“تصميم تهيئة الرباط: مشروعات عمرانية وهدم منازل المواطنين تثير القلق والمخاوف حول مصير آلاف الأسر”

0
119

في خطوة أثارت العديد من التساؤلات والقلق في صفوف ساكنة الرباط، يعقد مجلس المدينة صباح اليوم دورة استثنائية لمناقشة تصميم التهيئة الذي يشمل مشاريع تطوير عمراني في منطقتين حساستين: يعقوب المنصور وحي العكاري بحسان.

هذه المشاريع التي تتعلق بتوسيع بعض الشوارع وبناء عمارات من ستة طوابق في مناطق سكنية مكتظة، أدت إلى حالة من القلق والهواجس لدى الآلاف من الأسر المعنية، خاصة مع الحديث عن إمكانية نزع ملكية المنازل وظهور مخاوف حقيقية من المضاربات العقارية التي قد تضر بالمصالح المحلية.

تصميم التهيئة: أزمة داخل المجلس الجماعي

عند الحديث عن تصميم التهيئة، تبرز العديد من الأسئلة الجوهرية حول مدى مصداقية المعلومات المقدمة للساكنة. وفقًا للمصادر، أصبح تصميم التهيئة مصدرًا كبيرًا للإحراج لعدد من المسؤولين الجماعيين، الذين فشلوا في طمأنة الساكنة وشرح بنود المشروع بشكل واضح. في الوقت الذي تستمر فيه الحديث عن المشاريع العمرانية المزمع إنشاؤها في منطقة يعقوب المنصور، يظهر الغموض حول تفاصيلها.

ما هو دور الوكالة الحضرية في هذا الغموض؟

المستشار فاروق المهداوي، عن فيدرالية اليسار، انتقد بشدة غياب الإجابات الواضحة من الوكالة الحضرية، قائلاً إن “الوكالة الحضرية تهربت من تقديم أجوبة واضحة”. هذا التحفظ من الوكالة يزيد من الشكوك حول نية المشروع، خاصة أن التصور المبدئي يختلف عن الواقع الذي يعيشه السكان.

هل التخوفات مبررة؟

من ضمن أبرز المخاوف التي عبر عنها المستشارون، كان الحديث عن توسيع بعض الشوارع مثل شارع السلام، وبناء عمارات سكنية من ستة طوابق في مناطق سكنية مكتظة. هذه الإجراءات أثارت تساؤلات حول كيفية تأثير هذه التوسعات على النسيج الاجتماعي للمنطقة، التي تقدر بأنها تضم آلاف الأسر في مساكن قد تكون مهددة بالتهجير.

هل تشكل هذه التوسعات تهديدًا مباشرًا للسكان؟

إن الحديث عن عملية توسيع الشوارع والبناء في مناطق سكنية قد يزيد من الازدحام ويؤثر على بنية المنطقة، خاصة في ظل نقص الأماكن السكنية المتاحة. فهل ستؤدي هذه التعديلات إلى تغيير في هوية المنطقة بشكل جذري؟

الآراء المعارضة: هل تم تلبية مصالح اللوبي العقاري على حساب السكان؟

المستشار المهداوي، في تعليقاته، ذهب أبعد من ذلك، حيث اعتبر أن “تصميم التهيئة جاء إرضاءً لرغبات لوبي العقار على حساب الساكنة”. هذا الرأي يعكس حالة من القلق الشعبي والشكوك حول وجود مصالح خاصة قد تستغل هذه المشاريع العقارية لتحقيق مكاسب على حساب المواطنين البسطاء.

هل المشاريع تستهدف فعلاً مصالح الجماهير أم أنها خدمة لأجندات اقتصادية ضيقة؟

أشار المهداوي إلى أن هذه المشاريع قد تؤدي في النهاية إلى نزع ملكية المنازل، وهو ما يضع العديد من الأسر في وضعية هشاشة كبيرة أمام مضاربات السوق العقاري. في هذه الحالة، تطرح أسئلة حول مستقبل هذه الأسر: كيف سيتم تعويضهم؟ وهل سيكون هناك آلية قانونية تحمي حقوقهم؟

الختام: الأجندة الخفية في تصميم التهيئة

من الواضح أن تصميم التهيئة في الرباط لم يتعامل مع الموضوع بوضوح وشفافية، بل زاد من عمق الأزمة بين المسؤولين والساكنة. وبينما يستمر الغموض في محيط هذه المشاريع، تظل الأسئلة مفتوحة حول نية المجلس الجماعي وتوجهات اللوبيات العقارية التي قد تحرك هذه المشاريع.

فهل سيستطيع المجلس الإجابة على هذه التساؤلات؟ وهل سيظل تصميم التهيئة هذا يثير القلق والمخاوف بين آلاف الأسر في مناطق يعقوب المنصور والعكاري؟