مع اقتراب نهاية ولاية الحكومة الحالية بقيادة الملياردير عزيز أخنوش، أُعلن عن مجموعة من التعيينات في مناصب عليا شملت عدة وزارات استراتيجية، من بينها التعليم العالي، الفلاحة، والتنمية القروية. هذه التعيينات التي جاءت متأخرة نسبيًا، قبل عام فقط من انتهاء الولاية الحكومية، تطرح تساؤلات جوهرية حول توقيتها، ودلالاتها، ومدى تأثيرها على الأداء الحكومي في الفترة المتبقية.
لماذا الآن؟ توقيت التعيينات تحت المجهر
عادةً ما تُجرى التعيينات في بداية أو منتصف الولاية الحكومية لضمان استقرار الهيكلة الإدارية وتأهيل الكفاءات لتطبيق السياسات العمومية. لكن الإعلان عن هذه التعيينات في المرحلة الأخيرة من عمر الحكومة يثير عدة تساؤلات:
-
هل هذه التعيينات جزء من إصلاح إداري حقيقي أم أنها مجرد إعادة توزيع لمراكز النفوذ؟
-
لماذا تأخرت هذه التعيينات؟ وهل تعكس تعثّرًا في تنفيذ السياسات الحكومية أم أنها محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الانتخابات المقبلة؟
-
هل سيتمكن المسؤولون الجدد من إحداث تغيير ملموس في هذه الفترة القصيرة، أم أن دورهم سيكون محدودًا في إدارة المرحلة الانتقالية؟
قراءة في التعيينات: تعزيز الكفاءات أم تثبيت الولاءات؟
تشمل التعيينات الجديدة شخصيات في قطاعات حيوية مثل التعليم العالي، الفلاحة، الصيد البحري، والتنمية القروية، وهي مجالات تشكل عصب الاقتصاد المغربي وتؤثر بشكل مباشر على السياسات العمومية. لكن السؤال الأهم هنا:
-
هل تم اختيار هؤلاء المسؤولين بناءً على الكفاءة والخبرة، أم أن هناك حسابات سياسية تحكم هذه التعيينات؟
-
هل ستساهم هذه التغييرات في تحقيق الأهداف المسطرة أم أنها مجرد إجراءات شكلية دون أثر ملموس على أرض الواقع؟
هذه التعيينات تُظهر تركيزاً واضحاً على القطاعات التي تُعتبر أساسية في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية القروية، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها المغرب بسبب التغيرات المناخية والأزمات الاقتصادية العالمية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا الآن؟ ولماذا قبل عام واحد فقط من نهاية ولاية الحكومة؟
انعكاسات التعيينات على الأداء الحكومي
مع بقاء عام واحد فقط على نهاية الولاية الحكومية، يبدو أن هذه التعيينات قد تواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة. فهل سيستطيع المسؤولون الجدد اتخاذ قرارات حاسمة وتحقيق نتائج ملموسة في هذه الفترة القصيرة؟ أم أن هذه التعيينات مجرد تحضير للمرحلة القادمة، سواء عبر إعادة تموضع بعض النخب داخل الإدارة أو تهيئة المناخ لما بعد 2026؟
التوقيت المتأخر: إدارة أزمة أم استراتيجية سياسية؟
يأتي توقيت هذه التعيينات متأخراً نسبياً، حيث لم يتبق سوى عام واحد على نهاية ولاية الحكومة الحالية. هذا التوقيت يُثير تساؤلات حول دوافعه الحقيقية. هل هي محاولة لتعزيز أداء الحكومة في الفترة المتبقية، أم أنها خطوة تكتيكية لترتيب الأوراق قبل الانتخابات المقبلة؟

من ناحية، يمكن تفسير هذه التعيينات على أنها محاولة لتعزيز الكفاءة في القطاعات الحيوية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المغرب. من ناحية أخرى، قد تكون هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية سياسية تهدف إلى تعزيز نفوذ حزب الأحرار، الذي يتزعمه أخنوش، في المؤسسات الحكومية قبل الانتخابات المقبلة.
تحديات اقتصادية واجتماعية
لا يمكن فصل هذه التعيينات عن السياق العام الذي يعيشه المغرب، حيث تواجه البلاد تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، بما في ذلك ارتفاع معدلات البطالة، وتأثيرات التغيرات المناخية على القطاع الفلاحي، والأزمات المتعلقة بأسعار المواد الأساسية. في هذا السياق، تُعتبر التعيينات الجديدة محاولة لتعزيز الكفاءة في إدارة هذه القطاعات، ولكنها تطرح أيضاً تساؤلات حول مدى فعاليتها في تحقيق النتائج المرجوة في فترة زمنية قصيرة.
الأسئلة الكبرى: ما هي الأجندة الحقيقية؟
-
هل هذه التعيينات تستجيب لحاجة حقيقية لتعزيز الأداء الحكومي، أم أنها مجرد خطوة تكتيكية قبل الانتخابات؟
-
ما هي الرسائل التي تريد الحكومة إرسالها من خلال هذه التعيينات؟
-
هل ستتمكن الأسماء الجديدة من تحقيق نتائج ملموسة في الفترة المتبقية من ولاية الحكومة؟
-
كيف يمكن أن تؤثر هذه التعيينات على التوازنات السياسية داخل الحكومة؟



