخلة، يجني الآن ثمار أعوام من العمل الدبلوماسي الناجع. دعم فرنسا وإسبانيا، إلى جانب مواقف دول في الأميركيتين، يعزز الإجماع الدولي حول وجاهة مقترح الحكم الذاتي.
ورغم ذلك، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة الجزائر على الاستمرار في دعم البوليساريو في ظل الكلفة السياسية والاقتصادية الباهظة لهذه الاستراتيجية التي لم تحقق سوى مزيد من العزلة الدولية لها.
الصحافة الصينية تسلط الضوء على الاستقبال الملكي لولي العهد الأمير مولاي الحسن للرئيس شي جين بينغ