رحبت إسبانيا، على لسان رئيس حكومتها، بيدرو سانشيز، السبت، بخطاب ملك المغرب، محمد السادس، الذي تطرق فيه إلى الأزمة الدبلوماسية الكبيرة التي هزت العلاقات بين الرباط ومدريد.
وشكر سانشيز الملك على كلماته التي أعرب فيها نيته افتتاح مرحلة جديدة في العلاقات مع إسبانيا.
وقال سانشيز في حديث للصحفيين إن “إسبانيا اعتبرت المغرب دائما حليفا استراتيجيا، سواء لإسبانيا أو للاتحاد الأوروبي”.
وتطرق محمد السادس، في خطابه بمناسبة ذكرى “ثورة الملك والشعب” بشكل مباشر للأزمة الدبلوماسية الكبيرة التي هزت العلاقات بين بلاده وإسبانيا، في تصريحات اعتبرت في إسبانيا نهاية للتوتر الذي دام بين البلدين لأشهر.
وقالت صحيفة “إلبايس” الإسبانية، إن ملك المغرب، أنهى بطريقة غير متوقعة أزمة الرباط ومدريد التي اندلعت في منتصف مايو، وهي أكبر أزمة دبلوماسية تشهدها العلاقات بين البلدين.
ويرى خبرا مغاربة ، أن خطاب جلالة الملك محمد السادس حفظه الله يعد إنهاءً للأزمة مع إسبانيا. وأشاروا إلى أن ذلك لا يعني أن الخطوة من طرف واحد بل تأتي بعد مفاوضات ومحادثات بين مسؤولي البلدين.
وقال جلالة الملك المفدى ان “قليلا من الدول، خاصة الأوروبية، التي تعد للأسف من الشركاء التقليديين، تخاف على مصالحها الاقتصادية، وعلى أسواقها ومراكز نفوذها، بالمنطقة المغاربية. كما أن بعض قياداتها لم يستوعبوا بأن المشكل ليس في أنظمة بلدان المغرب الكبير، وإنما في أنظمتهم، التي تعيش على الماضي ، ولا تستطيع أن تساير التطورات”.
وعبّر جلالة الملك محمد السادس عن الأمل في “إقامة علاقات قويّة، بنّاءة ومتوازنة، خاصّة مع دول الجوار”، متحدّثًا خصوصًا عن إسبانيا وفرنسا.
وقال ايضا ان المغرب “يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار”. ونفس المنطق، الذي يحكم توجه المملكة اليوم في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا”. ولكنه أضاف أن المغرب لن يقبل التعدي على مصالحه.
وقال “أنه هو نفس المنطق، الذي يحكم توجه المملكة اليوم في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا”.
وأوضحت صحيفة إلبايس أن الأسابيع الأخيرة شهدت علامات انفراج في العلاقات بين البلدين، لكن القليل منها حمل مثل هذا الالتزام الواضح والمباشر من محمد السادس بتجديد التفاهم مع إسبانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر مغربية أعربت عن تقديرها لمبادرات الحكومة الإسبانية لمحاولة حل الأزمة بعد تغيير وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا. وتعويضها بخوسيه مانويل ألبارس، في يوليو.
وأوضح خبراء مغاربة أن الملك أعلن بنفسه في الخطاب وجود محادثات مع إسبانيا وأنها انتهت إلى الاتفاق على عودة العلاقة من جديد على ركائز أساسية ذكر منها الثقة ومراعاة المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
وأضاف أن المغرب يتطلع إلى “تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين الجارين على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات”.
وأدت استضافة إسبانيا لزعيم جبهة بوليساريو الساعية لفصل الصحراء المغربية من أجل العلاج الطبي باستخدام وثائق جزائرية إلى إثارة غضب المغرب في أبريل/نيسان قائلا إنه لم يتم إبلاغه.
وقال جلالة الملك حفظه الله ورعاه إن هذه “الأزمة غير المسبوقة.. هزت بشكل قوي الثقة المتبادلة وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها” مشيرا إلى أن البلدين ناقشا العلاقات الثنائية منذ الأزمة.
وأضاف أن المغرب يتطلع إلى “تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين الجارين على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات”.
وتعد إسبانيا أكبر شريك تجاري للمغرب وتتعاون الدولتان بشكل وثيق لوقف الهجرة غير القانونية.
وقال الملك المفدى أيضا إن علاقات المغرب مع فرنسا “متينة”.
الملك المفدى : المغرب مستهدف ويتعرض لعدوان مقصود “يريدون ان نصبح مثلهم”