تضامن وزراء وبرلمانيون ومنظمة “مراسلون “مع الريسوني يطلق جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب

0
333

أثار الحكم على سليمان الريسوني، رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم المتوقفة عن الصدور، بالسجن خمس سنوات ودفع غرامة مالية قدرها 100 ألف درهم جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب. وعبر وزراء وبرلمانيون سابقون، عن صدمتهم من الحكم الإبتدائي الذي أصدرته محكمة الإستئناف بالدار البيضاء.

ووجهت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء للريسوني تهمة “هتك العرض والاحتجاز”، وهو ما نفاه الأخير بشكل قاطع.

المحاكمة تمت بغياب الريسوني بسبب إضرابه المتواصل عن الطعام منذ أكثر من 90 يوما احتجاجا على محاكمته وسجنه.

ويرى سياسيون مغاربة وحقوقيون محليون وأجانب أن الحكم الصادر بحق الريسوني “سياسي” بسبب كتاباته “المزعجة” و”المثيرة للجدل”.

ومن جهته، إندهش إسماعيل العلوي، الوزير السابق، والقيادي في حزب التقدم والاشتراكية من الحكم على الصحفي سليمان الريسوني، لأنني كنت أظن أن الملف فارغ وهو فارغ فعلا وبالتالي لا يمكن أن نصل إلى مثل هذه النتيجة والحكم عليه بخمس سنوات سجنا نافذا.    

ومن جهته، إندهش إسماعيل العلوي، الوزير السابق، والقيادي في حزب التقدم والاشتراكية من الحكم على الصحفي سليمان الريسوني، لأنني كنت أظن أن الملف فارغ وهو فارغ فعلا وبالتالي لا يمكن أن نصل إلى مثل هذه النتيجة والحكم عليه بخمس سنوات سجنا نافذا.

ودعت خلود المختاري، زوجة الريسوني في مقطع فيديو تداوله كثيرون زوجها “للصبر والصمود والمكابرة” معبرة عن خيبة أملها من القضاء الذي لم “ينتصر للقيم الإنسانية” حسب تعبيرها.

https://twitter.com/MedMoutaouaffiq/status/1413616334848602114

وبحسبمحمد الأشعري وزير الثقافة الأسبق، والقيادي السابق في “الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية: “صدمني كثيرا صدور هذا الحكم القاسي على الزميل والصديق العزيز سليمان الريسوني، مضيفا: أولا لأن ظروفه الإنسانية بعد اضراب طويل عن الطعام، وظروفه الحقوقية كمواطن له الحق كل الحق في محاكمة عادلة، كانت تقتضي قدرا ولو بسيطا من الاعتبار، وثانيا لان بلادنا، خصوصا وهي تجتاز المرحلة التي تجتازها، ليست في حاجة إلى هذه الشوكة الجديدة في حلقها.

وأردف الأشعري: “لذلك،اتمنى وقد تجاوزنا المحطة القضائية الأولى في هذه القضية، أن نهتدي جميعا الى طي هذه الصفحة، ولو أنه مؤلم جدا أن لا نتوقف عن فتح الصفحات واغلاقها”.

ومن جهته، قال  امحمد خليفةـ الوزير الأسبق في حكومة التناوب، والقيادي بحزب الاستقلال: قبل كل شيء انتهز هذه الفرصة لأناشد الأخ العزيز والصديق الصحفي اللامع سليمان الريسوني أن يتغلب على كل القوى الكامنة في أعماقه، التي تدفعه للاستمرار في هذا الإضراب عن الطعام لمدة طويلة، ادعوه واطلب منه أن يتوقف عن هذا الإضراب لأن الإضراب لن يؤدي إلا اذا قدر الله إلى خسارة كبرى ليس فقط لأصدقائه و أسرته لكن للمغرب كله وستكون ضارة بسمعة المغرب.

وتابع الوزير السابق: أناشده الله أن يتوقف عن هذا الإضراب ويعتبر أن صدور هذا الحكم رغم قسوته الظاهرة ورغم أنه لم تتوفر فيه كل شروط المحاكمة العادلة ورغم أنه تم بدون حضورية ولا شفوية ولا دفاع فإنه نقطة ضوء في هذا المسار المعتم في قضيته، وإشارة من المولى تعالى أن فرج الله قريب وألا يفقد الأمل وألا ييأس والا يفقد الثقة بنفسه وأن يجعل من هذا الحكم رغم قسوته نقطة ضوء وبداية جديدة للانصاف وللمحاكمة العادلة، وعليه أن يستأنف هذا الحكم وأن يتوجه إلى محكمة الاستئناف.

ويعتقد خليفة، أنه لابد كيفما كان القضاة في أي وطن من الأوطان لا يستمعون إلى ضمائرهم ولا يستمعون إلا لأصوات “الهاتف” التي تأتيهم من أجل إصدار الاحكام، فإنه يوجد قضاة في هذا البلد يستمعون في النهاية لضمائرهم مهما كان الثمن وأرجو أن يكون قضاة محكمة الاستئناف عادلون مع سليمان الريسوني وأن ينطقوا ويجهروا بعدالة الحق لأن العدالة هي التي تصمد.

وقالت رئيس منظمة “مراسلون بلا حدود”، إن الصحفي سليمان الريسوني المحكوم عليه بالسجن النافذ 5 سنوات ، يستحق محاكمة عادلة، جاء ذلك في بيان صادر عن المنظمة اليوم السبت.

وطالبت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها، بالإفراج الفوري عن الصحفي بانتظار استئناف محاكمته، وذلك بعد الإجراءات المعيبة التي قالت إنها طاولت بشكل غير منتظم ، محاكمته ابتدائيا.

وقال كريستوف ديلوار ، الأمين العام لـ “مراسلون بلا حدود”: “يأتي هذا القرار في نهاية محاكمة شابتها مخالفات واضحة”، وأضاف “نحث على الإفراج عن الريسوني بانتظار محاكمته استئنافيا. بفعد اصضرابه الطويل عن الطعام فإن حياته أصبحت على المحك. إنه يستحق محاكمة عادلة “.

وأوضح بيان المنظمة، الذي نشر على موقعها في اإنترنيت،  أن إدانة سليمان الريسوني  جاءت بعد 4 أشهر من الإجراءات التي اتسمت بالعديد من المخالفات.

وقد شهدت المحاكمة تطورات مثيرة خاصة في ظل إضراب الريسوني عن الطعام منذ 93 يوما في سجنه بالدار البيضاء احتجاجا على محاكمته وسجنه، وطلبه الإسعاف ومقعدا متحركا لحضور جلسات محاكمته نظرا لتأثر حالته الصحية بسبب الإضراب عن الطعام، ولكن مندوبية السجون رفضت ذلك وأعلنت أن حالته الصحية مستقرة وتسمح بانتقاله للمحكمة لمتابعة الجلسات.

وشكا الريسوني وحقوقيون من “تغييبه قسرا عن جلسات محاكمته”، فيما قالت سعاد براهمة نائبة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومحامية الريسوني لوكالة “رويترز” إن المحاكمة “انتفت فيها شروط المحاكمة العادلة خاصة في ظل تغييبه قسرا عن الجلسات”.