تصريحات تبون بشأن دخول الجيش الجزائري إلى غزة: بين السخرية والتساؤلات

0
197

في تصريحات أثارت موجة من السخرية والتساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال تجمع انتخابي في محافظة قسنطينة عن استعداد الجيش الجزائري لدخول غزة “لو كانت الحدود مفتوحة”. وذهب تبون إلى التأكيد أن بلاده قادرة على تشييد ثلاثة مستشفيات في غضون 20 يوماً وإرسال مئات الأطباء للمساعدة في إعادة بناء ما دمرته “الصهاينة”.

لكن هذه التصريحات التي قد تبدو مثيرة للإعجاب للوهلة الأولى، وُصفت من قبل العديد من رواد مواقع التواصل بـ”الشعبوية”، ما فتح الباب للسخرية والتشكيك في نوايا تبون. ففي ظل الواقع الذي يعيشه الشعب الجزائري، حيث تعاني بعض المستشفيات المحلية من عدم إتمام أشغالها منذ سنوات، يتساءل الكثيرون عن مدى جدية هذه الوعود.

“تحذيرات أمنية: الجزائر قد تصبح مصدرًا رئيسيًا للإرهاب الموجه ضد إسبانيا”

ما الهدف من هذه التصريحات؟

من المهم أن نتساءل: ما الذي دفع تبون إلى الإدلاء بهذه التصريحات في هذا التوقيت بالذات؟ هل هي محاولة لاستقطاب دعم شعبي في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية؟ أم هي محاولة لتوجيه الأنظار بعيداً عن المشاكل الداخلية التي تعاني منها الجزائر، مثل البطالة والأوضاع الاقتصادية المتردية؟ ولماذا يتم التركيز على قضية فلسطين في ظل منع السلطات الجزائرية لأي تظاهرات أو وقفات احتجاجية لدعم الشعب الفلسطيني؟

تداعيات التصريحات على العلاقات الجزائرية المصرية

إلى جانب السخرية، أثارت تصريحات تبون تساؤلات حول مستقبل العلاقات الجزائرية المصرية. إذ إن الإشارة إلى أن مصر هي من تغلق الحدود أمام الجيش الجزائري قد يُفهم على أنه اتهام مباشر للقاهرة بعرقلة وصول المساعدات إلى غزة. فهل هذه التصريحات ستفتح باباً جديداً من التوتر بين البلدين؟ وما الغاية من هذه الاتهامات غير المباشرة؟

الحقيقة على الأرض: كلمات بلا أفعال؟

وفي رد فعله على تصريحات تبون، قال الصحافي الجزائري المعارض وليد كبير إن هذه التصريحات ليست سوى محاولة “لدغدغة مشاعر الجماهير” وأنها “ستكون لها بالتأكيد تبعات على العلاقات المصرية الجزائرية”. وأضاف أن “تشييد مستشفيات في قطاع غزة لا يحتاج إلى فتح الحدود البرية، فهناك البحر الذي يمكن استغلاله إذا كانت هناك شجاعة ورغبة حقيقية”.

وأضاف كبير أن النظام الجزائري “يتاجر بالقضية الفلسطينية بحثاً عن شرعية مفقودة”، مشيراً إلى أن دولاً أخرى مثل الكويت أرسلت آلاف الأطنان من المساعدات إلى غزة رغم عدم وجود علاقات مع إسرائيل، فيما الجزائر لم تفعل شيئاً يذكر.

هل هناك نية حقيقية أم مجرد شعارات؟

في النهاية، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى جدية تصريحات تبون. هل هي مجرد شعارات لكسب تأييد شعبي أم أن هناك نية حقيقية للقيام بخطوات ملموسة لدعم الشعب الفلسطيني؟ وما هي الأدوات التي يملكها النظام الجزائري لتحقيق هذه الوعود؟ أسئلة عديدة تنتظر الإجابة وسط استمرار معاناة الشعب الجزائري والفلسطيني على حد سواء.