تطوير المواهب أم تكرار الأخطاء؟ تقييم فعالية صندوق الاستثمار في كرة القدم المغربية في ضوء الأداء الأولمبي المخيب 

0
252

صندوق الاستثمار في تكوين المواهب: كرة القدم المغربية تدخل مرحلة جديدة… ولكن هل هذا كافٍ؟

أعلنت جامعة الكرة المغربية ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وشركاء من القطاع الخاص عن إنشاء صندوق خاص لتمويل وتطوير تكوين المواهب الكروية. هذه المبادرة تأتي في وقت حاسم، حيث يعاني قطاع الرياضة المغربية من تحديات كبيرة، خاصة بعد الأداء الضعيف للمنتخب الوطني في الدورات الأولمبية الأخيرة.

المرحلة الجديدة في تكوين المواهب

أكد الإطار الوطني حسن مومن أن الصندوق الجديد سيمثل نقطة تحول في طريقة تكوين اللاعبين بالملاعب المغربية. بموجب هذه الشراكة، سيُعفى الأندية من العبء المالي المتعلق بالتكوين، مما يتيح لها التركيز على الفئات العمرية وتحسين مستوياتها. وتُعتبر هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى إعداد جيل قوي من اللاعبين استعداداً لمونديال 2030، الذي سيحتضنه المغرب بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال.

“كيف ستواجه الشراكة بين الجامعة الملكية وOCP تحديات الحوكمة وتكافؤ الفرص في تطوير كرة القدم؟”

ولكن في ظل هذه الخطوة الواعدة، تبرز تساؤلات عدة حول مدى فعالية هذا الصندوق، وهل سيكون كافياً لمعالجة التحديات التي تواجه الرياضة المغربية، أم أنه مجرد محاولة لإخفاء مشكلات أعمق؟

أسئلة تحليلية حول تأثير الصندوق

  1. هل سيؤدي الصندوق إلى اكتشاف مواهب جديدة أم سيتحول إلى عملية تقليدية أخرى؟

    • في الوقت الذي يُنتظر فيه أن يعزز الصندوق الاستثمار في المواهب، هل سيسهم فعلاً في اكتشاف لاعبين جدد وتقديمهم بطريقة احترافية، أم سيقتصر دوره على تحسين البنية التحتية للأندية دون تحقيق تغيير جوهري في الأداء؟

تركيز على كرة القدم فقط: هل يتجاهل الصندوق الجديد تطوير الرياضات الأخرى في المغرب؟

  1. لماذا التركيز على كرة القدم فقط؟

    • هل سيتلقى الصندوق تمويلاً متوازناً لجميع الرياضات، أم أن التركيز على كرة القدم سيعني إغفال رياضات أخرى تمثل جزءاً مهماً من ثقافة الرياضة في المغرب؟ كيف ستؤثر هذه الأولويات على تطوير رياضات أخرى مثل الرياضات الفردية أو الرياضات الجماعية الأخرى؟

  2. كيف يمكن تجاوز مشكلات التكوين التي أثبتت الدراسات وجودها؟

    • وفقاً للدراسات، يترك 70% من الشباب الرياضة قبل انتهاء المرحلة الثانوية. كيف يمكن للصندوق الجديد أن يتعامل مع هذه الإشكالية، ويمنع الشباب من مغادرة الرياضة بسبب نقص المتعة أو المشاكل مع المدربين؟

  3. ما هي استراتيجيات الصندوق لتحقيق الاستدامة؟

    • كيف سيضمن الصندوق استدامة الاستثمار في التكوين؟ هل سيعتمد على نموذج اقتصادي مستدام لضمان عدم تكرار مشكلات التمويل المستقبلي؟

  4. هل يمكن أن يتعلم المغرب من التجارب السابقة في الأولمبياد؟

    • مع فشل المنتخب الوطني في الدورات الأولمبية السابقة، هل ستكون هذه المبادرة كافية لتغيير الصورة وتعزيز الأداء؟ أم أن هناك حاجة لمراجعة شاملة لكافة استراتيجيات التكوين والتدريب؟

التحديات والفرص

في الوقت الذي تمثل فيه هذه المبادرة خطوة إيجابية نحو تحسين وضع كرة القدم في المغرب، فإنها تظل بحاجة إلى متابعة دقيقة وتقييم شامل لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التركيز الحصري على كرة القدم يمكن أن يُعزز الفجوة بين الرياضات المختلفة، مما يعرقل الجهود الرامية لتطوير الرياضة بشكل عام.

يجب أن يُرافق هذا الصندوق بتطوير استراتيجيات فعالة وشاملة لتدريب وتطوير جميع الرياضات، وتقديم الدعم اللازم للشباب في جميع المجالات الرياضية.

على المغرب أن يتعلم من تجاربه السابقة، وأن يبني على النجاحات والإخفاقات لتحسين مستقبله الرياضي.

في الختام، تبقى الإشكاليات العميقة المتعلقة بتطوير المواهب والرياضة في المغرب بحاجة إلى معالجة شاملة، بعيداً عن الحلول الجزئية. إذا ما كانت هذه المبادرة ستكون نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من الاحتراف والتقدم، أم ستبقى مجرد إعلان آخر لا يغير من الواقع شيئاً، فهذا ما سيكشفه المستقبل.