“منع مغربي ودعم جزائري: كيف أصبح فيلم ‘حياة الماعز’ محور صراع بين الجزائر والسعودية؟”
رفض المغرب بشكل حازم منح ترخيص تصوير فيلم “حياة الماعز” الهندي على أراضيه، معتبرًا أن الفيلم يشكل تشويهًا متعمدًا لسمعة المملكة العربية السعودية، الحليف والشقيق الإستراتيجي في المنطقة. يأتي هذا الموقف المغربي في وقت حساس، حيث تواجه السعودية هجمات من عدة جهات معادية للإسلام وقبلة المسلمين، مما يضاعف من أهمية الدعم العربي للمملكة.
الجزائر: وجهة سينمائية بديلة لتعزيز الموقع الدولي؟
في المقابل، وجدت الجزائر في هذا الفيلم فرصة لتعزيز مكانتها كمنافس ثقافي وسينمائي للمغرب، حيث قبلت تصوير الفيلم على أراضيها وذهبت إلى حد تمويله. يبدو أن الجزائر تسعى لاستغلال هذا الوضع لتعزيز موقعها على الساحة الدولية، متجاهلة بذلك الأبعاد الدينية والسياسية المرتبطة بالهجوم على بلد الحرمين الشريفين.
"منع مغربي ودعم جزائري: كيف أصبح فيلم 'حياة الماعز' محور صراع بين الجزائر والسعودية؟" pic.twitter.com/vHQgbOTTka
— المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) August 24, 2024
ورزازات مقابل الجزائر: محاولة للتغلب على “هوليوود إفريقيا والعرب”
لم يكن قبول الجزائر بتصوير “حياة الماعز” على أراضيها خطوة عادية؛ بل جاء كجزء من محاولاتها المستمرة لتقديم نفسها كبديل ثقافي وسينمائي عن المغرب، الذي يُعرف باستديوهات ورزازات الضخمة، والتي تعد من أهم المواقع السينمائية في إفريقيا والعالم العربي. هذه الخطوة الجزائرية، التي تتجاهل تمامًا حساسية الموضوع بالنسبة للعالم الإسلامي، تعكس طموحاتها السياسية والثقافية على حساب وحدة المسلمين وتضامنهم.
ما قد يجهله الكثيرون هو أن مواقع تصوير فيلم “حياة الماعز” شهدت انتقالًا غير متوقع. في البداية، اختار فريق الإنتاج الأردن كموقع للتصوير، إذ كانت المملكة قد وضعت استراتيجيات قوية لجذب صناعة السينما الأجنبية، مشابهةً للمغرب في طموحه لبناء قاعدة سينمائية راسخة. تقدم الأردن مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية التي تجذب المخرجين والمنتجين، بالإضافة إلى الدعم الكبير من الجهات الرسمية، مثل هيئة الأفلام الملكية الأردنية، مما أسهم في تعزيز سمعة الأردن كموقع رئيسي للإنتاج السينمائي في المنطقة.
أسئلة تطرح نفسها:
-
هل يمثل دعم الجزائر للفيلم ضربة للعلاقات الجزائرية-السعودية؟
-
كيف يؤثر هذا التنافس الثقافي على التوازن السياسي في المنطقة؟
-
هل يمكن اعتبار موقف المغرب تحركًا دبلوماسيًا لحماية مصالح العالم الإسلامي؟