تعريف التعليم التعاوني بطريقة مبتكرة: تجربة “رفع الوعي عبر لعبة الأوراق” تشق طريقها في المغرب

0
251

الرباط – في خطوة غير مألوفة، تقود أول تعاونية خدمات ذكية من نوعها في إفريقيا والعالم العربي تجربة تعليمية خلاقة عبر “لعبة الأوراق” بهدف نشر ثقافة التوعية والتكوين التعاوني. الفكرة بسيطة لكن مضمونها ثوري: تحويل الورق إلى جسر تفاعلي بين المعارف والممارسات اليومية، وبين الفاعلين المستفيدين من الخدمات.

 التحدي الثقافي والاجتماعي:

في السياق المحلي – حيث ثمة فجوة واضحة بين القيم التعاونية المعلنة والواقع اليومي – تبرز التعاونية كجواب ميداني. فهي تعبّر عن رغبة في تخطي نمط التوجيه الأحادي (من أعلى إلى أسفل) عبر لعب جماعي يشرك المستفيدين والموظفين والمعنيين في “الحوار المشترك”.

 كيف تعمل “لعبة الأوراق”؟

وفق المرجعيات التربوية الحديثة (Caramella)، تعتمد الألعاب التعاونية على “تصميم خطوات محددة” (ابتداء، استكشاف، تقييم)، حيث يطرح كل مشارك ورقة ورقة عن موضوع معيّن (مثل النظافة، التعامل مع الأخطاء أو القانون…). يتم تداول الأوراق داخل ورشات مصغّرة، ويكلف منسق حيادي بالتنظيم وضبط الوقت، حتى يلتقط المشاركون “الوصفة الجماعية” المناسبة للموضوع.

 لماذا تعد أول أكاديمي/تعاوني في إفريقيا والعالم العربي؟

✔️ نموذج واعد: نادراً ما تستخدم التعاونيات لخدمات التكوين أدوات مرحة بصرية مثل هذه.
✔️ تبنّي دولي: تقنية التعليم التعاوني تُعرف فعلياً بأدائها في الابتكار المجتمعي، يُسهل تطبيقها الانتقال من ثقافة التلقين إلى ثقافة التفكير المشترك.
✔️ فعالية قابلة للتعويض: في بلادنا، يتجاوز المتعلمون اليوم الورقة والشهادة، نحو التكوين بالممارسة، عبر المشاركة المتوازنة والتعلم الذاتي المدعّم.

 ماذا بعد؟ التجهيز لتجربة ميدانية:

التعاونية تعد اليوم بإطلاق دفعة أولى من ورشات “لعب الأوراق” بشراكة مع جمعيات محلية ومراكز ثقافية وطلبة جامعات المغاربة. الهدف: اختبار فاعلية اللعبة في توعية الأطر الشبابية على الحياة التعاونية، إدارة الموارد، والمشاركة المحلية.

 آفاق مستقبلية:

  • قياس الأثر: يُخطط لفترة رصد أولية لقياس مدى تغير السلوكات والوعي بواسطة قبل/بعد الانخراط.

  • نشر النموذج: في حال النجاح، ستُعرض الورشة على جمعيات القطاع غير الربحي، والجماعات الترابية للتكوين الذاتي.

  • توسيع الاستفادة: عبر الشراكة مع المركز المغربي لتأهيل التعاونيات، وإطلاق ألعاب خاصة بكل قطاع (زراعة، بيئة، صحة).

 خلاصة

ولأن اللعب التعاوني يعيد رسم خريطة التواصل المعرفي بين الأفراد، تأتي هذه التجربة كأداة جديدة في صندوق التنمية الاجتماعية، تتجاوز الورق التقليدي لتلامس العقل والوجدان. هي دعوة صادقة للتعاون والمشاركة الفعلية، وبلورة “ثقافة الخدمة” بذكاء.

تحولت التعاونيات اليوم من مجرد بنى اقتصادية إلى منصات للتربية المدنية والتكوين الاجتماعي، ولعبة الأوراق قد تكون هي الشرارة التي تُشعل مربح الفعل التشاركي في المغرب.