تظاهرت حشود ضخمة للجمعة الثانية في فڭيڭ في جنوب شرق المغرب احتجاجاً على طرد الجيش الجزائري مزارعين مغاربة بمنطقة “العرجة أولاد سليمان” بالقرب من واد زوزفانة، في هذه المنطقة الحدودية التابعة للمغرب، مدعيةً أنها أرض جزائرية، وأدى ذلك إلى احتجاج السكان الذين يقولون إنهم يستغلون هذه الأراضي منذ سنوات.
وكان المتظاهرون ينوون التوجه قرب المنطقة الزراعية المرسمة بين البلدين في إطار اتفاقية في العام 1972 والعام 1992 لكن حاجزا للشرطة منع وصولهم.
سار حشد غاضب ضم رجالا ونساء وأطفالا بلغ عددهم الأربعة آلاف بحسب المتظاهرين، على مدى ساعتين. وأغلقت كل متاجر البلدة. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية في خبر أوردته ليل الأربعاء الخميس أن السلطات الجزائرية أعطت المزارعين المغاربة الذين يستثمرون هذه الأراضي ويبلغ عددهم حوالي 30 عائلة، مهلة متفقا عليها لإخلاء المكان.
وكان المتظاهرون ينوون التوجه الخميس إلى الحدود قرب المنطقة الزراعية المتنازع عليها لكن حاجزا للشرطة منع وصولهم.
وقال الناشط الحقوقي المغربي، أشرف الطربيق،في تصريحات لقناة دولية، إن الإجراء الجزائري تجاه الفلاحين المغاربة يأتي في سياق غير مفهوم، وإنه قد يكون رد فعل جزائري تجاه الأحداث الأخيرة بين البلدين والانتصار المغربي في ملف الصحراء الغربية.
وأضاف الطربيق ، أنه هذا الرد غير دبلوماسي سيتضرر منه مواطنون أبرياء، وأوضح أنه لن يكون له تأثير على العلاقات بين البلدين المتوترة بالفعل منذ فترة.
وأكد أن الإشارات والظواهر تؤكد أن هذا الإجراء جاء بناء على اتفاق بين البلدين، مشيرا إلى أن الجزائر قد تتخذ أي قرار يثبت هيبته وسيادته حتى لو كان ضحيته مدنيين أبرياء.
وفيما تلتزم الحكومة المغربية الصمت تجاه هذه الاحتجاجات والتطاول الجزائري، أفاد بيان الأسبوع الماضي لفرع حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» في فكيك، صدر أول من أمس، بأن سكان المنطقة عاشوا خلال الأسابيع الأخيرة «حالة من الاستغراب والاستنكار” بعد عزم السلطات الجزائرية “اقتطاع أراضٍ” من واحة بمنطقة “العرجة” شمال شرقي مدينة فجيج “دون سابق إنذار”.
وتأتي هذه الخطوة الجزائرية في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توترا غير مسبوقا، بعد أحداث معبر الكركرات الحدودي في نوفمبر الماضي، واعتراف إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بسيادة الرباط على الصحراء المغربية.
وأضاف البيان بأنه تم التأكد من أن هناك نيةً للدولتين المغربية والجزائرية “في ترسيم اتفاقية سابقة تقضي بأن وادي العرجة هو الحد الفاصل بين الأراضي المغربية والجزائرية”.
وذكر البيان ذاته أن فرع الحزب عاين “استفزازات تعرض لها الفلاحون المستثمرون المغاربة” في هذه الأراضي أخيراً من طرف عسكر الحدود الجزائري، وأنه تم إمهال هؤلاء الملاك مدة تنتهي في 18 من مارس (آذار) الحالي من أجل «إخلاء المنطقة نهائياً» باعتبارها «أراضي جزائرية». وجرى تبليغهم أن هذا القرار “يتم بتنسيق مع الدولة المغربية”.
تقع مدينة فجيج شرقي المغرب وتبعد عن مدينة وجدة بـ 360 كلم، ويعيش بها حوالي 872 10 نسمة، حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014. ويحدها من الجنوب والشرق الحدود المغربية الجزائرية. وتشتهر المدينة بواحة النخيل التي تضم العديد من أشجار النخيل، وبإنتاج أنواع جيدة ونادرة من التمور.
وتشهد المنطقة الحدودية بين الجزائر والمغرب توترات منذ نحو 50 عاما، فقد اندلعت حرب بين الدولتين في أكتوبر 1963 بسبب الخلاف حول هذه المنطقة، وعرفت باسم “حرب الرمال”، والتي انتهت في 20 فبراير 1964، بتوقيع اتفاقية وقف إطلاق النار وتحديد منطقة منزوعة السلاح بين البلدين.
الجزائر تصعد التوتر في شرق المغرب بفرض سيطرتها على “تمور المجهول” المغربية