تعاون المغربي الإسباني في مكافحة الارهاب تطور رغم الخلافات والأزمة الأخيرة

0
281

اعتبر التقرير السنوي للإرهاب الجهادي 2021 والذي بعده المرصد الدولي لدراسات الإرهاب، أن المغرب بذل جهودا كبيرا للحفاظ على التعاون في قضايا مكافحة الإرهاب مع إسبانيا، على الرغم من بعض الخلافات التي قد تزعزع الثقة بين الطرفين التي تثيريها الأزمات العابرة فيما يخص الهجرة”، مشيرا الى أن لإسبانيا والمغرب مصلحة مشتركة في الحفاظ على العلاقات للحد من تهديد الجهادية.

وأكد الباحثون الذين أعدوا التقرير، على أن التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، يتحدى كل الصعاب والتحديات التي تثيره مسألة الثقة.  

وأوضح التقرير، أن التعاون بين البلدين في هذا المجال، عرف تطورا مميزا اذ انتقل الانتقال من تبادل المعلومات حول الخلايا أو الأشخاص المرتبطين بالجهادية إلى تشكيل فرق مشتركة ودوريات مختلطة من القوات الإسبانية والمغربية.

مرصد إسبانيا يشيد بالتعاون المغربي- الإسباني في مكافحة الإرهاب | جفرا نيوز

وعلى الرغم من عدم رضى إسبانيا عن القرارات الثلاثة التي اتخذها المغرب منذ الأول من أغسطس/ آب 2018، المتمثلة بإغلاق المعبر البري الجمركي بني أنصار على حدود مليلية، وإغلاق معبر باب سبتة الثاني (تارخال 2 بالمصطلح الإسباني)، وترسيم حدوده البحرية وتحديدها قبالة جزر الكناري، إلا أن حاجة مدريد إلى الرباط في مجالي محاربة الإرهاب والهجرة غير النظامية، تفرض عليها تجاوز النقاط الخلافية، والتركيز على توحيد الجهود لمواجهات التحديات الأمنية التي تواجه البلدين في سياق إقليمي متقلب ومتحول. وعلى امتداد السنوات الماضية، تمكن المغرب وإسبانيا من تفكيك عدد من الخلايا الناشطة في البلدين بطريقة منسقة ومتزامنة، بسبب تعاونهما المكثف وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية، ولا سيما في مجال محاربة شبكات استقطاب مقاتلين لمصلحة المجموعات المتشددة.

وفي الوقت الذي تصف فيه الرباط ومدريد تعاونهما بـ”المستوى العالي والنموذجي”، وتقولان إن شراكتهما الأمنية “مبنية على المسؤولية المشتركة والثقة المتبادلة”، تكشف الأرقام أن التعاون الأمني والاستخباري مكّن البلدين من تنفيذ أكثر من 21 عملية مشتركة في مجال مكافحة الإرهاب منذ عام 2014. 

وشير خبراء أمنيين إلى أن “هناك نحو عقدين من الزمن من التعاون الأمني والاستخباري، بحكم القرب الجغرافي وتداخل الملفات بين البلدين، مثل نزاع الصحراء المغربية وسبتة ومليلية المحتلتين، وكون الجالية المغربية في إسبانيا هي الأكبر عددياً، فضلاً عن ملف الهجرة الذي ارتبط في الأعوام الأخيرة بملف الإرهاب”، وهو الأمر الذي يجعل مراهنة إسبانيا على التنسيق مع المغرب مهمة لأمنها الداخلي، ومفتاحاً أساسياً في محيطها الدولي والإقليمي.

وبحسب الخبراء الأمنيين، فإن المغرب وفرنسا يشكّلان حزامين أمنيين مهمين لإسبانيا، ذلك أن باريس كانت دائماً مهمة بالنسبة إلى مدريد في محاربة حركة “إيتا” في إقليم الباسك، التي كانت تتحرك قريباً من فرنسا، وكان أفرادها ينشطون في تراب البلدين قبل أن تحلّ نفسها في عام 2018. أما المغرب، فيُشكّل موقعاً مهماً على مشارف الجنوب الإسباني في مواجهة التطرف.

 

 

 

 

مظاهرات بـ36 مدينة مغربية ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية في الفترة الأخيرة قبل رمضان