عدد قتلى الزلزال في المغرب يرتفع إلى 2862، والجرحى إلى 2530 أكثر من نصفهم في إقليم الحوز (1293) الذي تقع فيه بؤرة الزلزال جنوب مراكش.
تتواصل الإثنين، في اليوم الثالث على الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز جنوب غرب المملكة المغربية أعمال البحث عن الناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين افترش بعضهم الأرض وتوزع بعضهم على الفنادق في مناطق الجوار.
اخلاء المصابين والجرحى جراء الزلزال من طرف أفراد القوات المسلحة الملكية بالمناطق الوعرة الولوج. pic.twitter.com/cOfQUhiBje
— Royal Moroccan Armed Forces (@MoroccanArmed) September 11, 2023
وبعد تمهل، استجابت السلطات المغربية الأحد لأربعة عروض مساعدة قدمتها بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، علما أن اسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا أيضا عرضت المساعدة على المملكة لا سيما أن الزلزال هو الأعنف منذ 6 عقود وخلف دمارا هائلا وخسائر بشرية.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية أن “السلطات المغربية استجابت في هذه المرحلة بالذات لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة ولتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ.
وبحسب البيان فقد دخلت هذه الفرق منذ يوم أمس باتصالات ميدانية مع نظيرتها المغربية بهدف تنسيق الجهود. وفي انتظار انتشار فرق الإنقاذ الأجنبية على الأرض بدأت السلطات المغربية في نصب الخيام بجوار القرى التي دمرها الزلزال بالكامل.
ويركان-تدخلات فرق الانقاذ متواصلة للتوصل الى أكبر عدد ممكن من العالقين تحت الأنقاض وانتشال الضحايا وإغاثة المتضررين من جراء زلزال الحوز المدمر. pic.twitter.com/XgWhtW2kvx
— Royal Moroccan Armed Forces (@MoroccanArmed) September 11, 2023
أكدت قناة الجزائر الدولية، اليوم الإثنين، أن المغرب قبل دخول فرق الإنقاذ والمساعدات الجزائرية إلى المغرب، مشيرة إلى أن “المغرب، وافق على دعوة الجزائر لتقديم المساعدة”، حيث أكدت قناة الجزائر الدولية، أن الجزائر توصلت بموافقة السلطات المغربية بدخول المساعدات التي اقترحتها، لمواجهة مخلفات زلزال الحوز.
كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن وزارة خارجية تل أبيب، أرسلت، أمس الأحد، فريقا إلى المغرب لمساعدة الإسرائيليين، في أعقاب الزلزال العنيف الذي أودى بحياة أكثر من ألفي شخص.
ونشرت الصحيفة نقلا عن خارجية تل أبيب قولها إنها على علم بوجود 479 مواطنا إسرائيليا في المغرب، من بينهم 17 لم يتصلوا بعد بعائلاتهم في أعقاب الزلزال.
ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا إسرائيليين في الزلزال، لكننا “نواصل محاولة الاتصال بجميع الإسرائيليين الموجودين في المغرب للتأكد من سلامتهم”. وقالت الوزارة إن القنصل الإسرائيلي في الرباط، دوريت أفيداني، توجه إلى منطقة مراكش الأكثر تضررا للحصول على صورة كاملة عن الاحتياجات هناك.
وقد امتلأت شوارع الملاح الحي اليهودي التاريخي بالمدينة بالحطام. وقضى العشرات ليلتهم الثانية في العراء، خوفا من انهيار منازلهم المتضرّرة.
قال رئيس الحكومة عزيز أخنوش، إن الاجتماع، الذي عقدته بعد زوال اليوم الاثنين، “اللجنة بيْن الوزارية المكلفة بالبرنامج الاﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻹﻋﺎدة تأهيل وتقديم الدعم ﻹﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎزل اﻟﻣدﻣرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة جراء الهزات الزلزالية بإقليم الحوز يأتي انسجاما وتطبيقا لمخرجات الاجتماع وجلسة العمل مع جلالة الملك محمد السادس حينما أعطى تعليماته الواضحة” منذ يوم السبت الماضي.
الزلزال بالمغرب: ارتفاع عدد القتلى إلى 2681 والجرحى إلى 2530
صادق البرلمان المغربي، اليوم الإثنين، على مشروع مرسوم بإحداث حساب مرصد لأمور خصوصية يحمل اسم “الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية” المترتبة على الزلزال، وكان مجلس الحكومة قد صادق، أمس الأحد على نفس المشروع.
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، الاثنين، إن برلين لا ترى أي مؤشرات على أن قرار المغرب عدم الاستجابة لعروض ألمانيا تقديم مساعدات لضحايا الزلزال، سياسي.وأشار المتحدث إلى أن “العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا والمغرب جيدة”، مضيفا أن الجانب المغربي شكر ألمانيا على عرضها تقديم المساعدة.
قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن المغرب لم يتقدم بأي طلب للحصول على مساعدات دولية للتعامل مع تداعيات زلزال الحوز الذي بلغت درجة قوته إلى 7 على سلم ريختر، وخلف أكثر من ألفي قتيل. وقد اكتفى بقبول مساعدات محدودة من إسبانيا وقطر فقط.
قالت كاترين كولونا، وزيرة الخارجية الفرنسية اليوم الإثنين، إن فرنسا تعهدت بتقديم مساعدة بقيمة 5 ملايين أورو لمنظمات غير حكومية تشارك في عمليات إغاثة متضرري الزلزال بالمغرب، داعية إلى تجنيب مساعداتها “الجدل السياسي السلبي”.
تزايد المخاوف من تكرار الهزات الارتدادية
أفاد مركز رصد الزلازل الأورو-متوسطي بتسجيل هزة ارتدادية بقوة أربع درجات ونصف الدرجة على مقياس ريختر، على بعد 77 كيلومترا جنوب غرب مراكش. وأفاد المعهد المغربي للجيو فيزياء بتسجيل 9 هزات ارتدادية.
الصين وفرنسا تعلنان تقديم مساعدات مالية
أعلنت فرنسا والصين، الإثنين، تقديم مساعدات مالية للمغرب، للمساعدة في جهود الإغاثة من الزلزال المدمر، الذي هز البلاد مساء الجمعة.
وتسبب التردد الفرنسي في إعلان موقف واضح من قضية النزاع المفتعل في الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، في حالة فتور في العلاقات، لكن باريس تؤكد على الدوام أن التواصل الدبلوماسي مع المملكة مستمر ولم ينقطع، متحدثة عن علاقات إستراتيجية رغم تذبذبها.
وقالت كولونا لتلفزيون ‘بي.اف.ام’ لدى سؤالها عن سبب عدم تقديم المغرب لطلب رسمي بالمساعدة العاجلة إلى باريس رغم قبولها المساعدة من إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات “هذا جدل في غير محله”، مضيفة “مستعدون لمساعدة المغرب. هذا قرار سيادي مغربي والقرار يعود لهم”، مؤكدة على أن الرباط لم ترفض المساعدة الفرنسية.
وقالت كولونا إن باريس خصصت خمسة ملايين يورو (5.4 ملايين دولار) للمنظمات غير الحكومية العاملة في المغرب، موضحة أن هذه المساعدة المخصصة للمنظمات الإنسانية التي تنشط “على الأرض”، سيتم تخصيصها من احتياط وزارة الخارجية الفرنسية.
وأشارت إلى أن العديد من المنظمات غير الحكومية بدأت تعمل في المملكة من أجل مساعدة السكان على مواجهة تداعيات الزلزال المدمّر الذي أودى بحياة أكثر من ألفي شخص.
وحاول المسؤولون الفرنسيون مرارا التقليل من شأن أي خلاف بين البلدين لكن زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرباط تأجلت عدة مرات خلال العام الماضي، إلا أن كولونا أوضحت أن العاهل المغربي الملك محمد السادس كان في فرنسا وقت حدوث الزلزال.
وأكدت أن الرباط هي “الوحيدة القادرة على تحديد ما هي حاجاتها والوتيرة التي ترغب في أن يتم عبرها توفير” هذه الحاجات، مشيرة إلى “أننا في تصرّف السلطات المغربية ونوليها كل الثقة لتنظيم عمليات الإنقاذ بالطريقة التي تراها مناسبة”.
وأشارت إلى أن الرباط لم “ترفض أي مساعدة” ولا سيما من جانب باريس.
ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية أن جمعية الصليب الأحمر الصينية ستمنح الهلال الأحمر المغربي 200 ألف دولار مساعدات إنسانية طارئة.
أفادت صحيفة “تشاينا ديلي” بأن الصليب الأحمر الصيني قال إن التبرعات ستستخدم لمساعدة المغرب في تنفيذ أعمال الإنقاذ والإغاثة من الكوارث.
كما ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قدم تعازيه للعاهل المغربي الملك محمد السادس، قائلا في رسالته إنه شعر بالصدمة عندما علم بوقوع الزلزال العنيف الذي تسبب في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
المغرب يسجل 2497 وفاة و2476 جريحا جراء “زلزال الحوز”
في حصيلة محينة، إلى حدود الساعة العاشرة من يومه الاثنين، بلغ عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية 2497 شخصا، وعدد الجرحى 2476، وفق بلاغ لوزارة الداخلية.
وفي هذا السياق، بلغ عدد الوفيات 1452 بإقليم الحوز، و764 بإقليم تارودانت، و202 بإقليم شيشاوة، و18 بعمالة مراكش. في حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة بكل من عمالات وأقاليم ورززات، أزيلال، أكادير إداوتنان، الدار البيضاء الكبرى، اليوسفية وتنغير.
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) pic.twitter.com/BMu73fctcr
— Royal Moroccan Armed Forces (@MoroccanArmed) September 9, 2023
هذا، وتواصل السلطات العمومية جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.
إلغاء مبارة ودية بين المنتخب الوطني الأولمبي ونظيره البرازيلي
أعلنت الجامعة الملكية لكرة القدم عن إلغاء المباراة الودية التي كانت ستجمع يوم الاثنين 11 سبتمبر/أيلول 2023 بين المنتخب الوطني الأولمبي ونظيره البرازيلي بالمركب الرياضي بمدينة فاس، وذلك بعد الزلزال الذي ضرب بعض المناطق بالمملكة المغربية، وحالة الحداد التي تعيشها.
وجددت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعازيها الحارة إلى أسر الضحايا متمنية الشفاء العاجل لجميع المصابين.
شظايا زلزال الحوز تصل إلى مسجد “تنمل” التاريخي مهد الدولة الموحدية
لم يكن هذا الزلزال المدمر رحيما بتاريخ المغرب ومعالمه التاريخية والحضارية التي تضررت هي الأخرى؛ فمسجد “تنمل” الواقع في أعالي جبال الأطلس الكبير بإقليم الحوز قرب مراكش، مُنطلق الدولة الموحدية التي حكمت بلاد المغرب الكبير والأندلس لأكثر من قرن من الزمن والذي شيده “الخليفة عبد المومن بن علي الموحدي” في العام القرن الثاني عشر الميلادي، تضرر بشكل كبير حسب ما أظهرته صور حديثة تم تداولها على نطاق واسع على بين مستعملي مواقع التواصل الاجتماعي.
توجهت بعثة من #اليونسكو إلى مدينة #مراكش. ستقدّم منظمتنا الدعم إلى السلطات المغربية لحصر الأضرار التي تكبدها قطاعا #التراث و #التعليم, وتأمين المباني تمهيداً لعملية إعادة الإعمار. https://t.co/f5qGg8dw8W
— اليونسكو (@UNESCOarabic) September 10, 2023