في احتفالية دينية مميزة، تجمع يهود من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك إسرائيل، في مقبرة “أغزو نبهمو” بضواحي تارودانت، للاحتفاء بموسم “الهيلولة” السنوي الذي يقام في ضريح الحاخام دافيد بن باروخ.
هذه الاحتفالات التي تمثل جزءًا من الإرث الثقافي والديني للذين اعتادوا على زيارة هذا الضريح، تأتي هذا العام في وقت غير تقليدي، بسبب تزامن الموسم الديني مع أحداث غزة في العام الماضي، مما استدعى تأجيل الاحتفال وتأخير زيارة ممثلي السلطات.
ومع انقضاء الأحداث الدولية، اجتمع نحو 1200 يهودي في “تينزرت”، بالقرب من مقبرة “أغزو نبهمو”، في جو من الحذر والاحتياط الأمني، حيث طوقت قوات الدرك الملكي المنطقة، مُحكمةً إجراءاتها.
هذا العام، جرت الاحتفالات بشكل استثنائي في أول أيام يناير 2025، بعيدًا عن موعدها المعتاد بين 15 و26 ديسمبر، ليصبح حدث “الهيلولة” عامًا ذا طابع استثنائي، بعد عام من التوقف.
وبحضور رسمي لعدد من الشخصيات المحلية والدينية، مثل سعيد أمزازي والي جهة سوس ماسة، ومبروك تابث عامل إقليم تارودانت، واليزيد الراضي رئيس المجلس العلمي الجهوي لسوس ماسة، تنوعت الأنشطة الدينية التي شملت طقوسًا عبادة ودعاء، حيث يتوافد الحجاج اليهود في زياراتهم السنوية لطلب البركة، والتعبد، والترحم على أرواح موتاهم.
يُذكر أن الحاخام دافيد بن باروخ، الذي توفي في عام 1760، يُعتبر من الشخصيات البارزة في تاريخ اليهودية في المنطقة، ويمثل ضريحه مركزًا دينيًا وثقافيًا لليهود المغاربة والدوليين.
المقبرة، التي تحتوي على أكثر من 120 قبرًا، تضم غرفًا مخصصة لاستضافة الحجيج، فيما يشكل مراسم الاحتفال طقوسًا روحانية مميزة، أبرزها إشعال شموع “حانوكا”، وتقديم ذبائح من أبقار وخرفان ودجاج.
أسئلة مهمة:
– ما الذي يجعل هذه الاحتفالات جزءًا أساسيًا من الثقافة المغربية، رغم أن الجالية اليهودية في المغرب اليوم تعد صغيرة؟
– كيف يساهم هذا النوع من التعايش في تعزيز صورة المغرب كداعم للتنوع الديني والعرقي في منطقة الشرق الأوسط؟
– هل يمكن أن يكون هذا النموذج مثالًا يحتذى به في مناطق أخرى شهدت توترات دينية في السنوات الأخيرة؟
في هذا السياق، يصبح الاحتفال بموسم “الهيلولة” ليس مجرد احتفال ديني، بل هو دليل آخر على تميز المغرب في التعامل مع التنوع الديني والثقافي، حيث يظل مفتوحًا على الجميع، مما يساهم في بناء جسور من الفهم والاحترام بين الأديان المختلفة.
ختامًا:
“الهيلولة” تمثل تعبيرًا حيًا عن تاريخ المغرب العميق في التعايش السلمي بين اليهود والمسلمين. وفي ظل الأوضاع الدولية المضطربة، يظل المغرب حريصًا على الحفاظ على هذا الإرث الثقافي والديني الذي يعد نموذجًا يحتذى به في العالم العربي والإسلامي.