تعتبر قضية الصحراء المغربية ملفاً حساساً في المملكة المغربية على كافة الصعد بما فيها الثقافية، حيث لم يتوقف الصراع عليها على مدى أربعة عقود من الزمن، دون حصول أي تقدم ملموس.
والخميس، قرّر المركز السينمائي المغربي تعليق عرض الفيلم السينمائي “زنقة كونتاكت” بسبب تضمنه موسيقى للفنانة الصحراوية مريم منت حسان، التي تؤيد انفصال الصحراء المغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة بوليساريو.
ويدور نزاع مسلح منذ عقود بين المغرب وجبهة بوليساريو حول الصحراء المغربية، التي تسيطر المملكة على حوالى 80 بالمئة من أراضيها، وتقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها حلا وحيدا للنزاع.
غير أن بوليساريو، المدعومة من الجزائر، تطالب بإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة لتقرير مصيرها.
وقال المركز السينمائي المغربي الذي يرخص لتصوير وعرض الأفلام في بيان إنه “قرر تعليق العرض التجاري والثقافي للفيلم وطنيا ودوليا”، بالإضافة إلى “تعليق البطاقة المهنية لمخرجه إسماعيل العراقي”.
ووجه المركز أيضا “إنذارا لشركة الإنتاج من أجل تعديل نسخة الفيلم خلال 48 ساعة (…) تحت طائلة سحب رخصة مزاولة المهنة” منها.
يأتي هذا القرار بعدما شاهد 8 آلاف متفرج الفيلم في 16 صالة عرض بست مدن مغربية بين أيلول/سبتمبر 2021 وآب/أغسطس الماضي، بحسب البيان.
لكن لجنة متخصصة في المركز أعادت معاينته، “بعد نقاش أثير حوله في الصحافة الالكترونية” المحلية، ليتبين لها أن الموسيقى الواردة فيه “تعود فعلا للمغنية مريم منت حسان، وليس للمغني (المغربي) فاضول كما هو وارد بالسيناريو المحال على المركز”، قبل الترخيص بتصويره وتخصيص دعم مالي لإنتاجه بنحو 380 ألف يورو.
واعتبر المركز ذلك “خيانة للنص والحوار والصوت المحدد سلفا (…) لأسباب مشبوهة”.
ردا على هذا القرار قال منتج الفيلم في بيان الخميس “يؤسفنا أن نرى سوء فهم يأخذ مثل هذه الأبعاد”، مؤكدا أن الأمر يتعلق “باختيار جمالي وموسيقي بحت”.
وأضاف أن المخرج “اختار ببساطة أن يضع صوت مغنية في الفيلم وليس ما تمثله سياسيا”.
كما أعلن أن الشركة المنتجة اقترحت نسخة للفيلم “بدون هذه الموسيقى”، سيتم عرضها على المركز السينمائي الجمعة.
وكان الفيلم الذي يصور سيرة بائعة هوى ومغني روك أدمن المخدرات، نال في أيلول/سبتمبر الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة (شمال)، من دون أن يثير أي ضجة.